كيف أتخلص من ذكريات الماضي الأليم والبائس ؟ | نسيان الماضي
جميعنا نمر من مواقف أليمة تجعلنا نحزن ونبتأس ، والكثير منا يفقد أقرب الناس له كوالديه أو شريك الحياة فيسقط في متاهة الذكريات الأليمة ، اعلم جيدا أني أعلم أن تجاوز ذكرياتك شيء صعب هو أمر قد أرقك ، لكن اعلم أن الماضي سينسى مع مرور الوقت مهما دام لأنه وبكل بساطة الحاضر يكبر والماضي يصغر هذه قاعدة خلقنا بها ، فالنسيان شيء فطري فقط هناك أشخاص يصعب عليهم النسيان بشكل عادي فيجعل ذلك من حياتهم تتدمر وتصبح جحيما بائسا ، ويعود ذلك بشكل رئيسي في طريقة تفاعلنا مع الذكريات ، فكلما تفاعلنا بشكل سلبي مع الذكريات تزداد قساوة ويزداد معها آلامنا العاطفي ، بل إن التفكير في الماضي الأليم يجعلنا نعيش تلك الذكريات من جديد ؛ خاصة وأن جسم الانسان يتفاعل مع خيالنا دون أن يستطيع التفريق بين العالم المادي وعالم الخيال .
فمثلا تجد شخصا يتذكر موقفا محرجا فيحمر وجهه وكأن الموقف يحدث معه من جديد ، فالدماغ يفرز هرمون الإكسوطوسين عندما نبدأ بتخيل أي شيء وهذا ما يجعلنا ندمن على الماضي الحزين ، ومن بين الأمور التي يجب أن تتجنبها لتنسى الماضي حاول أن تبتعد عن ماضيك ، مثلا تخلص من الصور التي تذكرك بذلك الماضي أو الملابس التي قد تذكرك في الشخص ، حاول أن تخفي كل الأشياء التي تذكرك بالماضي الأليم في مكان لن تراهم فيه بشكل يومي ، فالماضي الأليم كالسارق الذي يسرق سعادتك ويسرق حاضرك ومستقبلك ، فتخيل معي أن سارقا دخل بيتك فهل ستتركه دون أن تفعل أي شيء بتأكيد ستفعل شيئا ، إما ستتصل بالشرطة أو تقاومه أو تستدعي الجيران …. واعلم أن الماضي الحزين أيضا سارق ويجب أن تتخلص منه لأنه حاجز بينك وبين المستقبل والحاضر ، بالتأكيد فالماضي مجرد ذكريات أي أفكار وهمية ظلت عالقة في ذهنك ، إذا بمقدورك التخلص منها بالتوكل والثقة .
نصائح لنسيان الماضي الأليم
– أعط الوقت الكافي لنفسك لنسيان الماضي فالكثيرون يحاولون نسيان مآس في ساعات وربما أيام قليلة أو أسابيع ، وهذا يجعل دماغهم يركز على هذه الآلام ويتوقف عن العمل على نسيانه ، لكونه يعتبرها أشياء مهمة بالنسبة لك ، وهذا يعيق حركة نسيان المواقف ، مما يؤدي إلى عقد نفسية أو أمراض .
– حاول أن تخفف عن نفسك من خلال تفريغ الألم بالكلام والحديث مع أشخاص قد تعرفهم ويكونون موثوقين ، ومن الأحسن التحدث مع أشخاص لا تعرفهم كي تعبر بالطريقة التي تشاء دون أن تخاف على أسرارك أن تفشى ، وأضعف الايمان أكتب في ورقة كل الأشياء التي تتذكرها واحرق الورقة في النهاية ، أو تحدث أمام المرآة . لكني أنصبح بالتحدث مع شخص ما ، فالتحدث مع الناس سيتيح لك الفرصة لتسمع قصصا أسوء من قصتك بكثير أو مشابهة لحالتك وهذا يخفف عند ، لأنك لا تشعر أنك وحدك من في المحن .
– تجنب الفراغ وجد لنفسك انجازات وأهداف تحققها ، فهذا يجعلنا ننغمس في الحاضر ونفكر في المستقبل وينسينا في الماضي .
– كون ذكريات جميلة من خلال صنع واقع جديد ، حاول أن تسافر أن تستمتع بوقتك عش اللحظة فستموت في يوم من الأيام ، فاستغراق وقت طويل في تذكر الماضي لن يزيدك سوى ألما .
– حول تركيزك إلى الذكريات الجميلة التي حدثت في حياتك ، وحاول ما أمكن التوسع في هذه الذكريات لتسرد كل التفاصيل ، وهذه الطريقة تجعلك تنسى الماضي ، فالأشياء التي تركز عليها تزداد وتتضخم ، فعندما تفكر في الماضي الأليم فأنت تزيد من نسبة اعادة الأحداث المؤلمة .
– اجعل محيطك سندا لك في محنتك من خلال اخبارهم بما تشعر به ، فصمتنا عن اخبار أقرب الناس لنا بشعورنا يجعلهم يتعاملون على أساس أننا بخير .
– تجنب كل الأشياء التي ستذكرك في ماضيك .
– تسامح مع ماضيك من خلال مسامحة من تسبب في ألمك ، فالتمسك في الحقد يجعل ذاكرتنا تزداد ترسيخا للماضي المرتبط بذلك الحقد ، وهنا لا أعني بذلك أن تحب الشخص الذي تسبب في وجعك أو أن تتكلم معه ، هذا إذا كان حيا ، بل ما أعنيه أن تسامحه من داخلك .
– تذكر دائما أن هناك أشخاص عاشوا ماض أسوء من الذي عشته ، ورغم ذلك فهم يكملون حياتهم .
– اعلم دائما أن الله سند لك ويسمع لك في كل مكان وزمان ، واعلم أن الله كان يريد أن يحصل ما حصل لك لأنه أراد أن يزيل بلاء أسوء من الذي حدث .
– غير نضرتك لماضيك فعوض أن تراه شيئا بائسا ، أنظر لتلك الأحداث على أنها دروس من ذهب قدمت لك ، وأنه من اللازم أن تحدث فالحياة طبيعتها اعطاء الدروس عبر الألم .
– حدد بالضبط الذكريات التي تسبب لك الألم وحاول أن تفهم سبب هذا الألم ، وفي الغالب ستجد الكثير من المواقف التي اعتبرتها سيئة ستراها أنها أشياء ليست بذلك السوء . فالكثيرن يعتقدون أن كل ماضيهم سيء رغم أنه لا يوجد سوى مواقف هي السيئة .