لماذا الايجابية مجرد وهم ؟ | وهل اليوغا حرام ؟

في السبعينات انتشرت فكرة الايجابية وتقدير الذات في الولايات المتحدة الأمريكية بشكل واسع ، ويعود ذلك كون الانسان الغربي لم يعد قادرا على العيش بدون أن يجد معنا جديدا للحياة ، لكونه تخلى على الدين وثبت نفسه في وهم الالحاد والذي سيجعل من حياة الانسان الغربي بدون معنى ،  فانتشرت على اثره فكرة أن يكون الانسان ايجابيا يجعله أقل عدوانية وأكثر انتاجية ويتيح له ذلك النجاح في عمله ، كونه يقدر نفسه ويعطيها قيمة ، وهذا كله مجرد وهم فتقدير الذات الحقيقي يقوم على مبدأ تطوير الذات . من خلال تصحيح الأخطاء وتقبل المساوئ واصلاحها ، فالإنسان كائن خطاء بطبيعته ، أما اتباع النرجسية ما هو سوى الرمي بالذات في وهم الايجابية التي لا تجعلك تنتج شيئا بل بالعكس ترى نفسك أنك ذو قيمة عظيمة ولا تحتاج إلى اصلاح نفسك .

وذهبت هذه الأوهام إلى أن وصلت إلى النظام التعليمي فغزته بخرافاتها ، فأصبحت المدارس تعطي لتلامذتها علامات ممتازة رغم كونهم لا يستحقونها ، وذلك لكي يقدروا أنفسهم ، فقد شاعت حينها فكرة أن الانسان الأقل تقديرا لذاته في الغالب يصبح مجرما أو انسانا خطيرا على نفسه وعلى المجتمع ، وبعد الغرق في هذه الأوهام بدأت الكثير من المؤسسات الفكرية ومدارس علم النفس تؤكد عكس ذلك ، بعدما لوحظ عدم انخفاض للجريمة بل زادت بأضعاف مضاعفة ، وبذلك أكدت الدراسات أن الشخص الذي يرتكب جرما ما يرى نفسه أنه يستحق أن يفعل ما فعل ، بل أكثر من ذلك يرى نفسه ضحية .

معيار الفشل | وهم الايجابية

انه لمن الكارثي ما يحدث لنا اليوم في العالم الغربي والعربي على حد سواء ، اصبح الفرد يرى أن معيار الفشل هو عدم امتلاك مميزات استثنائية ، فعبر التاريخ لم يكن هناك أشخاص استثنائيون بشكل كبير ، فالقلة القليلة من كانت كذلك ، وأنا أستغرب من بعض الآباء الذين يعنفون أبنائهم إما لفظا أو ضربا لكونهم ليسوا استثنائيين ، فليس بالضرورة أن يكون معيار النجاح أن تكون شخصا استثنائيا ، الحياة لا تقاص بكم من المال تنتج ولا كم أنت متفوق فهذا شيء جميل لكن ليس ضروري ، فكم من شخص تجده استثنائيا في مجال أو مجالين لكنه لا يعرف أي شيء عن مجالات أخرى ، هذا جيد للشركات لكن ليس محبذا في الحياة .

فاستغراق وقت طويل في العمل وعدم اهتمامك بحياتك لا يعني أنك شخص مجد كما يحب الجميع قوله لك ، بل أنت شخص يستهلك نفسه ولا يوازن بين الحياة والعمل ، وهذا لا يعني أني أشجعك على الكسل بل نظم وقتك فلكل شيء قيمة محدودة ، فليس دائما يوازي النجاح في العمل أو الدراسة نجاح في الحياة .

اليوغا

إن اليوغا منذ نشأتها كانت طقسا من الطقوس الدينية التي آمنت بها الشعوب الشرقية خاصة الهنود والصينيين وبالضبط الهندوس والبوذيين ، وتعود أسطورة اليوغا إلى الهنود ، حيث ترى الأسطورة أن إلاها كان بالقرب من النهر فكان يحدث زوجته عن اليوغا ، فسمعت كلامه سمكة في المياه ، هذه السمكة ستصبح انسانا فيما بعد وتنقل حكمة الآلهة إلى عالم البشر، وقد ترى أن هذا غريب . عليك أن تعلم أن الهندوس يؤمنون أن الانسان الشرير عندما يموت يتحول إلى حيوان ، فيولد من جديد إلى أن يحرق فيرمى رماده في احدى الأنهار المقدسة ، هنا يختفي عن الوجود ولا يظهر من جديد ، حيث أن الهندوس يعتقدون أن الذات الالهية عبارة عن طاقة الكون ، أي أن الانسان في حد ذاته طاقة إلاهية .

 وفي القرن الماضي ظهرت مفاهيم جديدة لليوغا ، فأصبحت تستعمل للعلاج من الأمراض فانتشرت كالنار في الهشيم حتى وصل عدد ممارسي اليوغا إلى 16 المليون نسمة في أمريكا لوحدها ، وتجارتها بلغت إلى 5 ملايين دولار ، وهذه الاحصائيات كانت في 2008 فالرقم قد تضاعف ، وقد انبثقت عن اليوغا معتقدات أخرى ظهرت في الريكي ، وهذا الأخير تم الطعن فيه من العديد من مدارس علم النفس وحكمت محكمة في الولايات المتحدة بعدم تدريسه في المدارس .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى