كيف أستخدم التجاهل كسلاح دفاعي؟ | دليل عملي لتحقيق السلام الداخلي

يعرف عالمنا كما هائلا من المعلومات والمشتتات، كما تضاعف عدد الأشخاص الذين نحتك بهم بشكل يومي، كل هذا جعل حياة الانسان غارقة في الضغوط والمسؤوليات، فكلما زاد عدد الأشخاص الذين تتعامل معهم زادت ضغوطك، فيكفيك أن تدخل إلى حسابك على أحد مواقع التواصل حتى تجد كما هائلا من الانتقادات التي تتلقاها على منشوراتك وممكن على صورك، ويكفيك أن تحتك مع زملاء الدراسة أو العمل حتى تجد نفسك تتلقى عدة وجهات نظر وانتقادات من هؤلاء الأصدقاء، وكذلك في داخل أسرتك الصغيرة والكبيرة، كل هذا يجعلك تقع في مأزق الشك في الذات، وتخفيض تقدير الذات، ناهيك عن المشاكل التي تصادفك كل يوم والمواقف الصعبة، كلها ستدمرك إذا ركزت عليها بشكل كبير، لذلك لحل هذه المعضلة التي تحدث للفرد في حياته اليومية يجب عليه ممارسة فن التجاهل.
فالتجاهل هو عملية مقصودة تهدف إلى عدم الاهتمام والذي غالبا ما يكون حول أمور ثانوية وغير مهمة ولا تؤثر كثيرا على حياتنا، بل إن تجاهلها سيجعل حياتنا أكثر انتاجية ونفسيتنا أكثر راحة، ومن مميزات التجاهل أنه يوفر لنا الطاقة والوقت عبر تجاهل الأمور الغير مهمة، كما يجعلنا ذوي قيمة اجتماعية، فالأشخاص المتاحين غالبا ما يفقدون احترام الناس، لأن التجاهل أحد أعمدة الكاريزمة، فلا يمكننا أن نهتم بالأشخاص الأغبياء والتافهين وذوي الأسلوب الهابط وننتظر أن يرانا الناس بصورة مثالية، فتجاهل هؤلاء هو القيمة وليس العكس، كما أنه لا يمكننا أن نعلق دائما على آراء الآخرين وتصورتهم وحتى انتقاداتهم ونظرتهم السلبية حول مواضيع معينة، فبطبيعة الحال فكلام الناس ونظرتهم له تأثير علينا لكن شريطة القبول (الاهتمام) بنظرتهم وتصوراتهم.
فن
فالتجاهل هو أسلوب يمكنك استعماله في العديد من الحالات في العمل ومع الأشخاص السلبين ومع الانتقادات الهدامة والسلبية ومع المشاكل التي لا تمسنا بشكل مباشر ولا تستحق الكثير من التفكير، كل هذا يحيلنا إلى فوائد التجاهل، لكنه ليس دائما مفيدا حيث أن تجاهل والتقاعس عن أداء أمور مهمة سيجعل حياتك أكثر صعوبة وليس سهولة، لذلك فالتجاهل فن يجب أن يتقن عبر الانتقاء ما يجب أن يتجاهل وما لا يجب أن نتجاهله.
نصائح لإتقان فن التجاهل
– ضع حدودا ومساحة بينك وبين الناس، هذه الحدود ستجعل الأخرين لا يلمونك ولا ينتظرون منك ردة فعل على تعليقاتهم وسلوكياتهم، فحتى إذا مارست التجاهل لن يؤثر ذلك على علاقتك بهم، خاصة إذا كانت العلاقة مهمة وضرورية.
– حدد الأولويات في حياتك، تجعلك ترى أهم الأشياء وأكثر الأمور ضرورة، وذلك لتسهيل عملية تجاهل الأشياء الغير مهمة، وتركيز الاهتمام على الأمور التي تستحق.
– ركز دائما على راحتك أكثر من أي شيء أخر، هذا سيجعلك مباشرة لا تهتم لآراء الأخرين ولتصوراتهم عن الحياة.
– ابتعد عن الأسئلة التي تجعلك مهتما، على سبيل المثال ” لماذا فلان لم يعجبه شكلي ؟”، “لماذا تصرف معي فلان بهذا الأسلوب؟”، ” لماذا حدث معي هذا الموقف؟”، ” لماذا أنا وحدي من يحدث معه هذا؟” …. وغيرها من الأسئلة التي تجعلنا مهتمين بالمواضيع التي غالبا لا تهم، فإذا وقعت في مشكل ابدأ بحله وليس لوم نفسك، وإذا عبر أحدهم عن رأيه وكان رأيه لن يغير شيئا في حياتك يكفيك أن تتجاهله عوض التركيز على كلامه.
– قدر ذاتك ولا تعطي للناس قيمة أكثر مما تعطيها لنفسك، لأن ذلك يجعلك مهتما بتعليقاتهم وآرائهم، كما يجعلك تتنازل عن العديد من قيمك ومبادئ وحتى أشغالك وأولوياتك لكي ترضيهم.
– لا ترد على من يحاول جذب انتباهك، وحاول ما أمكن تجنب النقاشات التي تثير الجدل، ولا ترد على المكالمات والرسائل التي تحتوي على مشاكل غير ضرورية.
– لا تأخذ الأمور على محمل شخصي (مشاكل، تعليقات، حوار مع شخص، كلام سلبي أو جارح …)، ولا تتحدى أحد، وحاول ما أمكن عدم الرد على الأسئلة التي تثير الجذل.
– ركز على الحقائق لا على الآراء، أو على التوقعات التي يضعها ذهنك خاصة السلبية منها، فكم من أمر بسيط يضخم بكثرة التفكير فيه.
– لا ترد بسرعة عند حدوث أي موقف إلا بعد التفكير فيه، لا تعلق على شيء قبل التفكير، لا تظهر انفعالك قبل التفكير، لا تتحدث قبل التفكير، لا تغضب أو تحزن دون التفكير هل الأمر يستحق أم لا …..
تقنيات التجاهل
- استمع دون أن ترد
- تغاضى عن المشاكل البسيطة
- لا تظهر انفعالك أو غضبك
- قلل من متابعة الأشخاص السلبيين والذين تكرههم، وكذلك الأخبار السلبية
من هم الأشخاص الذين يجب أن نتجاهلهم؟
جاذبوا الاهتمام: هناك أشخاص في هذا العالم وبفعل النقص الوجداني الذي يعانون منه يحاولون جذب انتباه الجميع، وإذا لفتوا انتباهك فهم يمتصون طاقتك التي يجب استغلالها في أمور مهمة.
أصحاب الدرامة والنفخ: هناك أشخاص ينفخون في المشاكل وفي الكلام وهذا يجعل مصداقيتهم في الحضيض، ومن الأفضل تجاهلهم مما سيجعلهم لا يفتحون مثل هذه المواضيع الفارغة معك.
الأشخاص المتطلبين: هناك أشخاص ما يهم من علاقتهم معك هو تلبية رغباتهم وأهدافهم، منها ما هو مادي وعاطفي ” أنا مريض : يرغبون في استجلاب تعاطفك واهتمامك …”.
الأشخاص المستفزين: هناك مقال كامل حول التعامل مع هذا النوع من الأشخاص اضغط هنا لقراءته.
المتمسكين في أخطائك