حقيقة عائلة روتشيلد الثرية | حيتان الاقتصاد

الحقيقة أن الاهتمام بعائلة روتشيلد هو اهتمام متجدد ليس فقط في العالم العربي ولكن في العالم كله ، لأن هذه العائلة ارتبطت على مدار سنوات طويلة بالكثير من نظريات المؤامرة وربطت مسؤوليتها عن كثير من أحداث ومآسي العالم ، قبل أن أقول لماذا ارتبطت هذه العائلة بالكثير من نظريات المؤامرة ؟ يجب أن نؤكد هل الكلام الذي يقال صحيح ولا لا ؟

إن عائلة روتشيلد بدأت بالأب المؤسس الذي هو ماير روتشيلد الألماني الذي ولد سنة 1744م ، كان يشتغل في وظيفة امتهانها الكثير من اليهود في ذلك وقت على الأقل وهي صناعة المال وإدارة ثروات الأثرياء ، وكان يدير ثروة الأسرة المالكة في ألمانيا ، وقام من خلال مهارته وقربه للأسرة أن يقنعهم بتأسيس بنك لإدارة ثروات الأسرة المالكة وقد نجحت الفكرة ، كان ل ماير روتشيلد خمس أبناء أرسل أبناءه المختلفين إلى عواصم أوروبا المختلفة مثل فيينا ولندن وغيرهم لكي يؤسسوا فروع لهذا البنك ، وبالمناسبة ماير روتشايلد هو الذي يسمى أبو التمويل ، فقد قام بتأسيس “إنترناشونال فاينانس” مؤسسة صناعة التمويل الدولية ، وبالتالي فالأب كان من بين مؤسسي صناعة البنوك وهو واحد من أهم الأسر المؤسسة لصناعة البنوك في أوروبا وبالتالي في العالم .

 انتقل بثروته ليس فقط في الاستثمار في صناعة البنوك ولكن في التعدين وصناعة الخمور وغيرها من الصناعات الكثيرة للمؤسسة ، والحقيقة لحد الآن لا يوجد شيء يدعو للاندهاش ، فهم فقط أسرة ثرية جدا أو من أكثر الأسر ثراء في العالم والتاريخ ، وتشاركها مجموعة أخرى من الأسر .

ثراء أسرة روتشيلد

 تغير الوضع بالنسبة لعائلة روتشايلد تحديدا من سنة 1846م فهذا التاريخ مؤثر إلى يومنا هذا أو بالأحرى فهذه السنة مؤثرة في تاريخ عائلة روتشيلد فهذه هي السنة التي ظهر فيها كتيب مجهول المؤلف تحت عنوان الشيطان ، فيه قصة أحد أبناء ماير روتشيلد و الذي كان عنده خمسة أبناء أرسلهم إلى عواصم مختلفة منها لندن التي أرسل لها ابنه ناثان روتشيلد ، و ناثان روتشايلد لما وصل هناك لكي يشتغل في صناعة البنوك وغيرها من أسواق المال والبزنس المختلفة ، وفقا للكتاب الذي كتب سنة 1846 بتوقيع شخص مجهول يحكي لنا أن ناثان روتشايلد جمع ثروة ضخمة هناك في لندن ، وفقا للكتاب الذي ترى فيه القصة كان هذا التاريخ مهم جدا وقد شهد حادثة مهمة وهي خسارة نابليون بونابرت الإمبراطور الفرنسي الشهير والأخرة وهي معاركه واترلو .

ووفقا للكتاب فقد كان ناثان موجود هناك يتابع وقائع المعركة عن قرب بنفسه ، وبمجرد ما علم أن نابوليون خسر المعركة جري بالخيول الخاصة به إلى الشواطئ ، يبحث عن سفينة تغدو بسرعة إلى لندن رغم العواصف التي كانت قوية ، فدفع مالا كثيرا لأحد الصيادين ليأخذه إلى لندن مهما كانت التكلفة وقد كان الهدف هو الاستفادة من الأخبار التي عرفها ، والتي كان أهل بريطانيا لا يعرفونها بسبب أن وسائل المواصلات والاتصال في ذلك الوقت التي كانت بدائية ، وفقا للكتاب أشاع روتشيلد أن الإنجليز خسروا المعركة .

وبالتالي كثير من الأسهم هبطت أسعارها وقد اشترى كميات كبيرة من هذه الأسهم ، ثم بعد يومين أو ثلاثة أيام عرفت الأخبار أن البريطانيين أو الإنجليز فازوا في المعركة فانتعشت الأسهم التي اشتراها ، وقد جمع حيال ذلك ثروة قدرها عشرين مليون فرنك سنة 1815 هذه الواقعة كانت نقطة فاصلة.

عائلة روتشيلد

 فالكتاب الذي يروي هذه القصة كتب بعد بحوالي عشر سنين من وفاة نثان روتشيلد ، لكن الكتاب ترجم للغات كثيرة جدا وتحول إلى مستند مهم جدا دائما تدان به أسرة روتشيلد على كونها دائما كانت تتاجر أو تستخدم أساليب ملتوية لتحقيق ثروتها ، ودعمت هذه الفكرة النظرة للشخص اليهودي على كونه الطماع الشرير الذي لا يهمه سوى جمع المال أكثر من أي اعتبار آخر ، وهذا أكيد خاطئ .

هل النظريات التي تساق مجرد أكاذيب

 فالكثيرين يطعنون في هذه القصة من بينهم عائلة روتشيلد التي تقول أن القصة لم تتم بهذا الشكل وإن فيها مبالغات وهي نظريات لمعاداة السامية وليس فقط معاداة أسرة روتشيلد ، وفي كل الأحوال سواء القصة صحيحة أو القصة غير صحيحة ، لكن ابتداء من هذا التاريخ ابتدأت عائلة روتشيلد تكون مركز أو أحد البؤر المهمة جدا أو محور نظريات المؤامرة ، حيث نسجت عنهم الكثير من نظريات المؤامرة من بينها الحرب العالمية الأولى والحرب العالمية الثانية إلى الانهيار المالي والأزمات المختلفة سنة سبعة وتسعين في آسيا وسنة ألفين وثمانية وغيرها ، بل إن بعض النظريات تذهب إلى أكثر من ذلك ، أحد أفراد أسرة روتشيلد اشترى مؤخرا أحد المراكز العلمية التي تتعامل مع التنبؤ بالطقس . فقالوا أنهم يحاولون أن سيطروا على الطقس في العالم وربطوا بينه وبين التغير المناخي ، وقالوا كلاما كبيرا جدا .

وهذا كلام مبالغ فيه بشكل كبير وكأن عائلة روتشيلد قادمة من كوكب أخر وتريد تدمير كوكب الأرض ، وهذا لا يوجد فيه منطق وبالتالي فهو مرتبط بالعقلية التي تؤمن بنظرية المؤامرة بصفة عامة . فالكثيرين مقتنعين جدا بنظريات المؤامرة ومهما أقنعته أن هذا الكلام ليس منطقي ، سوف يسمعك ولن يقتنع لأنها مرتبطة بطريقته في التفكير.

الحقائق التي جعلت عائلة روتشيلد وراءها الكثير من نظريات المؤامرة

الحقيقة الأولى أنها شديدة الثراء أي أنها من أكثر الأسر ثراء في التاريخ وفي العالم ، وعندما تمتلك ثروة كبيرة من الطبيعي أن تكون عندك مصالح متعددة خصوصا لو انت تستثمر في البنوك ؛ الحقيقة الثانية أن استثمارات العائلة تتمحور حول صناعة البنوك وصناعة البنوك أحد الأعمدة الأساسية لكل نظريات المؤامرة ، لكونهم يسيطرون على الاقتصاد العالمي كله من خلال سيطرتهم على البنوك . والحجة الثالثة والأخيرة ربما ليست أقل أهمية وهي انتمائهم العرقي أو الديني .

 من الصعب جدا أن يقول أحدهم أن عائلة روتشيلد بريئة مما نسب إليها ، أو أنها متورطة في كل ما نسب إليها ، تقديري المتواضع أنه بغض النظر عن ما نسب إليهم لكن لا أعتقد أن كل ما قيل صحيح ، فالكثير من الناس أنفقوا أعمارهم في التأريخ لعائلة روتشيلد ، فبعض الوقائع سليمة مئة في المئة أو أن فيها جزء كبير من الحقيقة لأنها هي عائلة متورطة أو ضالعة في كثير من الأحداث على الساحة العالمية بحكم أنها من أرباب صناعة البنوك وغيرها من الصناعات وغيرها من الميولات السياسية للعائلة .

 لكن أنا أقول أنها عائلة شريرة والله خلقها هكذا لكي تمثل الشر على الأرض ، أو أنها طوال الوقت تسعى لتحقيق الشر لمجرد أنه هو شر هذا ليس صحيحا ، فعائلة روتشيلد عندها نفوذ واستغلت هذا النفوذ لتحقيق مصالحها الشخصية ومصالح من تؤيدهم فكريا وسياسيا حالها كحال العائلات الغنية ؛ وهذا تكتيك أو هذه السياسات لم تقتصر على عائلة روتشيلد ولا على عائلة روكفلر ولا على عائلات كثيرة أخرى . ففي المنطقة العربية تمتلك العديد من العائلات مليارات الدولارات وعندها السلطة والنفوذ ، وبالتالي هذه العائلات العربية بالغة الثراء تستغل هذه الأموال وهذه النفوذ لتحقيق مصالحها ومصالح الدولة .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى