أهم 10 نصائح لمعرفة الذات | وما هي أهمية الوعي الذاتي ؟
من أنا؟ الإجابة عن هذا السؤال معقدة جدا وتعمل بالتوازي مع الجواب وكلما اقتربوا أكثر وأكثر من بعض ، أصبح السؤال هو الجواب ، والجواب هو السؤال ، وتحتاج إلى الكثير من البحث الصادق والمجرد وإلى كل شيء قادر أن يلهمك لاكتشاف طبيعتك الحقيقية بعيدا عن اسمك وهويتك وحتى أبعد من تفكيرك ، قيل لنا من نحن عبر المجتمع والثقافة وأنه لك شخصية ذاتية ، ولكنها هذه ليست إلا قناع ، كارل يونغ يعتبر أن هذه الشخصية غير حقيقية وهي مجرد تسوية بين الفرد والمجتمع حول ما يجب أن يبدو عليه الشخص كشخصية ، فمعرفة الذات هي بداية كل شيء ناجح .
كلنا جئنا إلى هذا العالم بدون وعي ذاتي ، والشخص الذي ينشأ ويكبر في هذا العالم هو عبارة عن قناع ألبس فوق الوعي الخاص به ، هناك جوانب من الذات انت واعي لها ولكن اللاوعي والتوصيلات القديمة في الدماغ أو مخاوفنا الوجودية الأولية هي التي تقود المركبة التي نحن فيها ، الفرد المتيقظ لهذه المسألة واعي من خلال الثقوب الموجودة في هذا القناع الذي ألبسنا اياه المجتمع ، لكن الشخص لن يقدر على خلع قناعه وسيظل يلعب الأدوار نفسها ، ولكن من خلال هذا الضوء والثقوب البسيطة ، ومن خلال إدراكه بأنكهمرتدي هذا القناع ، هناك أشياء عظيمة يمكن أن يحققها لنفسه وللمجتمع ، سيصبح لديك لمحة عن من انت قبل أفكارك قبل مشاعرك ، ستصبح لك معرفة على ما يحدث هنا وتعرف المشاكل في ذهنك ؛ ستتعرف على كل من يسيطر على عقلك .
هناك التواقين للمال والسلطة والجنس والحميمية والمكانة الاجتماعية ورغبات لا حصر ولا يمكن إشباعها ، ننفق وقتنا وطاقاتنا في السجن الذي نحن فيه ونطور من أقنعتها ، إذا العقل حاول أن يغير العالم الخارجي فسيطابق عالمه الداخلي ، هذا مثل شخص يحاول أن يغير صورته في المرآة من خلال التلاعب بالإنعكاس وهذا وهم ، الأصل هو أن تغير الصورة الأصلية لا الانعكاس وهذا يحدث فقط عندما تراقب ذاتك المكيفة وسعيها اللانهائي وتتخلص منها.
نصائح لمعرفة الذات
– لاحظ صفاتك وانفعالاتك والأمور التي تكررها والتي يتكرر حديث الناس بها عنك ، فلا تستهن بملاحظات الناس الذين يحبونك ، فهذه الملاحظة التي ستقوم بها أو سيخبرك بها أقرب الناس لك ستساعدك على معرفة الكثير من صفاتك القابعة وذلك لأن الانفعالات هي نتاج لذات في الداخل .
– استعد ذكريات طفولتك أو بالأحرى استعد طفلك وانظر لأمنياتك الطفولية والأمور التي كنت تود القيام بها لكنك لم تكن تستطيع لكونك كنت طفلا .
– اهتم بنفسك وحياتك وشؤونك الداخلية ولا تدع نفسك منشغلا بالعالم الخارجي فقط وحياة الناس .
– اعترف بطبيعتك وسماتك الداخلية السيئة كالحسد والحقد والكراهية ، فنكرانها يجعلك لا تصلحها بل ولا تدركها .
– حاول أن تفهم مشاعرك وعاداتك السلبية وعدم الأمان حيال أشياء يراها غيرك عادية أو جيدة والعكس أيضا تراها أنت جيدة ويراها غيرك سيئة .
– دائما عبر عن وجهة نظرك عن أي موضوع يقابلك ، وليس بالضرورة أن تعبر به لغيرك يمكنك أن تحدث نفسك فقط ، وتناقش الأمر وتأكد على نفسك هل وجهة نظرك هي حقيقية أم مصطنعة فقط . فالكثير منا ليست له وجها نظر خاصة بهم وهذا يبقيهم جاهلين بذواتهم .
– أعط لنفسك وقتا للتفرغ مع الذات والبقاء لوحدك للتأمل في نفسك وشخصك .
– اطرح تساؤلات وجودية ( اسأل نفسك عن لماذا أنت حي ما هو هدفك الحياتي ورغبتك الجوهرية ؟ … ) .
– اختبر توقعاتك عن نفسك فعندما تواجهك المصاعب في الحياة هنا تظهر فرصتك الكبرى لكي تختبر نفسك وقدراتك وهي فرصة مهمة لتلاحظ وتقييم قدراتك وتكتشف كمية طاقتك التحملية .
– لاحظ أثناء قراءتك للكتب أو مشاهدتك للأفلام الأفكار أو الشخصيات التي تمثلك في الحياة الواقعية فقد تلاحظ من خلال هذا أشياء لا تلاحظها في نفسك في حياتك اليومية وليس بالضرورة أن تكون الشخصية الممثلة في الرواية أو الفلم مطابقة لك مئة في المئة .
ما هي أهمية الوعي الذاتي
الوعي الذاتي هو القدرة على معرفة الأمور الدقيقة في النفس وتكمن أهميته في التخلص من التيه والضياع اثر عدم معرفة ما تريده وما تحتاجه حياتك بل وما هي أهدافك الجوهرية في الوجود ، ، تصور معي أنك تمتع بإضاءة في الليل لكنك لا تعرف مصدره ، فإذا هذا الضوء ستوجهك مشكلة انقطاعه لكنك لن تكون قادرا على اصلاح المشكلة لكونك لا تعرف مصدر الضوء ، فهكذا هو الوعي بالذات فهو الطريق الذي سيقودك إلى معرفة مشاكلك لكي تتاح لك الفرصة لحلها .
ان معرفة الذات تقودنا إلى تكسير طابع الانحياز لأيديولوجية معينة أو فكرة هذا جيد وذاك سيء ، فهو الطريق إلى إصلاح الذات واتخاذ القرارات المهمة ؛ بل أكثر من ذلك فمعرفة الذات تجعلنا قادرين على ادراك مشاكلنا وحقيقة حالنا ، ويساعدنا الوعي الذاتي في تقييم أنفسنا لكي نعرف نقاط ضعفنا ونقاط قوتنا ، كما تكون لك القدرة على معرفة صفاتك الحميدة واصلاح الصفات السيئة ، لندرك في النهاية أن انفعالاتنا هي تمثيل لصفاتنا الداخلية .