كيف تتقن مهارة فن الصمت ؟ | وما هي فوائد الصمت ؟
إن اتقان فن الصمت ستخولك لكي تدخل أبواب الرقي من أوسع أبوبها ، فيقال أن الصمت لغة العظماء والحكماء ، فالصمت ليس هو السكوت ، فالسكوت هو عدم وجود ما تقول أو انتهائك من الحديث ، في حين أن الصمت هو استعمال السكوت من أجل الاستماع أو التريث ، فالصامت لديه غرض من صمته ، فالحكماء يسكتون لكونهم يريدون الاستماع وقراءة لغة الجسد ، وليس يسكتون فقط لكي يزهروا على كونهم أذكياء ، ليس هذا فقط بل يسكت الحكيم عندما لا يجد شيئا نافعا يقوله ، فالغرض من الصمت هو الاستفادة من السكوت ، والتحدث عندما تكون الفرصة متاحة والحديث في شيء لا يأتي بالمضرة على الذات وعلى الغير .
فكم من كلام نقوله نندم على قوله ، وكم من سر أفشينه أصبح مصيبة على حياتنا ، وكم من الأكاذيب أطلقنها أصبحت موضع حرج لنا ، فيحكى أن الشاعر الروسي لوليف فيودروفيتش حكم عليه بالإعدام نتيجة انتقاده للقيصر الروسي لويس ، وعندما علقت المشنقة في رقبته نزل به الخيط فانقطع ، وكانت من عادات الروس إذا انقطع الخيط يعفوا الملك عن المحكوم ، لكن عندما قطع الخيط ب لوليف قال لهم الروس حتى الخيط لا يعرفون أن يتقنوه ، وعندما وصل الحبر للقيصر وسمع ما قاله لوليف تحداه فأمر بأن يعاد اعدامه ليرى نجاعة خيوط الروس ، لو صمت لوليف لكان قد عفي عليه لكن لسانه أواه في حضن الموت ، كذلك أنت عزيزي فكم من الكلام تقوله من المستحسن أن لا تقوله .
نصائح لإتقان فن الصمت
– التمرن على الصمت من خلال وضع وقت معين تقرر فيه عدم التحدث أبدا ، وهذه المهمة يجب أن تكون بشكل يومي وفي كل مرة زد وقت صمتك .
– ركز في شهيقك وزفيرك وهذه الحيلة النفسية تجعلك تتحكم في حماسك عندما ترغب في الحديث .
– اعتزل الناس لوقت محدد في اليوم لمدة تحددها بنفسك .
– استحضر خطورة قولك شيء تندم عليه فاعلم أن الكلمات إذا أطلقت كالرصاصة لا يمكنك اعادتها لمكانها .
– حاول توفير وقت للجلوس وسط الطبيعة للاستماع لصوت الطبيعة الذي يهدئ روع الأفكار التي بداخلك .
– تعلم فن الاستماع والاستمتاع به .
– أكتب أفكارك كل يوم وأكتب كل ما كنت تريد قوله لكنك قررت عدم الكلام ، فالأوراق لن تفشي أسرارك بعد احراقها .
– استمع لمقاطع موسيقى هادئة أو استمع للقرآن الكريم .
– حاول تأجيل ردة فعلك ما أمكن عند سماع أي كلام لكي يتاح لك الوقت للتفكير .
– مارس التأمل والذي يتيح لك الهدوء لفترة طويلة وهذا تدريب جيد للصمت .
– تريث قبل اطلاق أي كلام الا بعدما تسمع لكل ما يقال ، وبعدها تحدث لكن اختصر كلامك وافعل هذا دائما لكي تتعود عليه .
الفوائد
– يتيح لك الصمت الأرضية اللازمة للتفكير بتأن في حل مشاكلك وايجاد خطط لأهدافك ، ولا ننسى أنه يساعد في الاستماع لنفسك ومعرفة ذاتك ونقاط قوتك وضعفك ويعزز قدراتك في الابداع .
– القدرة على قراءة الشخص من خلال لغت جسده .
– اكتساب الوقار والاحترام من طرف الناس ، كما يؤثر الصمت بشكل كبير في خفض الضغط والتوتر على كاهلك .
– الصمت يجنبك السقوط في مواقف حرجة فالشخص كثير الكلام يطلق وعودا لن يطبقها ويعطي صورة عن نفسه لا تناسبه .
– يتميز الشخص قليل الكلام بالغموض وعدم اظهار آراءه وأفكاره وهذا يجعله يكتسب قوة لا يعرفها أحد .
– تقليل فرص التعرض للانتقاد من خلال تقليل تعرضك للخطأ فالكلام الكثير يتيح لغيرك فرصة ليجد أخطاءك ، والخطير في الأمر أن كثرت الكلام تدفع الشخص لإطلاق أكاذيب وأساطير من أجل ايجاد مواضيع للحديث فيها .
– يكسبك الصمت قدرة رهيبة على الانتصار في المفوضات لذلك السياسيين العظماء أتقنوا فن الصمت .
– تأثيرك في نفوس الأخرين بكلمة أو كلمتين ، كما يجعلك الصمت تصبح هادئا ولا تنفعل بسرعة ويمكنك من التفكير قبل التصرف .
– يمتلك قليل الكلام كرزمة قوية نظرا لعدم قدرة أحد على معرفة أفكاره إلا عند الحديث والذي يكون قليلا وغالبا حكيما .
– يمكن الصمت للشخص جمع أكبر قدر ممكن من المعلومات نظرا لتركيزه في كل ما يقال ويحدث ، كما يتيح لك التركيز في الأفكار المهمة وترتيب المعلومات في دماغك حسب أهميتها .
– من أفضل مميزات الصمت أنه يعد اهانة لمن يحاول استفزازك أو جر لسانك فحتى الشخص الغاضب إذا واجهته بالصمت يندم على كل ما قاله في حقك .
– يتيح لك الفرصة لترسم الشخصية التي تريد أن يراها الآخرون .
– صمتك يدفع الشخص المقابل إلى كسر الصمت وبالتالي يبدأ بالحديث ويكشف معلوماته ونوياه وأفكاره ومعتقداته ، وهذا يفتح لك الفرصة لكي تعرف الطريقة الأنسب للتعامل بها معه .
قصة
يحكى أن عجوزا هرما كان يعيش وحيدا فأصابه الملل وضاق به صدره ، فقرر في أحد الأيام أن يقوم يأتي بشخص يسرد القصص ويقدم له مقابل ذلك مبلغا متفقا عليه من المال ، فجاء الرجل إلى المنزل فبدأ يكي القصص وكان العجوز سعيدا فقدم له مستحقاته في أخر اليوم ، ذهب الرجل إلى البيت فقرر أن يأتي للعجوز في الصباح الباكر لعله يزيده في المبلغ فجاء الرجل في الصباح فبدأ يسرد على العجوز القصص إلى وصل الليل فأعطاه العجوز نفس المبلغ المتفق عليه ، فقر الرجل أن يعود إلى العجوز في وقت الفجر لعله يزيده في المبلغ ، فجاء في الفجر وبدأ يسرد القصص إلى أصيب العجوز بالملل وكره الوضع ، فاقترح على الرجل أن يصمت طوال اليوم وسيعطيه المبلغ ، فل كذلك إلى أن وصل الليل فأعطاه الشيخ مبلغا اضافيا عن المبلغ المتفق عليه ، وبعد خروجه بدأ يسرد قصته على الناس مع العجوز وأطلق المثل الذي يقول ” إذا كان الكلام من فضة فالسكوت من ذهب ” .