كيف أتوقف عن الشعور بالحسد والغيرة؟ | تمارين السلام الداخلي

إن موضوع الحسد هو موضوع قديم جدا، وهو مشكلة وجدانية سايرت البشرية عبر العصور، لكن المشكل يكمن أن هناك من يشعر بالرعب من الحسد وغيرة الآخرين، وهناك أشخاص أخرين ينكرون وجود طاقة للحسد، والحقيقة أن الخوف المفرط من الحسد شيء خاطئ ونكرانه كذلك خاطئ، ولعل أن شعور الحسد هو شعور عادي وليس استثنائي، لأننا جميعنا لابد وأننا قد شعرنا في يوم من الأيام بالغيرة أو الحسد من شخص ما، فأولا المقصود بالغيرة هو الشعور بالألم الداخلي أو الحزن أو الحقد لأن الأخر “الشخص الذي تغار منه” يملك شيئا لا تملكه، وأما الحسد فهو أن تشعر بالألم والحزن والحقد وتتمنى أن تزول النعمة من الشخص الذي تحسده.


فالحسد والغيرة هي الطاقة الداخلية التي تخبرك بأن الشيء الذي أمامك ليس متاحا لك مما ينتج عنه ألم ومشاعر الحقد على الشخص الذي يملكها، وعلى العموم فالحسد والغيرة يأتي من الأماكن التي نشعر فيها بالنقص، لأن هذه المشاعر أتية من فقر في الموارد وهي جزء من التخدير الذاتي، الذي يجعلك تعتقد أنك لا تستطيع الوصول لما وصل له الآخرون، كما علينا أن نعلم أن الحاسد يحسد غيره لكونه يتمنى وهو مهتم وشديد الاهتمام بالشيء الذي يملكه غيره، والشخص الحاسد غالبا ما يقوم بإصدار أحكام سيئة عن الآخرين، فبمجرد أنه غير قادر على الوصول إلى ما حققه غيره يدفعه إلى اتهام الآخرين بالغباء واستعمال طرق غير مشروعة … وهذا كله للتخفيف عن فقرهم العاطفي، ولكن هذا يمثل مشكلة كبيرة للحاسد لأنه بهذه الأساليب يشعر نفسه بالرضى عن فشله، لكونه يرى نفسه غير محظوظ وأن العالم ضده….


ولعل أكثر شيء يشعل الحسد والغيرة في قلب الإنسان هو مقارنة سلبياته مع إيجابيات غيره، رغم أنه هناك الكثير من الأمور التي يملكها يتناها الشخص الذي تغير منه هو نفسه، وكل هذا سببه نقص في العواطف الذاتية.

التخلص من مشاعر الغيرة والحسد


– اذكر الله في كل مرة ترى فيها شيئا جميلا أو مبهرا “يا واسع وسع علي” “بارك الله” ….

– عليك أن تتفهم غيرتك ولا تحاول أن تصارعها أو تكره نفسك لأنك تشعر بها، فقط اعلم أن الحسد والغيرة هي مفاهيم مغلوطة عن الحياة، لأن الله هو رب الموارد وهو الذي يوزعها حسب جهد كل إنسان، وليس الجهد دائما بدنيا فقد يكون فكريا.

– حول طاقة الحسد إلى طاقة عطاء، والعطاء ليس بالضرورة مادي، لأنه قد يكون ابتسامة في وجه غيرك أن تصل الرحم وغيرها، هذا سيجعل تفكيرك يتحول إلى عقلية الوفرة.

– استثمر وقتك في تطوير نفسك، قم بتطوير مهاراتك وهواياتك بدلاً من التفكير في الآخرين، لأن النجاح الحقيقي هو أن تتطور أنت لا أن تتفوق على الآخرين.

– ابحث عن المعتقدات التي تجعلك تشعر بالغيرة والحسد، وقم بتدوينها على ورقة، واسأل نفسك، كيف وصل الآخرون إلى هذه الأهداف؟

الحسد

– لا تقارن نفسك بغيرك، لأن أغلب من يقارن فهو يقارن أسوء ما فيه مع أفضل ما لدى الآخرين، وهذا غير عادل، لأن كل الناس لديهم ما هو جميل ومبهر ورائع وجانب سيء. وكلما خطرت لك فكرة مثل لماذا هو أفضل مني؟ حوّلها فورًا إلى ‘نجاحه لا يقلل من نجاحي وكل إنسان له طريقه’، ‘أنا أستحق الخير، والناس كذلك’

– ارفع تقيمك لذاتك وحبك لنفسك وعزز ثقتك بنفسك ومارس الامتنان (اكتب كل يوم 3 أشياء أنت ممتن لوجودها في حياتك، هذا التمرين علميًا يرفع الشعور بالسعادة ويقلل من مقارنة الذات بالآخرين) ، وانبذ شعور الخجل من نفسك . (هناك مقال كامل عن كيفية القيام بهذا الأمر اضغط هنا)

– تذكر دائما أن الأشياء التي تحسد عليها الأخرين هي أمور أنت مهتم بها بشدة ولعلك لم تكتشفها بعد إلا عندما ظهرت لك عند الأخرين، وعوض أن تبقى مراقبا وحاسدا لغيرك اعمل على تحقيقها، وقد يكون الأخرون هم الميسرين لبلوغ هدفك، فقط اسأل من نجح وابحث عن الطرق التي ستوصلك لما بلغته، فالمسألة مسألة جهد وطريقة ليس أكثر.

– عوض أن تشعر بالنقص أن غيرك حقق شيئا تتمناه احتفل أنك باستطاعتك أن تستفيد من تجربة غيرك، وهو مثال عن إمكانية بلوغ هدفك أو حلمك.

– ابتعد عن استعمال وسائل التواصل بشكل مؤقت عندما تشعر أن حالتك النفسية بدأت تتدهور اثر المقانة بين حياتك وحياة الناس، فعليك أن تأخذ استراحة من وسائل التواصل الاجتماعي لمدة يوم أو أسبوع.

نصائح للتخلص من طاقة الحسد والعين والغيرة

– أول أمر هو لا تكشف للناس كل ما لديك فقط اكتفي بما يهمك فيهم وما يهم فيك، وتعلم أن تتجاهل الأسئلة الفضولية.

– أدرك وافهم علامات طاقة الحسد، واعلم أن الخوف من الحسد والعين يجعلك أكثر ضعفا أمامهم، فطاقتهم محدودة.

– يمكنك ممارسة تمارين طاقية، ولا تهم الطريقة فكل شخص يستعمل طريقته، فهناك من يرفع طاقته بقراءة القرآن أو سور محددة منه كالمعوذتين وقراءة سورة الاخلاص والفاتحة وآية الكرسي وقراءة الأذكار الصباحية والمسائية والتسبيح. وهناك من يمارس الاسترخاء والتنفس العميق والذي يمارس كالتالي :

  • اجلس في مكان هادئ.
  • أغمض عينيك.
  • ركز على تنفسك: شهيق ببطء، ثم زفير ببطء.
  • مع كل زفير، تخيل أنك تخرج الغيرة أو الحسد أو أي شعور سلبي.

مارس ذلك 5-10 دقائق يوميًا.

– إذا شعرت بأنك تتأثر بكلام أو نظرات الناس، درّب نفسك على تجاهلها وعدم إعطائها حجمًا أكبر من اللازم.

– كلما بدأت تفكر في أن “الناس يحسدونني” أو “سوف أخسر ما عندي بسبب الغيرة”، أوقف الفكرة فورًا وبدّلها بفكرة إيجابية واقعية، كأن تقول ‘ما عندي هو حصيلة جهدي، وسأستمتع به وأحافظ عليه’

– إذا كنت تشعر بأنك متأثر فعلاً بمشاعر الحسد أو الغيرة من الآخرين، تحدث مع شخص موثوق عن ما متشعر به فهذا يزيل طاقة الحسد والغيرة لأن هذه الطاقة تقتات من الخوف منها والقلق والمشاعر المكبوتة، فأحياناً الحديث عن المشاعر يخفف كثيراً من أثرها ويعيد الأمور لحجمها الطبيعي

– النجاح يجذب الأنظار لذلك تقبّل أن بعض الناس قد يشعرون بالغيرة، لذلك لا تجعل ذلك يؤثر على ثقتك بنفسك أو استمرارك في النجاح.

– سامح الآخرين إذا شعرت أنهم يحسدونك، ولا تعطي ذلك مساحة كبيرة في عقلك.

زر الذهاب إلى الأعلى