كتاب التأمل فن النشوة الداخلية | أوشو

كتاب التأمل فن النشوة الداخلية هو كتاب فلسفي يهتم بالفلسفة الروحية غايته تكسير الطاقة السلبية والنظر للحياة على كونها مجرد لعبة بما فيها ممارسة التأمل والعمل ….

ملخص كتاب التأمل فن النشوة الداخلية | أوشو

التأمل فن الاحتفال

يشرح أوشو في بداية الكتاب التأمل أهمية التركيز والأهمية التي يكتسيها التحديد المبدئي التي تقوم به المجتمعات . فلكل مجتمع تقاليده وعاداته وهذه العادات تورث للأجيال المقبلة ، فهذا شيء ضروري لكنه في نفس الوقت يخلق شروطا لذا الفرد ، وكلما تخلصنا من الشروط كلما كانت حياتنا أفضل . لكن هذا لا يعني التخلص من كل شروط فهذا سيجعل الانسان يصبح بربريا ، فالعلاقة التي تربطك بالعالم الخارجي يجب أن يكتسيها طابع الشرطي ، أما علاقتك بنفسك لا يجب أن تسيطر عليها أي شروط .

أغلبنا يهمل الجانب اللاوعي ويهتم فقط بالوعي والمصالح الحياتية ، اهمالنا للاوعي هو اهمال لبحر كبير جدا من المعلومات والمكبوتات ، فالوعي مجرد نهر صغير جدا ومحدود . لذلك الوسيلة للسقوط في اللاوعي هي التأمل ، وجميع الأديان لديها طريقتها الخاصة للوصول إلى اللاوعي وكل الأديان تدعي أن طريقتها هي الأفضل وهي الأحق ، وفي حقيقة الأمر فهذا لا يهم فالوسائل تختلف لكن الغاية واحدة .

“اليوغا” نمو الوعي

الغرض من الحياة هو الوعي والتطور لكن اليوغا الغرض منها هو الوعي ، فالحياة تسعى للتطور وادراك الأشياء أما اليوغا فغرضها التطور نحو الوعي الصافي فهي تهتم بالشيء ومصدره ، وما يميز اليوغا أنها تستطيع المزج بين الادراك واللاوعي وتتخلص من الشيء واللا شيء . فغالبا تدفعنا الأشياء الجديدة إلى ادراكها والوعي بها لذلك لدينا اندفاع للجديد ، فقد نص أشو أن على الشخص أن يمزج بين الادراك والذي يتوق للجديد وبين تقبل الذات ، وألا يحتكر على أي واحدة منهما تقبل الواقع بشكل كلي صنع المجتمعات الشرقية والتي ظلت مستقرة ولا تتطور ، والاندفاع نحو الجديد صنع العالم الغربي الذي يعاني من الأرق والاعياء الروحي .

لكن في أيامنا انقلبت الآية أصبح الغرب يتبنى أفكارا روحانية وأصبحوا يهتمون باليوغا و بوذا ، وعكس ذلك أصبح الشرق مهتما بالأفكار المادية كالماركسية والمفكرين الماديين كأينشتاين وراسل وأرسطو . تمر عجلت الزمن ويتبادل الناس أحمالهم ويحاول الانسان استدراك نقائصه . فالغرب اهتم بجزء فقط من عقله وشرق اهتم بالجزء الأخر فقط ( الغرب = الوعي – الشرق = اللاوعي ) ، فنبذنا لجزء من دماغنا وتبنينا للجزء الثاني لا يخلق سوى صراع ينتقم الجزء المنبوذ منك كما حدث في الشرق والغرب ، فالشرق ظل متخلفا والغرب انهار نفسيا وأصبحت الحياة أكثر ضغطا وبؤسا ، وفي كلى الحالتين فهذا فشل .

التأمل واليوغا ليست دينا

فاليوغا ليست دينا ولا علما لذلك فهي تتجاوز أجزاء الدماغ وتمزج بين الطرفين لتصنع انسانا متوازنا ، فالمتدين يمكنه ممارسة اليوغا والملحد كذلك ، فاليوغا يمكننا أن صفها أنها علوم دينية أو دين علمي . فاليوغا لا تتصادم مع أي نوع من أنواع التفكير بل هي محاولة للموازنة .

اليوغا هي الانتقال من المنطق إلى اللا منطق أي أن يوغا هي المعبر بين الوعي واللا وعي ، ففي القرن 19 كان الجميع يعتقد أن العقل هو الوعي لكن مع بزوغ القرن 20 اقتنع العلماء والفلاسفة أن الدماغ مكون من ثلاث عناصر وعلى رأسها اللاوعي ، بل توصلوا إلى أن هناك لا وعي جماعي وهذا الذي لا يمكن أن يصدقه مفكر عاش في القرون الغابرة ، فالوعي فردي فكيف يكون جماعيا . أينشتاين نفسه وهو أعظم العلماء والعقول الذين يؤمنون بالمنطق اعترف بأن هناك نقطة يجب أن نضعها هي الحد ونصمت ، لأن المنطق شيء محدود وهذا ما يجعله من المستحيل أن يكون مصدرا ، فاللا منطق هو المصدر .

لذلك من الغريب أن ترى رجل دين يحاول باستماته أن يبرهن أن الله موجود بطرق منطقية . فالحكيم يؤمن بالإله لأنه من المستحيل أن يبرهن عنه لأن الايمان هو القفز إلى المستحيل ، فإذا كان الأمر ممكنا فلا حاجة للاعتقاد إذ يصبح الأمر مجرد نظرية عادية . على الانسان يقود خطوة خارج الحدود ويتخلص من حدود العقلانية وهذا ما تسعى له اليوغا .

اللافعل من خلال الفعل

يتناول الفصل سياق الممارسات الروحية والتأملية، حيث يشرح أوشو أن عدم العمل الحقيقي لا يعني الخمول الكامل أو السلبية، بل ينطوي على أداء الأعمال بحالة هدوء داخلي وانفصال عن النتائج، يقول أننا في العالم الحديث غالبًا ما نقع في دائرة من النشاط المستمر والإنجاز، مما يؤدي إلى الإجهاد وفقدان السلام الداخلي، هدف عدم العمل من خلال العمل هو إيجاد طريقة للمشاركة النشطة في العالم مع الحفاظ على وعي هادئ ومتمركز، يقترح أوشو أن هذا يتحقق من خلال ممارسات مثل الوعي، حيث يبقى الشخص حاضرًا وواعيًا أثناء الأنشطة اليومية، ويلاحظ أن هذا لا يعني أن الشخص يصبح غير نشط، بل يؤدي الأعمال بجودة مختلفة من الانتباه والموقف.

يستكشف الفصل كيف يسمح عدم العمل للشخص بأن يكون في العالم ولكنه غير ملتصق بنتائج أعماله، ويناقش كيف يمكن أن يؤدي هذا النهج إلى شعور عميق بالحرية، حيث لم يعد الشخص يدفعه الأنا أو الطموح أو الرغبة في نتيجة معينة، وبشكل عام الرسالة الرئيسية هي أن عدم العمل الحقيقي ليس هو الانعزال عن الحياة، بل عن تحويل الطريقة التي يشارك بها الشخص في العالم ويستجيب له، إنه عملية إيجاد السلام الداخلي والتوازن في وسط صخب الحياة اليومية.

التأمل الفوضوي

يقدم أوشو نوعًا ديناميكيًا من التأمل (التأمل الفوضوي) مصممًا لكسر الحواجز العقلية والعاطفية، تتضمن هذه الطريقة سلسلة من المراحل النشطة والمكثفة تهدف إلى تحرير الطاقات المكبوتة وتعزيز حالة من الوعي والوضوح المتأنق، ويشرح أن التأمل التقليدي السلبي قد لا يكون فعالًا للجميع، خاصة في العالم الحديث حيث يحمل الناس الكثير من التوتر والعواطف غير المعبّر عنها، ويوفر التأمل الفوضوي بالمقابل طريقة للمشاركة النشطة للجسم والعقل لتحقيق حالة تأملية ( التأمل الفوضوي هو تقنية ديناميكية قدمها أوشو تهدف إلى تحرير الطاقات المكبوتة وإزالة العوائق النفسية والعاطفية يعتبر أوشو أن هذه الطريقة أكثر ملاءمة للعصر الحديث حيث يعاني الناس من التوتر والضغط النفسي).

وهذه مراحل التأمل التي طرحها أوشو :

التنفس الفوضوي:
يبدأ التأمل بجلسة تنفس عميق وسريع وغير منتظم. الهدف من هذه المرحلة هو زيادة الطاقة الحيوية وكسر الأنماط التنفسية المعتادة، مما يساهم في تحرير الطاقات المكبوتة.
التطهير العاطفي (الكاثارسيس):
في هذه المرحلة يتم تشجيع المشاركين على التعبير عن مشاعرهم بشكل غير مقيد، يمكنهم الصراخ، البكاء، الضحك، أو أداء حركات جسدية عفوية للتخلص من التوتر العاطفي والنفسي.
ترديد المانترا:
يتم ترديد مانترا أو صوت معين بشكل متكرر، هذه المرحلة تساعد في تركيز العقل وتوجيه الطاقة الناتجة عن المرحلتين السابقتين.
الهدوء والصمت:
بعد الفوضى والحركة يأتي وقت الجلوس أو الاستلقاء في صمت تام، الهدف هنا هو السماح للعقل بالاستقرار والوصول إلى حالة من السلام الداخلي.
الاحتفال:
تُختتم الجلسة بحركات رقص أو تعبيرات حركية احتفالية، هذه المرحلة تساعد في دمج التجربة الشعورية والجسدية للتأمل، وتجعل المشاركين يشعرون بالتحرر والفرح.

نصائح لممارسة التأمل الفوضوي

الالتزام الكامل: من المهم أن يشارك الممارسون بشكل كامل ودون تحفظ في كل مرحلة لتحقيق الفوائد المرجوة.
المكان المناسب: يُفضل ممارسة التأمل في مكان آمن وخالٍ من التشتيت.
الاستمرارية: للحصول على أفضل النتائج، يُنصح بممارسة التأمل الفوضوي بانتظام.

يؤكد أوشو أن الطبيعة الفوضوية لهذا التأمل يساعد في تجاوز سيطرة العقل، مما يمكّن من تحرير عميق للعواطف والنفسية، الهدف النهائي هو تطهير الاضطرابات الداخلية والوصول إلى حالة سلام داخلي ونشوة، من خلال ممارسة التأمل الفوضوي، يمكن للممارسين أن يجربوا تحولًا عميقًا، حيث يكتسبون رؤيةً وحرية عاطفية واتصالًا أقوى بذواتهم الحقيقية.

الفوائد والهدف من التأمل الفوضوي

تحرير الطاقات المكبوتة: من خلال التنفس الفوضوي والتطهير العاطفي، يتمكن المشاركون من تحرير الطاقات السلبية والمشاعر المكبوتة التي تعيقهم.
تجاوز العقل الواعي: الفوضى والحركة تساعد على تخطي السيطرة العقلية، مما يسمح بظهور مشاعر وأفكار أعمق.
الوصول إلى السلام الداخلي: على الرغم من الطبيعة الفوضوية للتأمل، فإن الهدف النهائي هو الوصول إلى حالة من الهدوء الداخلي والنشوة الروحية.
التحول الشخصي: المشاركين يمكنهم تحقيق تحول عميق من خلال فهم أعمق لأنفسهم وتحرير القيود النفسية.

التأمل الفوضوي أو التأمل الصامت

في هذا الفصل يقارن أوشو بين نهجين مختلفين في التأمل التأمل الفوضوي والتأمل الصامت، يشرح أن كلا الأسلوبين يخدمان غرض تحقيق السلام الداخلي والإنارة، ولكنهما يتناسبان مع احتياجات وطبائع مختلفة.

التأمل الفوضوي

يصف أوشو التأمل الفوضوي بأنه شكل ديناميكي ونشط للتأمل، مصمم لأولئك الذين يجدون صعوبة في الجلوس بسكون بسبب التوتر المتراكم أو الاضطراب العاطفي أو العقل النشط بشكل مفرط، ويساعد في تحرير الطاقات المكبوتة والعواطف، مما يجعل من الأسهل دخول حالة هدوء ووضوح.
وقد تم ذكر مراحله وفوائده في الفصل السابق

التأمل الصامت

التأمل الصامت هو أكثر تقليدي وسلبي مثالي لأولئك الذين يستطيعون الاستقرار بسهولة في الصمت والتأمل الداخلي، يركز على زراعة الصمت الداخلي والوعي دون المشاركة النشطة المطلوبة في التأمل الفوضوي.

نهجه


الاستعداد: إيجاد مكان هادئ ومريح للتأمل.
الوعي: الانتباه الشديد للتنفس والإحساس بالجسم أو نقطالتركيز على ملاحظة الأفكار والعواطف دون التعلق أو الاستجابة.
الهدوء: الدخول في حالات أعمق من الصمت والسلام من خلال الممارسة المستدامة.

فوائده

  • يعزز الوعي الداخلي والوعي.
  • يعزز الاسترخاء العميق والوضوح العقلي.
  • يدعم النمو الروحي وتنمية الهدوء الداخلي.

اختيار الأسلوب المناسب

يشدد أوشو على أن الاختيار بين التأمل الفوضوي والتأمل الصامت يعتمد على الحالة الحالية والاحتياجات الفردية، بالنسبة لأولئك الذين يعانون من مستويات عالية من الضغط النفسي أو العبء العاطفي، يمكن أن يكون التأمل الفوضوي ممارسة تحولية لتنقية العقل والعواط، وبالنسبة لأولئك الذين يستطيعون بشكل طبيعي الاستقرار في التأمل الهادئ، يمكن أن يعمق التأمل الصامت تجربتهم التأملية.

في النهاية يهدف كلا الأسلوبين إلى توجيه الممارسين نحو نفس الهدف حالة من النشوة والإنارة الداخلية، يشجع أوشو على استكشاف كلا التقنيتين لاكتشاف أيهما الأنسب مع رحلة الفرد نحو السلام الداخلي وتحقيق الذات.

اذهب في عمق المجهول

يرى أوشو أن الغوص في المجهول جزء أساسي من النمو الروحي واكتشاف الذات، ويؤكد أن التأمل الحقيقي ينطوي على تجاوز الحدود المألوفة للعقل والأنا، والغوص في أعماق المجهول واللاوعي، كما يجادل بأن السعي وراء اليقين والراحة يحد غالبًا من النمو الروحي، فمن خلال احتضان عدم اليقين والمجهول يمكن للأفراد التحرر من قيود عقولهم المشروطة، حيث أن الأنا تسعى للحفاظ على السيطرة وتجنب المجهول، فلتأمل بعمق يجب على الشخص تجاوز مخاوفه ودفاعات الأنا، مما يسمح لنفسه بتجربة حالات وعي جديدة وغير مألوفة، كون الشجاعة تُعتبر أساسية لهذه الرحلة، ومن هنا يشجع أوشو المتأملين على أن يكونوا شجعان في استكشاف الجوانب المجهولة من أنفسهم ووعيهم، حتى وإن كان ذلك يعني مواجهة المخاوف وعدم اليقين.


من خلال الغوص في المجهول يتعلم الأفراد تجربة اللحظة الحاضرة بشكل كامل؛ هذا الانغماس في الحاضر يؤدي إلى حالة وعي مرتفعة واتصال أعمق مع الذات الحقيقية، والتخلي عن الأفكار المسبقة والتوقعات والتعلقات أمر ضروري، إذ يشمل ذلك التخلي عن الحاجة إلى نتائج محددة في التأمل والحياة، مما يتيح تجربة أكثر أصالة وعفوية، ويقترح أوشو ممارسات تأملية متنوعة يمكن أن تساعد الأفراد على الغوص في المجهول، مثل التأمل الديناميكي، اليقظة الذهنية، والتقنيات التي تعطل الأنماط العادية للتفكير والسلوك، كما يُشجع الممارسون على ملاحظة أفكارهم ومشاعرهم وأحاسيسهم دون حكم أو تعلق، حيث أن هذه الملاحظة غير الحكمية تسهل استكشاف أعمق لمجالات اللاوعي، ولا ننسى أنه يجب الحفاظ على موقف منفتح وقابل للاستقبال ، فهذا الانفتاح يسمح بالتطور الطبيعي للرؤى والتجارب الأعمق خلال التأمل.


كونداليني: إيقاظ الطاقة الحيوية | كتاب التأمل

في هذا الفصل يستعرض أوشو مفهوم الكونداليني وصفا إياها بأنها طاقة قوية ومكمونة في قاعدة العمود الفقري، وعندما تستيقظ هذه الطاقة تسلك طريقها عبر الشاكرات (مراكز الطاقة) في الجسم، مما يؤدي إلى استيقاظ روحي عميق وتحولات مذهلة، فالكونداليني طاقة روحية كامنة تأخذ شكل أفعى ملتفة في قاعدة العمود الفقري، ويعتبر استيقاظ هذه الطاقة حدثًا روحيًا هامًا يمكن أن يؤدي إلى حالات وعي عالية وإنارة، ويشرح أوشو أن الجسم البشري يحتوي على عدة شاكرات أو مراكز للطاقة، واستيقاظ الكونداليني يشمل ارتفاع الطاقة عبر هذه الشاكرات، حيث يرتبط كل منها بجوانب مختلفة من الوجود الجسدي والعاطفي والروحي، حيث لا يكون استيقاظ الكونداليني حدثًا مفاجئًا بل عملية تدريجية تتطلب التحضير والظروف المناسبة، وتشمل تنقية الجسم والعقل غالبًا من خلال التأمل وممارسات روحية أخرى.
مع ارتفاع الكونداليني قد يشعر الأفراد بظواهر جسدية ونفسية مختلفة، مثل الحرارة والاهتزازات والوعي المتزايد أو التحرر العاطفي، تشير هذه التجارب إلى تحرك الطاقة عبر الشاكرات، يؤكد أوشو على أهمية التوجيه السليم في عملية استيقاظ الكونداليني، ويحذر من محاولة إيقاظ هذه الطاقة القوية بدون التحضير والفهم الكافي، حيث يمكن أن يؤدي ذلك إلى عدم التوازن الجسدي والنفسي، كما يقترح أوشو ممارسات التأمل المحددة لتيسير استيقف الكونداليني، ويشمل ذلك التأمل الديناميكي وتمارين التنفس وممارسات تركز على الشاكرات.
عملية الاستيقاظ هي نهج شامل، يشمل الممارسات الجسدية والعقلية والروحية يدعم نمط حياة متوازن، بما في ذلك النظام الغذائي السليم والتمارين الرياضية والرفاهية العاطفية، ويشجع الممارسون على الحفاظ على وعي حاد ومراقبة تجاربهم بدون الانتماء، تساعد هذه المراقبة المستنيرة في التنقل في رحلة التحول العميقة لاستيقاظ الكونداليني.

إعطاء نفسك للمعلم: أعلى تقنية

في هذا الفصل يناقش أوشو الممارسة الروحية العميقة لتسليم النفس للمعلم الروحي أو الغورو، يصف هذا الفعل من التسليم بأنه التقنية الأعلى والأكثر فاعلية للتحول الداخلي والصحوة الروحية، ويشرح أن المعلم الروحي الحقيقي هو شخص قد حقق التنوير ويستطيع أن يوجه الآخرين في رحلتهم الروحية، فالمعلم لا يقدم فقط التعاليم بل هو حضور حي يمكنه أن يعزز تحول التلميذ، على العموم فالفكرة المركزية في هذا الفصل هي فكرة الاستسلام الكامل للمعلم، ينطوي ذلك على ثقة عميقة وإيمان بحكمة المعلم وإرشاده، من خلال الاستسلام يسمح التلميذ للمعلم بقيادتهم إلى ما هو أبعد من الأنا والقيود، حيث يساعد تسليم النفس للمعلم في تحليل الأنا وهي غالبًا أكبر عقبة في النمو الروحي.

ففعل إعطاء النفس بالكامل لإرادة المعلم يسهم في تفكيك دفاعات الأنا ويسمح بتغيير حقيقي داخلي، ويؤكد أوشو أن التفاني (البهكتي) هو مسار قوي نحو التنوير، التسليم التفاني للمعلم ليس مجرد إيمان عمياني، بل هو ثقة واعية ومحبة تفتح القلب والعقل لحقائق روحية أعمق.
بينما هناك العديد من تقنيات التأمل يقترح أوشو أن أعلى تقنية هي التسليم للمعلم، التقنيات يمكن أن تساعد في إعداد العقل والجسم، ولكن التحول الأسمى يأتي من خلال نعمة وإرشاد المعلم، وينصح الباحثين بالعثور على معلم حقيقي ومتنور، والعلاقة بين المعلم والتلميذ مقدسة ويجب أن تستند إلى اعتراف وترنيمة داخلية عميقة.

المريدية: وفاة الماضي

يشير أوشو إلى مفهوم المريدية والذي يشير إلى العلاقة بين التلميذ (المريد) والمعلم الروحي، يؤكد أوشو على القوة التحويلية لهذه العلاقة في تيسير “وفاة” الماضي للتلميذ، مما يمكنه من إعادة الولادة الروحية العميقة والنمو، والمريدية هي مسار كون تلميذ، حيث يستسلم التلميذ تمامًا لإرشاد المعلم، ويأتي مصطلح “المريد” من التصوف ويعني الباحث الذي التزم بالمسار الروحي تحت إرشاد معلم، ويسلط أوشو الضوء على أن الاستسلام الحقيقي للمعلم ينطوي على التخلص من الماضي، بما في ذلك كل المعرفة المتراكمة والمعتقدات والاتجاهات الأنانية، يتيح هذا الاستسلام للتلميذ أن يكون حاضرًا بالكامل ومستقبلًا لتعاليم المعلم.
تشير “وفاة الماضي” إلى عملية التخلص من الهويات القديمة والمرفقات والتكييف، من خلال ذلك يصبح التلميذ لوحة فارغة مفتوحة لتجارب روحية جديدة وتحول، فعندما يستسلم التلميذ للماضي والأنا، يخضع لنوع من إعادة الولادة الروحية، وتتميز هذه الولادة برؤية جديدة ووعي متعمق واتصال أعمق بلحظة الحاضر والإله.

نصائح عملية

ينصح أوشو التلاميذ بقبول عدم اليقين والتغيير الذي يأتي مع المسار الروحي، قد يكون التخلص من الماضي تحديًا، ولكنه ضروري للنمو الحقيقي والتنوير، من خلال التخلص من الماضي يتعلم التلاميذ أن يعيشوا بكامل وعي في لحظة الحاضر، هذا الوجود هو الأساس لتجربة البهجة الداخلية والاستيقاظ الروحي، ومسار المريدية هو مسار التعلم المستمر والانفتاح، حيث يجب على التلاميذ أن يظلوا متواضعين ومستقبلين، مستعدين دائمًا لتعلم من المعلم ومن تجاربهم الخاصة.

الرغبة الحقيقية: المسار إلى إخفاء الرغبة | كتاب التأمل

في هذا الفصل يغوص أوشو في طبيعة الرغبة ودورها في الرحلة الروحية، ويناقش كيف يمكن أن يؤدي فهم وتحويل الرغبة إلى حالة أعمق وأكثر أصالة للوجود وفي نهاية المطاف.

طبيعة الرغبة:

يشرح أوشو أن الرغبة هي جزء أساسي من الطبيعة البشرية، إنها تدفع الأفعال وتشكل التجارب، ومع ذلك ليست جميع الرغبات متساوية؛ فبعضها يمكن أن يؤدي إلى النمو الروحي، بينما يربط البعض الآخر الأفراد بمسارات مادية وسطحية،
فهناك رغبات الحقيقية ورغبات أخرى زائفة.
الرغبات الحقيقية هي تلك التي تتفق مع الذات الداخلية والأهداف الروحية، وتتجذر هذه الرغبات في السعي وراء الحقيقة والحب والتحرر، من ناحية أخرى تدفع الرغبات الزائفة الأنا إلى التكيف الاجتماعي والسعي وراء المتع الخارجية .

المسار إلى إخفاء الرغبة:

يقدم أوشو مفهوم “إخفاء الرغبة” والذي ينطوي على فهم وتحويل الرغبات بدلاً من قمعها أو إنكارها، من خلال التعرف على الدوافع والأصول الكامنة للرغبات، يمكن للأفراد تجاوز جوانبها السطحية والتواصل مع رغباتهم الأعمق والحقيقية؛
زيقترح أن المفتاح لتحويل الرغبة يكمن في الوعي، من خلال مراقبة الرغبات دون الحكم عليها وفهم طبيعتها العابرة، يمكن للشخص أن يتجاوزها، ويتيح هذا الوعي أن تُدمج الرغبات في المسار الروحي بدلاً من أن تكون عوائق، ويشير أوشو إلى أنه عند استخدامها بشكل صحيح، يمكن أن تكون الرغبة أداة قوية للنمو الروحي، ويمكن أن تحفز الرغبات الحقيقية الأفراد على متابعة حالات أعلى من الوعي واتصالات أعمق مع الإله.

نصائح عملية

ممارسات التأمل:
يوصي أوشو بممارسات التأمل التي تنطوي على مراقبةالرغبات عندما تنشأ، حيث تساعد هذه الممارسة في التعرف على الفرق بين الرغبات الحقيقية والرغبات الزائفة وفهم تأثيرها على العقل والروح.
التحقيق الذاتي:
يمكن أن يكون الانخراط في التحقيق الذاتي لاستكشاف جذور الرغبات مفيدًا، فالأسئلة مثل “ماذا أريد حقًا؟” و “لماذا أرغب في هذا؟” يمكن أن تساعد في اكتشاف الرغبات الأصلية والحقيقية التي تتفق مع مسار الروحي للفرد.
عدم التعلق:
زراعة عدم التعلق بالرغبات أمر ضروري، وهذا يعني تجربة الرغبات دون التمسك بها أو السماح لها بتحكم أفعال الشخص وعواطفه، وعدم التعلق يسمح بنهج أكثر انسجامًا وتوازنًا في الحياة.

ما هو الروح؟

يتعمق الكاتب في مفهوم الروح داخلا في طبيعتها وأهميتها في سياق الاستيقاظ الروحي والتحول الداخلي، يقدم نظرة عميقة على كيفية فهم الروح يمكن أن يؤدي إلى تجربة أعمق للحياة والتأمل، ويبدأ أوشو بمعالجة مفهوم الروح الذي غالباً ما يتعرض للسوء فهم، حيث يشرح أن الروح هي جوهر الإنسان الأعمق، وهي وعي نقي يوجد بعيدًا عن الجسد الفعلي والعقل، ووصف الروح كروح أبدية وغير قابلة للتغيير، على عكس طبيعة الجسد والعقل العابرة؛ إنها جوهر وجودنا الذي يظل ثابتًا طوال الحياة والتجارب المختلفة.

ما هو أبعد من الأنا:

فهم الروح يتطلب التحرك ما وراء الأنا وهي الذات الزائفة التي تم إنشاؤها بالتعرف على الأفكار والعواطف والشكل الجسدي، فالأنا مؤقتة ووهمية بينما الروح هي الذات الحقيقية والدائمة، والروح مرتبطة ارتباطًا وثيقًا بالإله، فالتعرف على الروح يعزز التواصل مع الوجود الإلهي الداخلي والخارجي، هذا الارتباط هو مصدر السلام العميق والفرح.

اكتشاف الروح من خلال التأمل:

يشدد أوشو على أن التأمل هو الوسيلة الأساسية لاكتشاف الروح وتجربتها، من خلال التأمل يمكن للشخص أن يهدأ العقل ويتجاوز الأنا ويتواصل مع الذات الداخلية.

نصائح عملية

– يشجع أوشو على ممارسة التحقيق الذاتي والوعي المتعمق لاستكشاف طبيعة الروح، و طرح أسئلة مثل “من أنا؟” ومراقبة العقل والجسد بدون التعلق يمكن أن يؤدي إلى نظرات أعمق.
– لتجربة الروح يجب على الشخص التخلص من مختلف الهويات والأدوار التي تفرضها المجتمع والأنا، و ينطوي ذلك على التخلص من طيات البرمجة والعودة إلى حالة الوجود النقية.
– يقترح أوشو أن العيش من وعي الروح يحول تجربة الحياة للشخص، حيث تصبح القرارات والأفعال والتفاعلات متوافقة مع الحقيقة الأعمق لكون الشخص، مما يؤدي إلى حياة أكثر أصالة وإشباعًا.

الحدس: لا يمكن تفسيره | كتاب التأمل

في هذا الفصل يستكشف أوشو طبيعة الحدس الغامضة مميزًا بينها وبين العقل والتفكير العقلاني، حيث يستكشف كيف يلعب الحدس دوراً حاسمًا في النمو الروحي وكيف يمكن تغذيته من خلال التأمل والوعي، ويتعريف الحدس على أنه فهم مباشر وفوري أو معرفة تتجاوز العقل المنطقي، على عكس التفكير العقلاني الحدس لا يعتمد على التحليل أو الترتيب وإنما ينشأ بشكل عفوي من مستوى أعمق من الوعي، فالمقارنة بين الحدس والعقل يعتمد الأخير على عمليات منطقية ومعرفة متراكمة، بينما الحدس هو شكل من أشكال الحكمة الداخلية التي تظهر بدون تفكير واعٍ، إنه أكثر شمولية وتكاملًا، مربطًا بين الفهم الذي قد يبدو غير متصل ببعضه في فهم متماسك.
يشير أوشو إلى قيود الاعتماد فقط على العقل، فالعقل مقيد بالثنائية والتحليل والماضي، حيث يمكنه أن يعمل فقط ضمن حدود ما هو معروف وقابل للقياس، مما يجعله غير كافٍ لفهم الحقائق العميقة للوجود، ويصف المعرفة الحدسية بأنها سهلة وفورية، حيث أنها وميض من البصيرة ويوفر وضوحًا وفهمًا يتجاوز ما يمكن تحقيقه من خلال الجهود الفكرية، غالبًا ما يشعر الشخص بهذا النوع من المعرفة كإضاءة أو إلهام مفاجئ، ويؤكد أوشو على أهمية التأمل والوعي في تغذية الحدس، فمن خلال هدوء العقل وكون الشخص أكثر تواصلاً مع اللحظة الحاضرة، يمكن للأفكار المبدعة أن تنشأ في الوعي وتتجاوب معها.

وقد أكد أوشو أن المشاركة في التأمل المنتظم يساعد في تهدئة ضجة العقل ويفسح المجال للأفكار الحدسية، ويمكن من تعزيز الممارسات مثل مراقبة التنفس، والالوعي، والتواجد الحاضر استعداد الشخص لاستقبال الحدس.

الفرق بين السمادي والساتوري

يستكشف أوشو مفهومي السمادي والساتوري، وهما حالتان للتحقيق الروحي في التقاليد الشرقية، ويشرح الفروق والأهمية بينهما في سياق التأمل والتنوير.

فالسمادي: ينبع من تقاليد الهندوسية واليوغا، السمادي يشير إلى حالة التأمل العميقة والانغماس في الذات حيث يشعر الفرد بالوحدة مع الإله أو الواقع النهائي، يتميز بالهدوء العميق وتجاوز الأنا. عادةً ما يكون السمادي حالة مستدامة من الوعي التي يتم تحقيقها من خلال ممارسات التأمل المنضبطة، ينطوي على تعمق تدريجي للوعي ويمكن الحفاظ عليه لفترات طويلة.
الساتوري: في البوذية الزن، الساتوري هو تجربة الإلهام المفاجئة أو الاستيقاظ، وغالبا ما يوصف بأنه نظرة عابرة إلى الطبيعة الحقيقية للواقع، وتجلب فهمًا عميقًا وبديهيًا. عادة ما تكون لحظة واحدة فجائية من الإلهام. يمكن أن يحدث بشكل مفاجئ وغير متوقع، وغالبا ما يتم تحفيزه بواسطة كوان (سؤال متناقض) أو لحظة تأمل عميق.

العملية والممارسة:
السمادي
: تحقيق السمادي يتطلب ممارسات التأمل المنظمة والصارمة. يتضمن خطوات أو مراحل مثل الدارانا (التركيز) والذيانا (التأمل)، مما يؤدي إلى الانغماس النهائي في السمادي؛ تجربة السمادي تحولية، تؤدي إلى شعور عميق بالسلام والوحدة والتحقيق الروحي. إنه يدل على تحول دائم في الوعي، حيث يعيش المتأمل في حالة وجودية أعلى.
الساتوري: الساتوري يتعلق أقل باتباع مسار منظم وأكثر بتحقيق إلهام مباشر وفوري. تصمم ممارسات الزن مثل زازن (الجلوس للتأمل) ودراسة الكوان لكسر التفكير العادي وتحفيز الساتوري. يوفر الساتوري نظرة قوية للتنوير، إلا أنها غالباً حالة مؤقتة. ومع ذلك، يمكن لتكرار تجارب الساتوري أن يعمق فهم الشخص ويؤدي تدريجياً إلى تحقيق أكثر استقرارًا للتنوير.

التحول العملي

يقترح أوشو أن السمادي والساتوري لديهما قيمة فريدة ويمكن أن يكملان بعضهما البعض، يمكن للممارسين أن يستفيدوا من النهج المنظم لتحقيق السمادي مع الاستمرار في فتح أنفسهم للإلهام المفاجئ للساتوري، فالاستعداد لكلتا الحالتين يتطلب مزيجًا من الممارسة المنضبطة والانفتاح على المجهول، يجب على المتأملين أن يزرعوا التزامًا عميقًا تجاه ممارستهم مع البقاء مرنين ومستعدين للإلهام المفاجئ، ويؤكد أوشو على ضرورة دمج التجارب التحولية للسمادي والساتوري في الحياة اليومية، لأن التنوير ليس مجرد تجربة معزولة بل يجب أن يؤثر على أفعال الشخص وعلاقاته، وطريقته العامة للوجود.

الطاقة الجنسية واستيقاظ الكونداليني

يتناول أوشو العلاقة العميقة بين الطاقة الجنسية وفتح الكونداليني، وهي طاقة روحية مكتومة يعتقد أنها تتواجد في قاعدة العمود الفقري، يشرح كيف يمكن استغلال هذه الطاقة وتحويلها من خلال التأمل والوعي لتحقيق الاستيقاظ الروحي والسعادة الداخلية، حيث يؤكد أوشو أن الطاقة الجنسية هي قوة حياة أساسية وشكل قوي من أشكال الطاقة داخل الإنسان، إنها نفس الطاقة التي عند تحويلها، يمكن أن تؤدي إلى الاستيقاظ الروحي.
ويتناول السوء الفهم الشائع والتابوهات المجتمعية المحيطة بالجنس، يقول أوشو إن قمع الطاقة الجنسية أو استخدامها بشكل خاطئ يمكن أن يؤدي إلى اضطرابات نفسية وروحية، بينما فهمها واستغلالها يمكن أن يكون طريقًا للتنوير؛ ويوصف الكونداليني على أنها طاقة روحية كامنة ملتفة في قاعدة العمود الفقري، عندما يتم استيقاظها ترتفع من خلال الشاكرات (مراكز الطاقة) على طول العمود الفقري، مما يؤدي إلى حالات وعي أعلى وتجارب روحية عميقة، ويشرح أوشو أنه من خلال ممارسات التأمل المحددة، يمكن تحويل الطاقة الجنسية إلى طاقة الكونداليني، تنطوي هذه العملية على تحويل الطاقة الجنسية الخامة إلى طاقة روحية أكثر رقة.

تقنيات التأمل لاستيقاظ الكونداليني:


يستعرض تقنيات التأمل المختلفة والممارسات المصممة لاستيقاظ وتوجيه طاقة الكونداليني، تشمل هذه الممارسات التحكم في التنفس والتصور والوعي، والتي تساعد في توجيه الطاقة الجنسية نحو النمو الروحي.

فهم الطاقة الجنسية:
ينصح أوشو الأفراد بفهم وقبول طاقتهم الجنسية دون شعور بالذنب أو القمع، أن التعرف عليها كقوة طبيعية وقوية هو الخطوة الأولى نحو تحويلها.

تقنيات التأمل:

تقنيات مثل “التأمل الديناميكي”، الذي يشمل مراحل نشطة وساكنة، يمكن أن يساعد في تحرير وتحويل الطاقة الجنسية، الممارسات التي تركز على التنفس والوعي بالجسد أيضًا تلعب دورًا حاسمًا.

توازن الطاقة:
الحفاظ على التوازن بين الطاقة الجنسية والممارسات الروحية ضرورية، يقترح أوشو أن دمج التأمل في الحياة اليومية يساعد في تناغم هذه الطاقات، مما يؤدي إلى الرفاهية العامة والاستيقاظ الروحي.

الوعي والحضور:
زراعة الوعي والحضور المستمر هو المفتاح لتحويل الطاقة الجنسية من خلال التواجد الكامل والوعي في كل لحظة، يمكن للشخص استغلال هذه الطاقة لأغراض روحية.

أصل البرانا في الأجسام السبعة

في هذا الفصل يعمق أوشو في مفهوم البرانا أو قوة الحياة، وظهوره ضمن إطار الأجسام السبعة، حيث يستكشف كيف ينشأ البرانا ويتدفق ويؤثر على كل من هذه الأجسام، مما يوفر رؤية في الطبيعة الشاملة للوجود البشري والتطور الروحي، يصف البرانا بأنه قوة الحياة الحيوية التي تملأ جميع الكائنات الحية، إنها الطاقة التي تحافظ على الحياة وتمكن من الوظائف الجسدية والعقلية والروحية، ويقدم أوشو مفهوم الأجسام السبعة، والتي تمثل طبقات مختلفة من الوجود بعيدًا عن الشكل الجسدي فقط، تشمل هذه الأجسام الجسم البدني، والجسم العرقي، والجسم النجمي، والجسم العقلي، والجسم السببي، والجسم الروحي، والجسم الكوني.
يشرح كيفية نشأة وتدفق البرانا من خلال هذه الأجسام السبعة، لكل جسم علاقة فريدة مع البرانا، وتؤثر على جوانب مختلفة من كيان الشخص ووعيه. كما أن الأجسام السبعة مترابطة، والبرانا تتدفق بسلاسة من جسم إلى آخر، يمكن أن تؤثر الاضطرابات أو العوائق في تدفق البرانا على الصحة العامة والرفاهية الروحية.
ويؤكد أوشو التأمل كممارسة أساسية لتناغم وتعزيز تدفق البرانا من خلال الأجسام السبعة، فمن خلال التأمل يمكن للشخص أن يصبح أكثر وعيًا بالأجسام الدقيقة هذه وحركة البرانا فيها.

أفكار مفصلة

الجسم البدني والبرانا:
هو الطبقة الأكثر وضوحًا ورؤيةً، حيث يظهر البرانا كالحيوية والصحة البدنية؛ التنفس السليم، والنظام الغذائي، والنشاط البدني أمور حاسمة للحفاظ على البرانا في هذا الجسم.
الجسم العرقي:
ايعتبر النسخة الطاقوية للجسم البدني، حيث يعمل كجسر للبرانا بين الجسم البدني والأجسام العلية، يشارك في الإحساسات والحيوية.
1الجسم النجمي:
مرتبط بالعواطف والرغبات. يؤثر البرانا في هذا الجسم على الصحة العاطفية وتجارب المتعة والألم.
الجسم العقلي:
يتعلق الجسم العقلي بالأفكار والمعتقدات والذكاء، ويؤثر البرانا هنا على الوظائف الإدراكية ووضوح العقل.
الجسم السببي:
اله أنماط الكارما العميقة وجوهر الفردية، يؤثر البرانا في هذا الجسم على التطور الروحي على المدى الطويل وتخزين الأثر الكارمي.
1الجسم الروحي:
حيث يرتبط بالوعي الروحي الأعلى وتجارب الوحدة مع الإله، يدعم البرانا في هذا الجسم الرؤى الروحية والإنارة.
الجسم الكوني:
يمثل الارتباط بالوعي الكوني، يدمج البرانا على هذا المستوى الفرد مع الكون، مما يؤدي إلى تجارب الوحدة والتجاوز.

التقنيات التقليدية

يستكشف أوشو مجموعة متنوعة من تقنيات التأمل التقليدية التي تم ممارستها على مر القرون في مختلف التقاليد الروحية، ويقدم إلينا نظرة عميقة في الأساليب وأهدافها، وكيفية استخدامها بشكل فعال لتحقيق السلام الداخلي والاستيقاظ الروحي.

أهمية التقنيات التقليدية:
يؤكد أوشو على قيمة تقنيات التأمل التقليدية، مشددًا على أنها قد اجتازت اختبار الزمن وتم تأكيدها من قبل العديد من الممارسين على مر التاريخ.
تنوع الأساليب:
يسلط الضوء على تنوع أساليب التأمل المتاحة، حيث تلبي كل منها الشخصيات المختلفة ومراحل التطور الروحي، ويغطي الفصل تقنيات من تقاليد متعددة، بما في ذلك الهندوسية والبوذية والصوفية وغيرها.

نظرة مفصلة على التقنيات الخاصة

الوعي بالتنفس (أناباناساتي):
المنبعثة من الممارسة البوذية، تنطوي أناباناساتي على التركيز على التنفس، وتساعد هذه التقنية في تركيز العقل وتقليل التشتت وتعزيز التركيز.

التأمل بواسطة العبارة المتكررة (جابا):
شائع في التقاليد الهندوسية والبوذية، ينطوي التأمل بواسطة العبارة المتكررة على ترديد كلمة أو عبارة مقدسة بشكل متكرر، تساعد هذه الممارسة في تركيز العقل والانسجام مع الترددات الأعلى.

الفيباسانا:
الفيباسانا أو التأمل التفكيري ينطوي على مراقبة الإحساسات والأفكار بدون تعلق أو حكم، ويعزز هذا التمرين الوعي الذاتي العميق ويساعد في فهم طبيعة العقل.

الزازن:
الزازن هو شكل من أشكال التأمل الجالس المركزية في البوذية الزن، حيث يركز على الحفاظ على وتركيز موضع محدد وتطوير حالة وعي متنبهة.

الدوران الصوفي (سيما):
تقنية يمارسها الصوفيون الصوفيون، حيث يدورون في دائرة لإحداث حالة من النشوة وتعزيز تجربة مباشرة للوجود الإلهي.

التأمل على الشاكرات:
ينطوي التأمل على الشاكرات على التركيز على مراكز الطاقة في الجسم (الشاكرات) لمعادلة وتعزيز تدفق البرانا (قوة الحياة)، ويمكن أن تؤدي هذه التقنية إلى زيادة الوعي واستيقاظ روحي.

اليوغا الكونديني:
تجمع اليوغا الكونديني بين السيطرة على التنفس والوضعيات والترتيل لإيقاظ الطاقة الروحية الكامنة (الكونديليني) في قاع العمود الفقري، مما يؤدي إلى حالات أعلى من الوعي.

نصائح عملية

اختيار التقنية المناسبة:
ينصح أوشو باستكشاف تقنيات مختلفة للعثور على تلك التي تتناسب أكثر مع طبيعة الفرد واحتياجاته الروحية، من المهم أن نقترب من كل طريقة بعقل مفتوح وجهد صادق.

الاستمرارية والصبر:
يشدد على أهمية الممارسة المنتظمة والصبر، فوائد التأمل غالبًا ما تتجلى تدريجيًا، مما يتطلب جهدًا منتظمًا وتفانٍ.

دمجها في الحياة اليومية:
يشجع أوشو على دمج ممارسات التأمل في الحياة اليومية، يساعد التأمل المنتظم في الحفاظ على السلام الداخلي والوضوح والوعي الروحي في ظل الأنشطة اليومية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى