الاكتشافات الجغرافية أسبابها وتأثيراتها على العالم الاسلامي
الاكتشافات الجغرافية هي مجموع الرحلات التي قام بها الأوروبيين لاكتشاف العالم الجديد ، وقد بدأت هذه الرحلات منذ سنة 1415م ، وقد كان الغاية منها هو اكتشاف طرق جديدة لتجنب الوساطة الاسلامية للوصول إلى الهند والصين ، لكن أصبحت هذه الرحلات غايتها هو الاستيطان واستغلال الموارد الموجودة في العالم الجديد ونشر المسيحية ، وبذلك أصبحت هذه الاستكشافات تتحول إلى حملات عسكرية بعد بزوغ مقاومة السكان الأصليين للمهاجرين القادمين من أروبا ، ومن بين الأمور التي ساعدة الأوروبيين للوصول إلى العالم الجديد هو اختراع البوصلة وتطوير السفن الشراعية واستبدالها بالبخارية … وقد كان لهذه الاكتشافات الجغرافية وقع كارثي على العالم الاسلامي ، حيث تضررت التجارة في هذه الدول ، كما فقدت امتياز الضرائب الذي كانت تحصل عليه من السفن الأجنبية ….
الدوافع التي دفعت الأوروبيين الاكتشافات الجغرافية
- انهاء الوساطة الاسلامية .
- اكتشاف طرق جديدة .
- نشر المسيحية .
- الاستلاء على الموارد الأولية والمعادن النفيسة .
- توسيع النفوذ السياسي والجغرافي .
- الحصول على السيولة النقذية .
- الحصول على أسواق جديدة .
- أرادة الدول الأوربية الاستقواء على بعضها البعض .
العوامل التي ساعدة الدول الأوروبية على الاكتشافات الجغرافية
– تقنيا : اختراع البوصلة والخرائط وتطور تقنيات الملاحة والسفن .
– دعم الكنيسة والأنظمة السياسية للرحلات ماديا وبشريا عبر تشجيع الناس للذهاب إلى العالم أفضل .
– تطور الكتابات الجغرافيا .
– العامل السياسي استقرار بعض الممالك .
النتائج التي أسفرت عنها الاكتشافات الجغرافيا
– تكون امبراطوريات استعمارية كبرى .
– ضرب القوافل التجارية في المغرب والدولة العثمانية والممالك .
– ظهور طبقة برجوازية تجارية .
– تضرر التجارة في البحر الأبيض المتوسط .
تأثر العالم الاسلامي بشكل كبير اثر التحول الذي شهده العالم بفعل الاكتشافات الجغرافيا التي احتكرها الأوربيين ، فلم يعد العالم الاسلامي يستفيد من أموال الضرائب التي كان يقدمها الأوربيين إما لدولة المماليك أو المغرب أو الدولة العثمانية ، وكما خسر العالم الاسلامي غنى أسواقه التي كانت ممتلئة بالمنتوجات التي كان التجار الأجانب يجيئون بها إما من شرق أسيا أو من أروبا لبيعها ، وبالمقابل أصبح الأوربيون يمتلكون موارد جديدة وعالما جديدا استغلوه بجميع الوسائل ، واكتسبوا قوة عسكرية ومالية ، وبذلك بدأ التباين الحضاري يظهر بين الضفتين الاسلامية والأوروبية .
الاكتشافات الجغرافيا وتأثيرها على العالم الاسلامي
تأثير الاكتشافات الجغرافية على الدولة العثمانية
لقد كانت الدولة العثمانية قوة عظمى ترتجف لها الجفون في جميع القطاعات اقتصاديا وعسكريا وسياسيا وعلميا …. لكن لكل بداية نهاية فمع ظهور الاكتشافات الجغرافية بدأت تظهر قوى جديدة أشد قوة وفتكا ، وتزامن ذلك مع بداية اضمحلال الدولة العثمانية مع تعاقب سلاطين ضعفاء أغوتهم شهواتهم وانتصر علييهم الخوف والترهل ، بالإضافة إلى اختراق الأجانب لاقتصاد الدولة مما جعلها تحت رحمة هؤلاء ، فتراكمت الديون على الخزينة مما جعلها عاجزة عن الدفع ، بالإضافة إلى دخول الإمبراطورية العثمانية في حرب طاحنة مع محيطها الأوروبي ، مما زاد عجز الميزان الاقتصادي وبما أنه لا يوجد دولة قوية بدون اقتصاد قوي ، كان حتميا انهيار هذا الصرح العظيم الذي لا يوجد لها أساسات قوية .
تراجع مكانة الدولة العثمانية في التجارة العالمية اثر الاكتشافات الجغرافية
لقد كانت الأراضي العثمانية همزة الوصل بين الشرق والغرب ، بل أكثر من ذلك فقد كان العثمانيون يسيطرون على أغلب الطرق التجارية البرية التي تمر الى أروبا الغربية ، و كانت لها أهمية كبيرة في التجارية البحرية حيث سيطرة على العديد من الجزر في ايطالية واستولت على عموم أراضي اليونان وسيطرتها على مضيق البسفور ، وهذا ساعدها في ازدهار تجارتها الداخلية والخرجية ، ناهيك عن استفادة خزينة الدولة من الرسوم الجمركية ومن بين أهم السلع التي كانت تمر من هذه الطرق الملابس الفاخرة والحرير الصيني والفارسي والتي تتجه نحو هلندا وفلورنسا .
ولم تكن منطقة الأناضول نقطة وصل بين الشرق والغرب فقط بل كانت همزة وصل بين الجنوب الشمال ، فقد كانت تمر السلع ( التوابل والسكر والأقمشة …) من الجنوب لتباع في أروبا ، وفي المقابل كانت تأتي سلع الشمال ( العبيد ، الجلود ) إلى المنطقة العربية ، ومن بين أهم المدن التي برزت في الدولة العثمانية في مجال التجارة مدينة برصة ، وقد احتلت هذه المكانة بعد سقوط الامبراطورية الألخانية في ايران حاليا وذلك تحولت كل الطرق تقريبا نحو الدولة العثمانية .
فمع بزوغ معالم الاكتشافات الجغرافية والمد الابيري خاصة البرتغالي نحو رأس الرجاء الصالح ، أصبح هذا الامتياز يضمحل وتقل عوائده وبذلك أصبحت الصناعة والتجارة العثمانية تعاني من نقص لكونها كانت تعتمد على التجارة الخارجية الى حد كبير ، وهذا دفع بالعثمانيين الى اعطاء الامتيازات للتجار الأجانب في محاولة لانقاذ اقتصاد .
الاصلاحات الاقتصادية في الدولة العثمانية للإتفاف حول المشاكل الاقتصادية
ربط العثمانيون علاقات تجارية متينة مع الدول الأوروبية وخاصة فرنسا وانجلترا حيث قدمت الدولة العثمانية امتيازات لم يسبق لها مثيل ، و من بين هذه الامتيازات مقاضات التجار الفرنسيين داخل الأراضي العثمانية بقوانين فرنسية ، وتخفيض الرسوم الجمركية وحرية التجارة المطلقة وحرية الملاحة في كل الموانئ العثمانية وكذلك حرية ممارسة كل الطقوس الدينية داخل الأراضي العثمانية ، وفيما يخص الانجليز فالتجارة معهم كانت مستمرة رغم عدم وضع أي مواثيق رسمية بين الدولتين ، وهذا يدل على ضعف المكانة التجارية العثمانية .
لقد كان من بين الأسباب الرئيسية لانهيار الامبراطورية العثمانية هو عجزها الاقتصادي الذي نجم عن ضعفها التجاري والذي خلقه تغير طرق التجارة من المشرق نحو العالم ، أو الالتفاف حول القارة الإفريقية والذي كانت تختص فيه البرتغال بشكل رئيسي ,
الغزو الابيري الأجنبي للمراسي المغربية
عاشت الدولة المرينية في أيامها الأخيرة ضعفا لم يشهد له المغرب مثيل منذ قيام الدولة الادريسية ، حيث تراجعت القيم وانقسمت الدولة إلى قسمين جزء وطاسي في ففاس وجزء مريني في مراكش ، لم يكن الحكام يدعون للجهاد في سبيل طرد المستعمر البرتغالي الذي اجتاح سواحل المغرب وجعلها مرتعا لتجارته ، وذلك بسبب انغماس الدولة الوطاسية في محاربة الحركات الانفصالية وعدم قدرتهم على مواجهة القوى الاستعمارية ، هذا زاد من ضعف الدولة اقتصاديا وزالت شرعية حكامها التي يستمدونها من الفقهاء والزوايا التي أصبحت تدعو الناس لعصيان أولي الأمر ، وهذا جعل الحركات الانفصالية تتزايد مما خلق عدة دويلات صغيرة ، ومن بين هذه الدويلات الدولة السعدية ، التي بدأت تظهر كحركة في منطقة سوس قادها أحمد السعدي لمحاربة الاحتلال .
بدأ السعديون يدعون الناس للجهاد ضد البرتغاليين وقد استطاعوا طرد المستعمر من حصن سانتا كروز ( أكادير حاليا ) ، وهذا ما زاد من شعبيتهم واتبعهم الناس وانضمت لهم الزوايا وقد استطاعوا الحصول على مدينة مراكش وأزالوا الحكم المريني منها ، وبذلك تحسس الوطاسيين من خطر الدولة الفتية فأعلنوا الحرب عليها ، لكن وبقدرة قادر ثار الناس على الوطاسيين مما زاد من اضعاف حكمهم واغتنم السعديين الفرصة ، مما جعل أبو حسون الوطاسي أخر حكام الوطاسيين يلجأ إلى الجزائر حيث وجد العثمانيين . استطاع محمد الشيخ السعدي ازاحة أخيه أحمد من السلطة ، وبدأ بطرد البرتغاليين من عدة مدن وحصون ، وقد كان أكثر تشددا من أخيه في محاربة الوطاسيين ، كما دخل في حرب مفتوحة مع العثمانيين مما جعلهم يرسلون فرقة تغتاله بينما كان في جنوب المغرب .
أسباب الغزو الإبيري للمغرب
- – ضعف السلطة المركزية وظهور عدة دويلات .
- – تراجع قيم التضحية والجهاد في سبيل الله والوطن .
- – ضعف اقتصاد المغرب بعد ضرب تجارته بفعل الاكتشافات الجغرافيا .
- – استقواء القوى الأوربية بفعل اكتشاف المعادن النفيسة في القرتين الأمريكتين وايجاد طرق جديدة للوصول إلى المعادن النفيسة .
- – توحد صفوف القوى الابيرية ( اسبانيا والبرتغال ) .
- – أراد الأوربيين الحصول على موانئ بسواحل المغرب .