من هم العثمانيين ؟ وكيف انتهى بهم المطاف ؟ | عظماء أم خونة

من إمارة صغيرة على حدود العالم الإسلامي لواحدة من أكبر الإمبراطوريات الإسلامية في التاريخ، وأخر دول الخلافة الإسلامية، استمرت لمدة 600 سنة ولما سقطت نشأ مكانها 42 دولة، بدأت القصة بحلم رأى فيه عثمان ابن أرطغرل هلالا يدخل في قلبه، بعد هذا خرجت من سرته شجرة ابتدت تكبر وتكبر إلى حد أن غطت كل الأراضي التي تحتها، وكان تفسير الحلم أن ذرية عثمان ستحكم أراضي كثيرة وتكون سبب في دخول بلاد كثيرة في الإسلام وبهذا بدأت قصة العثمانيين.

عاشت سلالة العثمانيين الأوائل وراء نهر دمبر ، لكنهم فجأة قرروا الخروج من تلك المناطق غالبا بسبب اكراهات إما جفاف أو حروب ( المغول ) ، مر العثمانيين بالكثير من المناطق والدول وهذا أكسبهم خبرة سياسية وعسكرية والتنظيمية ، وقد شاركوا في معارك مع أحد السلاطين السلاجقة والذي وهبهم أرضا في شبه جزيرة الأناضول ، وبعد تولي عثمان الأول للسلطة تهافت حوله الناس خاصة وأنه كان يود توسيع رقعة مملكته ، فتجمهر حوله كل من كان يعشق القتال ويشتهي الغنائم ونشر الإسلام ، لم يكن باستطاعة العثمانيين بقيادة حاكمهم عثمان بيك أن يتوسع شرقا نظرا لوجود إخوتهم في العقيدة في تلك المناطق ، لذلك وضع نصب عينيه الامبراطورية البيزنطية والتي كانت تلفظ أنفاسها الأخيرة ، استطاع عثمان أن يسيطر على الكثير من المدن والحصون البيزنطية ، وكان أهمها بورصة .

وبسبب خبرة العثمانيين التنمية فقد استعملوا البيوقراطية ، ولتجنب الصراعات والثورات التي كان يقوم بها العائلات التي كانت ذات سلطة في السابق أقدم العثمانيين على دمج أبنائهم في أماكن القرار ، حيث قاموا بتدريسهم في أحسن المدارس في ذلك الزمان داخل الامبراطورية العثمانية ذلك أكيد بعد أن يؤمن بالإسلام دينا ، وتولوا هؤلاء مناصب رفيعة في الوزارات والجيش خاصة جيش الانكشارية .

بداية الدولة العثمانية

 تولى عثمان الأول زعامة القبيلة وحكم إمارة سوغت وهذه كانت بداية تأسيس الدولة العثمانية سنة 1299 ميلاديا، والتي تسمت على اسم عثمان بن أرطغرل المعروف باسم عثمان الأول، لكن دولة سلاجقة الروم في الأناضول انهارت وأقامت مكانها عدة إمارات تركية مستقلة والتي كانت منهم الإمارة العثمانية، رفضوا عثمان بن أرطغرل الدخول في أي حروب مع الإمارات التركية المسلمة في الأناضول، وركز كل جهوده في الجهاد ضد الدولة البيزنطية، واستطاع أن يفتح مدينة بورصة.

 تولى الحكم من بعد عثمان بن أرطغرل ابن أورخان والذي قرر أن ينقل عاصمة الدولة العثمانية إلى مدينة بورصة، وأنشأ أول جيش نظامي للدولة العثمانية والتي هي قوات الانكشارية المكونة من أبناء الأوروبيين والأطفال المشردين وأسرى المعارك والحروب، وفي سنة 1357 ميلاديا تحصل حرب أهلية في الإمبراطورية البيزنطية، استغل العثمانيين بقيادة أورخان الفرصة وعبروا مضيق الدردنيل لأول مرة إلى أوروبا وحققوا أول انتصار عثماني في الأراضي الأوروبية وسيطروا على شبه جزيرة غاليبولي.

أول تواجد قوي للعثمانيين

 بعد أورخان تولى الحكم السلطان مراد الأول، وهو أول واحد من آل عثمان يلقب بالسلطان، والذي بدأ حكمه بضم مدينة أنقرة في الأناضول وفتح في أوروبا إقليم مقدونيا ومدينة أدرنة، وفرض الجزية على البيزنطيين والصرب والبلغار، ونقل عاصمة الدولة العثمانية من بورصة في الأناضول إلى أدرنة في أوروبا، وهكذا أصبح البيزنطيين محاطين بالدولة العثمانية من كل ناحية، ولأول مرة في تاريخ الدولة العثمانية تحاصر القسطنطينية بقيادة السلطان مراد الأول، لكنه فشل في اقتحامها .

نهاية الدولة العثمانية الأولى

في سنة 1389 ميلاديا قرر الأوروبيين أن يعدوا حملة صليبية جديدة لطرد العثمانيين من أوروبا، وحدثت معركة كوسوفو انتصر فيها المسلمين لكن تم قتل السلطان مراد الأول على يد أحد الأسرى الصليبيين، وتولى الحكم سلطان جديد وهو السلطان بيازيد الأول الملقب ب الصاعقة أو “يلدرم بيازيد” وسمي بهذا لسرعة تحركه بالجنود في المعارك، وقد اضطر أن يوسع حدود الدولة العثمانية في الأناضول على حساب الإمارات التركية، وحاصر القسطنطينية مرتين المرة الأولى سنة 1391 ميلادي، لكن الحصار فشل وانتهى بقبول الإمبراطور البيزنطي لشروط السلطان بيازيد، والمرة الثانية كانت سنة 1402 ميلادي لكنه اضطر أن يفك الحصار لأن الدولة العثمانية كانت مهددة من ناحية الشرق، بسبب حرب المغول تحت قيادة تيمور لنك أو تيمور الأعرج، فاضطر السلطان بايزيد أن يفك الحصار عن القسطنطينية ويتحرك بالجيش العثماني لمدينة أنقرة لمواجهة تيمور لنك.

هناك حصلت معركة ضخمة بينه وبين جيش تيمور لنك، لكن للأسف تهزم الجيش العثماني وتم أسر السلطان بيازيد وأخذه لعاصمة تيمور لنك في سمرقند، وكان هذا أول وأخر سلطان عثماني يتم أسره في معركة.

الحرب الأهلية العثمانية

بعد الهزيمة الكارثية في معركة أنقرة تتقسم الدولة العثمانية بين أولاد السلطان بيازيد، وكل واحد منهم أخد جزء من الدولة محمد جلبي في شرق الأناضول، وعيسى جلبي في غرب الأناضول، وسليمان جلبي ومن بعده موسى جلبي في الجزء الأوربي من الدولة العثمانية، وحصلت بينهم حرب أهلية استمرت لمدة 11 سنة من 1402م لحد 1423 ميلادي، سميت في التاريخ العثماني باسم عهد الفترة، والتي انتهت بانتصار السلطان محمد جلبي والذي سمي بالسلطان محمد الأول، واضطر أن يوحد الدولة العثمانية مرة ثانية تحت قيادة سلطان واحد.

 من بعده تولى الحكم ابنه السلطان مراد الثاني سنة 1421 والذي قرر سنة 1422م أن يحاصر القسطنطينية ردا على تدخلاتها في الصراعات الداخلية التي حصلت في الدولة العثمانية، إلا أنه بعد أربع شهور من الحصار اضطر السلطان مراد الثاني أن يفك الحصار عنها بسبب قيام تمرد في الأناضول، ولأن أوروبا أحست بالخطر من الدولة العثمانية، حاول الأوروبيين إعادة الروح الصليبية مرة ثانية، واشتبكوا مع الدولة العثمانية في معركة فارنا، والتي انتهت بانتصار العثمانيين على الصليبيين.

فتح القسطنطينية

 وفي سنة 1451 ميلاديا تولى عرش الدولة العثمانية السلطان محمد الثاني المعروف بمحمد الفاتح، والذي نجح سنة 1453 ميلادي فتح القسطنطينية التي نقل عاصمة الدولة العثمانية ليه، وبدأ السلطان محمد الفاتح توسعه في شرق أوروبا وفتح البوسنة وألبانيا وسيطر على الأناضول وأخضع إمارة القرم في جنوب روسيا.

الدولة العثمانية تصبح خلافة للمسلمين

 بعد وفاة محمد الفاتح تولى الحكم السلطان بايزيد الثاني سنة 1481 ميلادية، والذي فرض السيطرة العثمانية على ممالك الأفلاق والذين هم رومانيا ومولدوفا وأصبحوا إماراتيين تابعين للدولة العثمانية، وبعد صراع على العرش تولى من بعده السلطان سليم الأول الذي حكم الدولة العثمانية، والذي استطاع أن يوقف نشر المذهب الشيعي في الأناضول بعد انتصاره على الدولة الصفوية بقيادة الشاه إسماعيل الصفوي في معركة جديرون ، وقرر السلطان سليم الأول أن يسيطر على المشرق والمراكز الكبرى في العالم الإسلامي في الشام ومصر والحجاز بعد الانتصار على المماليك في معركة مرج دابق ومعركة الريحانية، ونقل منصب الخلافة الإسلامية من بن العباس في القاهرة لأهل عثمان وأصبح السلطان سليم الأول أول خليفة في عهد الدولة العثمانية، لكن فترة حكم السلطان سليم الأول كانت قليلة.

عندما حكم العثمانيين العالم

 تولى بعد سليم الأول ابنه السلطان سليمان القانوني الذي حكم الدولة العثمانية سنة 1520م وتعتبر فترة حكمه التي استمرت 46 سنة أطول فترة حكم في عهد الخلافة العثمانية منذ تأسيس الدولة لحد سقوطها، وقد استطاعت الدولة العثمانية في عهده إن تسيطر على صربيا والمجر ورودس والعراق وليبيا والجزائر.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى