كتاب 1984 | جورج أورويل
لقى كتاب 1984 نجاحا كبيرا بعد اصداره من طرف جورج أورويل والذي كان حينها في أخر أيام حياته ، لم يرى أروريل أن كتابه 1984 قد حقق نجاحا كبيرا وقد أدخل مصطلحات جديدة في عالم السياسة ، كان بشكل مباشر يحاكي بعض الأمور التي كانت موجودة في الاتحاد السوفياتي .
الشخصيات الرئيسية في كتاب 1984
ونستون : وهو شخص كاره لما يعيشه في بلده لكنه خائف طيلة الوقت من أن يكتشف أمره ، لكونه سيتعرض لأبشع صور التعذيب ، كما كان يعمل داخل الحزب الحاكم لتزوير الجرائد وتغير الحقائق والتاريخ .
جوليا : وهي فتاة في مقتبل العمر كانت هي الأخرى غير راضية بما تعيشه ، لكنها في نفس الوقت لم تكن مهتمة بشكل كبير بما يحدث قدر ما كان يهمها عيش حياتها بالصورة التي تريد ، وقد أصبحت خليلة ونستون لكنهم كانوا خائفون طيلة الوقت من أن يكتشف أمرهم ، لما سيلقونه من تعذيب على غرار الأمر ، وهي أيضا تعمل في وزارة الحقيقة كونستون دخل الحزب .
أوبراين : وهو مسؤول مرموق داخل الحزب الحاكم ، وهو شديد الذكاء وفي نفس الوقت قادر على تغير وجهة نظر أي شخص من خلال التعذيب ، كما يظهر في الرواية أن يتحايل لاسقاط المناضلين في شباكه بطريقة ذكية .
شارنغتون : وهو الشخص الذي يبيع الأشياء القديمة ويمتلك غرفة استأجرها منه ونستون لكي يمارس الجنس مع حبيبته جوليا ، وهو رجل عجوز توفية زوجته ويعيش وحيدا .
بارصون : وهو جار ونستون ويتسم بالغباء وولائه المطلق للحزب ، كما أن لديه أبناء يشاركونه نفس الولاء وأكثر منه في بعض الحالات ، حيث أكان أطفاله الذين لا يتجاوز عمرهم 10 سنوات يتجسسون على الناس لكي يخدموا الأخ الكبير .
سام : وهو شخص ذكي لكنه في نفس الوقت موالي للنظام القائم ، وقد تعرض للنفي أو الاغيال الأن الحزب لا يريد سوى العبيد الذين لا يفكرون ولا يفقهون أي شيء .
ملخص كتاب 1984
أهم المقتضيات
ينص كتاب 1984 على الديكتاتورية التي طبقت في أوقيانيا وهي دولة افتراضية ذكرها الكاتب ، وكانت عاصمتها هي لندن ، بحيث كانت صورة ضخمة متواجدة في جميع أنحاء البلاد ، وهي صورة رجل ذو شارب ضخم ويخفي بسمة خفيفة وراء شاربه ، ومكتوب على الصورة الأخ الكبير يراقبكم ، كما أن الشعب الأوقياني محب لسلطته رغم أنها لا توفر له أبسط احتياجاته ، ونرى ذلك بذكر الكاتب للموقف الذي واجه ونستون وهو بطل القصة في السنما عندما كان يعرض الفلم الذي ينص على انتصارات أوقيانيا على أعدائها ، خاصة بعد انزال غارات على سفينة كانت تغرق بفعل التدمير الذي لحق بها وكانت تضم امراءة يهودية وأطفالها الصغار ، ورغم بشاعة المشهد كان الجميع يهلل ويصرخ بكل ما يملك من القوة يحيى الأخ الكبير ، وبعد ذلك عرض خطاب غولدشتاين وهو معارض للنظام القائم في أوقيانيا ، وكان الجمهور ينهال عليه بالسب والشتم ، لكن ونستون كان له رأي يخالف الجميع .
كان شعار الحزب هو ( الحرب هي السلام ، الحرية هي العبودية ، الجهل هو القوة ) وكان هذا الشعار متواجد في مؤسسات أوقيانيا كما يتداوله الشعب عندما يريد التهجد وتمجيد انتصارات أوقيانيا ، كما كانت وزارات الحزب كالتالية ( وزارة الحقيقة ، وزارة الحب ، وزارة الوفرة ، وزارة السلام ) وكانت هذه الوزرات تناقض ما تسمى به ، فمثلا وزارة السلام تخاطب الشعب بانتصاراتها في الحرب وتذكر الحروب المحتملة على البلاد ، وأما وزارة الحب فتقوم بمنع ممارسة الجنس والعلاقات بين الجنسين ، وتعتبر ممارسة الجنس الغرض منه ليس الاستمتاع وانما فقط لانجاب الأطفال ، وأما وزارة الوفرة فتذكر الانجازات التي يحققها الحزب في توفير الاحتياجات اللازمة للشعب وغالبا ما تكون تكذب ثم تكذب ثم تكذب فيصدقها الناس بسبب الخضوع الذي أصبح الشعب يكنه للحزب الحاكم ، وأما وزارة الحقيقة فكانت تزور الحقائق والجرائد القديمة وتزور التاريخ أيضا .
حياة ونستون
كان ونستون شخص متعلم وذكي في نفس الوقت وكان يدري ويعلم ما كان يجول في بلده ، لكن لم يكن يستطيع تغير أي شيء ، لأنه إذا فتح فمه فقد يكلفه ذلك حياته ، مما جعله يبدأ في كتابة مذكرات يذكر فيها كل ما توصل عليه من حقائق أملا بأن ينتشر كتابه بعد موته ، ومع مرور الوقت أغرمت فيه فتاة اسمها جوليا وقد كتبت له رسالة نصية فيها عنون سيلتقون فيه ، وبسبب الديكتاتورية التي تتسم بها أوقيانيا ومنعها للعلاقات بين الجنسين كان الأمر خطيرا بل وصعب ، لكنهم كانوا يلتقون في أماكن غبوية وكنائس قديمة وخالية من الناس ومن شاشات الرصد لممارسة الجنس .
لكن ومع مرور الوقت سأم ونستون وجوليا من الحياة التي يعيشونها ، فقرر ونستون أن يستأجر غرفة عند شارنغتون لكي يمارسا الجنس بطريقة أفضل . وفي أحد الأيام جاء أوبراين عند ونستون فقال له أريد أن أعطيك كتابا ، في هذه اللحظة وبعد تفكير عميق قرر ونستون أن يفصح عن أفكاره لأوبراين بقدوم جوليا معه ، وكان رد أوبراين غير متوقع حيث أيد ونستون وأفكاره وعرض عليه الانضمام إلى منظمة الأخوة ، وهي منظمة معارضة لحكم الحزب ويقودها غولدشتاين .
في هذه الأثناء فرح ونستون وأخذ كتابا أسود أعاره اياه أوبراين وكاتبه هو غولدشتاين ، بدأ ونستون بقراءة الكتاب بصورة عال لتسمعه جوليا ، وكان الكتاب يضم أفكارا وحقائق كان ونستون يعرفها ، لكنه تأكد بصحتها بعد قراءته لها في كتاب غولدشتاين ، لكن جوليا لم تكن مهتمة بشكل كبير بما تسمعه ، نظرا لكنونها كانت تعتقد أن الأخ الكبير قد يكون وقد لا يكون أصلا مجرد وهم فقط ، وكذلك الحروب التي كانت تواجهها أوقيانيا قد لا تكون فقط قصص لتأجيج عاطفة الوطنية والانتماء لدى الشعب المستعبد ، لكن كتاب غولدشتاين كان يقول عكي ما كانت تعتقده جوليا .
نهاية ونستون وجوليا
بعد الانتهاء من قراءة قسم كبير من كتاب غولد شتاين أيقظ ونستون حبيبته جوليا التي راودها النعاس بعدما كان ونستون غارقا في القراءة ، استيقظت جوليا من نومها للتوجه إلى عملها ، لكن وبعدما كانا يستمتعا بغناء احدى النساء في الشارع كعادتها ، سمعا صوت شاشة الرصد وهي تنادي باسمهما ، ولم يكن بمقدرهما الفرار بسبب الخوف والصدمة ، في هذه الأثناء ساد صمت مهول الشارع وداهمة الشرطة الغرفة وقامت بالامساك بجوليا وونستون ، وقد صدم الأخرين بعدما رأيا مسأجرهما (شارنغتون) هو الذي يقود حملة الشرطة عليهم ، اقتيد ونستون إلى وزارة الحب وقد وجد هناك العديد من الأشخاص ، وفي أثناء جلوسهم دخل بارصون جار ونستون المؤيد للحزب ، سأله ونستون ماذا فعلت فأخبره أن أحد أبنائه وشى به انه سب الأخ الكبير أثناء النوم ، كانت حالة بارصون سيئة جدا وكان نادما على فعلته رغم أنه لم يكن قد فعلها عن قصد .
وبعد وقت قصير أقتيد بارصون إلى التحقيق ودخل رجل حال كحال جثة هامدة ، فأراد أحد الأشخاص أن يعطيه قطعة خبز رغم منعها في الأسر ، وعند حصول الرجل على القطعة بدأت شاشة الرصد بالصراخ فدخل الحراس ، وأخبرهم قائد الفرقة بأخد الرجل إلى الغرة 101 ، في هذه الأثناء بدأ الرجل يبكي ويصرخ ويطلب الرحمة بل ونادى بأن يقتلوه أو يقتل أبنائه وزوجته وكل من عرف مقابل ألا يقتادوه إلى الغرفة 101 ، لكن الفرقة كانت عازمة على أخذه إلى الغرفة 101 .
ونستون وعذاب السجن
جاء دور ونستون واقتيد إلى التحقيق وهناك بدأت رحلة التعذيب ، بالضرب والتجويع والتخويف والسب وكل أنواع التعذيب ، بعد فترة أصبح ونستون كالجثة الهامدة ، ولم يعلم متى الليل ومتى النهار ، كما علم أن شرطة الفكر كانت تراقبه طيلة الوقت رغم كل ما بذله من جهد لاخفاء أمره ، وقد أصبح يكره جوليا رغم أنه كان يكن لها حبا كبيرا قبل وصوله إلى وزارة الحب ، نعم التعذيب جعله يطيع أبراين الذي كان يقود حملة تعذيبه بنفسه ، مع المرور الوقت أصبح ونستون عبدا كغيره من الناس بسبب ما تعرض له في السجن ، وقد اقتيد هو الأخر إلى الغرفة 101 والتي يعرض فيها أكبر المخاوف التي تراود الشخص ، مما يجله يعبد ويخاف من هذه الغرفة ومستعد أن يفعل به أي شيء إلا أن يتعرض لتعذيب الغرفة 101 .
في نهاية المطاف أطلق صراح ونستون ولم تعد تربطه أي علاقة بجوليا رغم التقائهم ، وقد أصبح ونستون مطيعا للنظام كما حصل على وظيفة مرموقة في وزارة الحقيقة . وبهذا ظلت أصطورة الأخ الكبير منتصرة .
وهكذا حاول أرويل أن يوصل لنا عبر كتاب 1984 أن الديكتاتوريات تدفع بالشخص ليكون خاضعا ، مهما قاوم ومهما حاول التصدي للأفكار التي يقيمها الديكتاتور .