السر وراء تلاعب الاعلام والشركات بعقول الناس

التأثيرات الصوتية والمرئية | تلاعب الاعلام

غالبا ما يستعمل الاعلام التأثيرات الصوتية والمرئية للتأثير في نظرة الناس ، فغالبا ما نرى أن الاعلام يكرر العديد من الجمل والعديد من المواضيع بشكل يومي لكي يؤثر على عقل المشاهدين ، ذلك نراه في الأخبار بشكل أولي ثم الجرائد ووسائل التواصل عبر الدباب الالكتروني . فمثلا عندما اشتد الصراع بين قطر والدول التي قامت بمحاصراتها ، رأينا كيف أن الاعلام نشر العداوة بين الشعوب ، رغم أن الشعوب لا ناقة لها ولا جمل في ذلك الصراع ، وقد استعمل الاعلام في ذلك الصراع تكرار الموضوع وفضح بعضهم البعض ، مما جعل الأمر يتداول بشكل يومي ودائم ، هذا خلق البلبلة في عقول الناس بين مؤيد لهذا ومعارض لذاك ، رغم أن الصراع ككل لا ينفع الشعوب بشكل واضح وما هو سوى تلاعب الاعلام بعقول الناس .

 كما يستعمل الاعلام العاطفة ويمهد لذكر الموضوع بجمل وعبارات وصور للتأثير في عقل المشاهد ، لكي ينصر أو يكره فئة معينة من الناس أو يغير نظرتك حول موضوع قد انتهى الغرض منه ، المهم من ذلك أن يقوم الاعلام بالسيطرة على عقلك والسيطرة على أفكارك بما يتماشى مع الشركات أو مع الأغراض السياسية التي لن تستفيد منها أي شيء . وبهذا يتقبل الناس أفكارا ويخلقون عداوة مع فئة لم تفعل لهم أي شيء ، ولن يستفيدوا من ذلك الصراع بل بالعكس سيكرهون والكراهية في حد ذاتها تؤثر على نفسية المتلقي .

الخيار التلقائي

وهي الخيارات التي تقدمها لك بعض الشركات بشكل تلقائي ، فعندما تريد أن تشتري مثلا سيارة يعرض عليك تلقائيا سيارة مكتملة الخصائص رغم أنك قد لا تحتاج إلى بعض تلك الخصائص وقد لا تستعمله ، كما أن سيارة ستعمل من دونها ، هي فقط أشياء اضافية قد يحتاجه القلة فقط ، كما أنه يكون بإمكانك أن تغير الخيار التلقائي إذا أردت ذلك من خلال تغيره بشكل يدوي ، واختيار الخيار الثاني والذي يكون أرخص وفيه الخصائص المهمة فقط .

فقد أجريت العديد من التجارب في هذا الخصوص أكدت أن الخيارات التلقائية تكون أكثر استجابة من الخيارات التي يحتاج فيها المتلقي إلى تغير الخيار التلقائي ، فمثلا في ولاية بنسلفينيا تقوم شركات التأمين بوضع الخيار التلقائي هو الأغلى . أما ولاية نيوجرسي تضع الخيار التلقائي هو الأرخص ؛ وقد أكدت دراسة أجريت أن الفرق بين الولايتين من ناحية ربح شركات التأمين قد وصل الفرق بينهم إلى 2 مليار دولار ، حيث أن الناس توافق على الشروط دون أن تهتم أنها تقدم نفسها إلى الخيار الأغلى والذي قد لا تحتاج إلى المزايا الموجزد فيه .

التلاعب بالأرقام

فغالبا ما يتأثر الناس بالأثمنة عندما يحاولون شراء أي شيء ، والخدعة التي استعملها المروجون للمنتجات أنهم بدأوا بوضع لائحة يوجد عليها رقم مشطوب عليه في الأعلى ويكون غاليا بالمقارنة مع الرقم الموضوع بالأسفل ، وذلك لكي يوهموا الناس أنه تخفيض لن يدوم أو أن المنتوج قد خفض ، رغم أن التخفيض قد يكون عبارة عن سنتات قليلة ، ويستعمل الاعلام أيضا الأرقام للترويج لقضية سياسية ، كذكر مليارات الدولارات التي أنفقتها الحكومة في خدمة الشعب على سبيل المثال ، وهذه الأرقام قد تكون مبالغ فيها أو أن مستوى المعيشة أغلى مما أنفقته الحكومة . أو يستعمل لإعلام أرقاما مبالغ فيها في عدد قتلى العدو على سبيل المثال ، وتستعمل الأرقام أيضا في العديد من الأماكن الأخرى لذلك على المتلقي أن يفكر بشكل بطئ نسبيا ليستوعب المعلومة ، ليستطيع تصديق أو تكذيب الخبر ، أو شراء المنتج أو عدم شرائه .

الأسماء التجارية

في الكثير من الأحيان عندما نريد التسوق غالبا ما نميل إلى شراء أو السيارات أو الهواتف …. الملابس ذات العلامة التجارية العالمية رغم أنه قد تكون هناك منتوجات ليست لها علامة تجارية معروفة وتقدم منتوجا مشابها أو أفضل وبثمن أقل ، لكن لا نتجرأ على شرائها . وأكدت احدى الدراسات أن الأسماء التجارية تلعب دورا مهما في اقتناء المنتوج ، فقد قامت بعض الشركات بانتاج أدوية مشابهة في مفعولها لأدوية معروفة ، لكن اسمها التجاري عبارة عن اسم المادة الكميائية المستعملة في الدواء ، وقد قامت هذه الشركات بتشجيع الأطباء على عرض هذه الأدوية للمرضى ، خاصة وأنها بنفس الجودة ، لكن كانت نسبة اقتناء هذه الأدوية قليلة جدا . لذلك لا تستغرب من انفاق بعض الشركات المليارات للترويج لعلامتها التجارية .

استغلال المواقف

دائما ما تستغل الحكومات والشركات المواقف لتظهر أنها تهتم بك ، فقد استغلت شركات التدخين ثورة النساء للمطالبة بالمساوات سنة 1929م ، وجعلت من التدخين رمزا للنضال والحرية خاصة وأن أغلب المدخنين في ذلك الوقت كانوا اما بائعات هوى أو الرجال .

التخويف | تلاعب الاعلام

عندما تريد أي حكومة أو شركة الترويج لمنتوج أو لقضية معينة خاصة إذا كانت هذه القضية أو هذا المنتوج لا يمس المتلقي بشكل مباشر أو يمسه بسوء فقط ، تقوم الشركات والحكوما بتخويف هذا المواطن من عواقب عدم الامتثال أو اقتناء المنتوج ، وفي بعض الحالات تستغل الحكومة أو الشركة ثغرات وعيوب موجودة في منتوجات معينة فتقوم بفضح هذه العيوب ، أو تقومات الحكومات بفضح بعض الثغرات أو العيوب التي توجد في حزب أو نظام سياسي معين ، وتصورها للناس على كونها فضائح لا تغتفر والظهور على كونهم هم البديل الملائكي الذي لا يخطئ .

وضع الملهيات

من بين الطرق الشائعة في التلاعب بعقول الناس هو الهائهم عن الأولويات والرمي برؤسهم في مستنقع الملذات ، لذلك لا تستغرب من سماح الحكومات أو انتاج بعض الدول لأفلام يسودها العنف والجنس … والغرض من ذلك هو وضع الشعوب في حالة نشوة داخل الملهيات ، ولا ننسى أن الحكومات دائما ما تقوم بصنع عدو وهمي لتظل الشعوب متنازعة مع شعوب أخرى ، رغم أن عدوها الحقيقي يشاهدهم من بعيد ويستفيد من صراعهم وإلتهائهم .

استعمال الاحصائيات

تستعمل الاحصائيات لتغير رأي أي شخص في موضوع معين ، حيث نسمع الشركات تستعمل عدد مبيعاتها في الترويج لمنتجها ، أو تستعمل النسبة في تغير رأيك في المنتوج ، ونعطي مثالا على ذلك بعض الشركات تروج لكون منتوجها يستطيع بحوالي 99% القضاء على الجراثيم ، أو أن منتوجها يقضي على أوساخ الملابس بشكل كبير ويقوم بإعادة تبيض الملابس البيضاء كما كانت أول مرة تشتريها ، أو تستعمل جملا كوزارة الصحة مثلا أو وزارة النقل توصي بهذا المنتوج لأنه صالح بحوالي 100% وغيرها الكثير ، أو تستعمل الحكومة الإحصائيات لصالحها كذكرها القضاء على البطالة بحوالي 50% مثلا أو خلقها لمناصب شغل تقدر بنسبة معينة …. . لكن إذا خمنت وتفكرت بشكل واقعي سوف تكتشف صحت الأمر ، هل الموضوع واقعي ؟ وهل المنتوج جيد حقا ؟ أو أنه بروباغندا فقط .

تلاعب الاعلام بالتعاطف

غالبا ما تستعمل الشركات المشاهير للترويج لمنتوجاتها ، وذلك بسبب الشهرة والصورة الجميلة التي يكتسبها هذا الشخص ، أو يستغل الحب الذي يشعر به الناس حيال الشخص فيتأثرون به ، وغالبا ما ينجح المنتوج في اكتساب قفزة في المبيعات بسبب ذلك ، وقد يستعمل رجال الدين للترويج لقضايا سياسية على سبيل المثال ، ويمكن استغلال عاطفة الناس الوطنية لتحقيق أرباح سياسية أو مادية وغيرها الكثير ، لكن على الشخص أن يدرك هذه الأمور وأن يبدأ بتغير نمطه في حيازة المعلومة ، ولا يجب أن يكون الشخص متعصبا في حمله لأي معلومة أو خبر ، بل عليه أن يرى الأدلة ومن يمتلك أدلة قاطعة ، عوض امساك أفكار ومعتقدات لا طائل منها سوى تعاطف اكتسبه من رجل دين أو المشاهير أو من المجتمع الذي يعيش فيه ، لا تدع أحدا يتلاعب بعواطفك ومشاعرك لمصالح هو الرابح منها .

وفي خلاصة الأمر فلابد وأن يؤثر عليك تلاعب الاعلام لأن ذلك يحدث بشكل لا ارادي ، لكن على الأقل يجب أن يكون لك وعي كبير بهذه الحقيقة لكي تتجنب حدوثها ما أمكن . يمكنكم العودة إلى المقالة الموجودة في موقعنا عن البروباغندا وتأثيراتها في تشويه الحقائق لكي تكتسب وعيا أكبر حيال الموضوع .

هل عرفتم لماذا لا توجد البرامج الثقافية الواعية؟

لأننا لا نريد  أن نعلوا إلى هذه المستويات ، إن من سخرية القدر أن الإنسان بدأ حياته عاريا في الكهوف والغابات ، غير أن دورة الحياة انتهت به عاريا في العالم الافتراضي في عصر التقنية أصبح الناس مغرمين بالقبح والابتذال رغم كرههم له في الواقع الحقيقي ، والخطورة تكمن في أننا لا ندرك ما نحن فيه من حالة يرثى لها من موجات الفساد والإفساد والغزو الثقافي وتشابه الشخصيات ؛ يؤكد الفيلسوف آلان دون أن السبيل للإطاحة بنظام التفاهة لا يمكن أن يتم إلا بطريقة جماعية ، وهو ما سماه بالقطيع الجماعية بما يتقاطع .

 ابحث عن الضوء في نهاية هذا النفق المظلم وحاول أن تحرك الساكن من الأفكار الجامدة ، واعلم أن عقلك هو قدس الأقداس فلا تسمح لأي فكر أن يدخله ما لم تطهره بنار الشك ؛ محاربة صناعة التفاهة مسؤوليتك مثلما هي مسؤولية كل إنسان عاقل وكما قال غاندي كن أنت التغيير الذي تريد أن تراه في العالم كله .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى