كتاب الأمير | نيكولو مكيافيلي
إذا أردت أن تعرف الجانب المظلم من الانسان ، إذا أردت أن تعرف الخيانة والخداع ، إذا أردت أن تتعلم التاريخ الصحيح ، فعليك أن تقرأ كتاب الأمير ، كتاب الأمير يلقى الكثير من النقد من طرف الناس ، لكنه كتاب يذكر حقيقة السياسة التي يستعين بها الحكام ، وما يؤكد هذا هو أن التاريخ يعيد نفسه ، فالتاريخ لم يتغير كثيرا ؛ فقد منع الكتاب من التداول لمدة طويلة بمنع من الكنيسة ، مخافة أن يعرف عامة الناس حقيقة الخداع الذي كانوا يدعون به الناس .
مراجعة شاملة لكتاب الأمير
– قد يكون الحكم جمهوريا أو حكما ملكيا أو عبارة عن امارة ، فالحكم الملكي يمكن القضاء عليه إذا أبيدت الأسرة المالكة بالكامل ، وقد أعطى مثالا بالدولة العثمانية . كما قد يستعين الحاكم اما بالوزراء وهذا النوع من الحكم يصعب اسقاطه . لكن يسهل ازالته بالكامل ، أو قد يستعين الحاكم بالنبلاء لإدارة الدولة ، وهذا النوع من الحكم يسهل اسقاطه ، لكن يصعب ازالته . لأن النبلاء سيفعلون أي شيء للحفاظ على ممتلكاتهم .
– الدولة القائمة على الحرية يجب تكسيرها ، لكي يستطيع الحاكم السيطرة عليها .
– يجب على الحاكم أن يواجه المعارضين بكل ما يملك من قوة ، وبدون رحمة .
– اذا احتل الأمير منطقة جديدة لا يجب إلزام مواطنيها على ثقافته بسرعة ، بل يجب عليه اعطائهم بعض الحرية ، ونقل مواطني من بني جلدته للمنطقة .
– يجب على الحاكم أن يكتسب احترام رعيته ، وأن يخافوا منه في نفس الوقت .
– لا يجب على الأمير أن يثق في المرتزقة ، لأنهم يتبعون من يدفع لهم أكثر ، كما يجب عليه أن يبني جيشه ويكتسب ولائهم له وحده .
– يجب على الأمير أن يكون دارسا للتاريخ ودارسا للفنون الحربية . كما وجب عليه ضمان ولاء شعبه له .
– على الأمير أن يشيع أنه متسامح من أنصاره ، وشديد العقاب على معارضيه ، كما وجب عليه معرفة تضاريس بلاده .
– يجب على الأمير أن يكون مهابا ، كما عليه أن يكون له رأي واحد وليس متقلب الآراء .
– وجب على الأمير أن يكون واقعيا في قراراته .
– من الأفضل للأمير أن يكون بخيلا على أن يكون كريما .
– على الأمير أن يكافئ موالوه ليبقوا مخلصين له ، ولا يجب عليه اعطاء المناصب العليا للمتملقين حتى لا يخونوه .
– يجب على الأمير أن يعرف بالفضيلة وأن يخفي الشرور التي يقوم بها ، كما يجب عليه الحذر كي يبقى في السلطة .
– يجب على الأمير أن يكون قويا كالأسد ، وأن يكون ماكرا كالثعلب .
– يسهل على الأمير السيطرة على الأقاليم التي لها نفس اللغة ونفس الجنسية .
– على الأمير أن يكون طيبا وشريرا ، وأن يحسن متى يعمل بهذا ومتى سيستعمل ذاك .
– وجب على الأمير أن يتعلم الكذب ، كي يعطي للشعب وعودا كاذبة دون تطبيقها .
– فعلى الأمير اما أن يسحق شعبه ، أو يتعامل معهم برفق ، لكي يخافوه ولا يفكروا في الانتقام .
– يجب على الأمير اعطاء الأوامر الصعبة لغيره ، ويحتفظ لنفسه بالمهام السهلة .
– كما ذكر الكتاب أن الدين مجرد أداة سياسة لا أكثر ، الغاية تبرر الوسيلة .
أهم الشخصيات التي قرأة كتاب الأمير
- هتلر .
- محمد علي باشا ، يذكر أنه قرء الكتاب سبع عشرة مرة .
- نابليون بونابارت .
- لويس الرابع عشر .
- كما يقال أن كل الملوك والأمراء البارزين ، قرئوا الكتاب .
الكاتب نيكولو مكيافيلي
ولد نيكولو مكيافيلي في فلورنسا في 3 من مايو سنة 1469م ، حيث كان نيكولو ينحدر من طبقة النبلاء ، تلقى مكيافيلي دراسة عادية ولم يكن متفوقا ، حيث درس اللاتينية والعلوم الانسانية . تأثر خلالها مكيافيلي بالفيلسوف سافونا رولا في بادئ حياته . كما شارك ميكيا فيلي في الحياة السياسية في فلورنسا ، التي كانت تشكوا من حكم استبدادي تحت قيادة عائلة مديتشي حينها ، كان أبوه محاميا مشهورا ، حيث كانت عائلة مكيافيلي ضد الحكم الدكتاتوري أنذاك ، داعين إلى اقامة جمهورية .
وفي سنة 1494 سقط حكم مديشي بعد ثورة شعبية ، حيث أقام \”سافونا رولا\” دولة دينية ، لكن ما لبث الوقت حتى انهار حكم رولا وأعدم سنة 1498 ، وبعد أربع سنوات أنتخب مكيافيلي سكرتيرا للمستشارة الثانية لجمهورية فلورنسا . لكن بعد ثلاثة عشر سنة تعرضت فلورنسا للتهديد بالغزو من طرف فرنسا للمرة الثانية ، مما جعل أهل فلورنسا يستدعون عائلة مديشي التي كانت تقيم دولة استبدادية فيما قبل ، وهنا عارض مكيافيلي الأمر وقام بمواجهة عائلة مديشي عسكريا . لكنه في النهاية خسر الحرب ، فتعرض مكيافلي للتعذيب والسجن من طرف عائلة مديشي متهما بالتآمر ضدها .
بعدها بسنوات خرج مكيافيلي وتوجه للريف للعيش هناك في عزلة ، وهنا لمع نجم مكيافيلي حيث كتب العديد من الكتب ، وعلى رأسها كتاب الأمير ، إلا أن السلطة في روما قامت بمنع الكتاب من التداول وقامت بإحراق العديد من النسخ ، كي لا يطلع الناس على كيفية تعامل الحكام والسياسيين مع الناس بحكمهم الاستبدادي ، لكن لمع نجم الكتاب من جديد في القرن الثامن عشر بعد قيام الثورة الفرنسية . وتوفي مكيافيلي سنة 1527م .
النقد
تعرض مكيافلي للعديد من الانتقدات على كتابه الأمير ، بحيث أن الكنيسة منعته من التداول لسنوات ، ولكن الكتاب لقى النور بعدما سقطت سطوت الكنيسة ، أو بالأحرى انخفضت شعبية وقوة الكنيسة ، كما ساهم الكثير من الأشخاص في انتشار الكتاب بسرعة ، لكونه يضم الجانب الحقيقي والعملي في مجال السياسة ، وخاصة السياسة الاستبدادية ، أو السياسة الاستعمارية ، التي قد لا تكون بشكل مباشر ، وقد لقى الكتاب تسمية الشيطان من طرف الكنيسة فقط لتشويه صورته ، كي لا يلقى اهتماما كبيرا من طرف الناس ، لكن العكس ما جرى .