موجز في التاريخ القديم وطرق استحضاره
التاريخ القديم
اتفق المؤرخون على تقسيم التاريخ القديم إلى قسمين ما قبل التاريخ والعصور التاريخية ، وهذا التقسيم يستند على ظهور الكتابة فما قبل ظهور الكتابة أي 3500 ق.م يسمى بما قبل التاريخ أو التاريخ الحجري وهو الأخر يقسم إلى قسمين التاريخ الحجري القديم والتاريخ الحجري الحديث وبعد ظهور الكتابة يسمى العصور التاريخية ، ويتم تفصيل هذه الحقب عبر الأثار والوثائق التي يعثر عليها وتبقى البقايا البشرية واحدة من أهم هذه الوثائق ، حيث يعتمد على تقنية الكربون لمعرفة الزمن الذي عاصرته الوثيقة ، وما معروف أن التاريخ البشري يبدأ منذ أزيد من مليون سنة من الحاضر حيث بدأت رقعة الجليد تتقلص ، خاصة في افريقيا والمناطق الدافئة في العالم ، وقد شهدت شمال إفريقيا في هذه الفترة تساقطات مطرية غزيرة أسفرت عن وجود مياه صالحة للشرب و غابات توجد فيها ثمار صالحة للأكل .
تقسيم التاريخ الحجري أو عصور ما قبل التاريخ
يقسم عصر ما قبل التاريخ إلى قسمين العصر الحجري القديم والعصر الحجري الحديث . حيث أن فترة ما قبل التاريخ تقسم إلى ثلاثة حقب :
التاريخ الحجري القديم الأسفل : ويمتد من حوالي 2 مليون سنة من الحاضر عرفت هذه الفترة انتشار الانسان القائم ، والذي اعتمد في حصوله على الأكل على الالتقاط والصيد وقد اعتمد على حجر الصوان الخشن في عملية الصيد واشعال النار عبر حكها وتقطيع اللحم بحجارة المشذبة .
لتاريخ الحجري القديم الأوسط : ويمتد من حوالي 200 ألف سنة من الآن عرفت هذه الفترة ظهور الانسان العاقل كما استطاع الانسان تدجين النار واستعملها في التدفئة وطهي الطعام وصقل المعادن ….
التاريخ الحجري الأعلى : وتمد هذه الحقبة منذ حوالي 25 ألف سنة من الحاضر ساد فيها الانسان العاقل وتطورت البنية الاجتماعية والسياسية حديثة النشوء كما ظهرت العديد من الأديان القديمة وطقوس الدفن وأدوات التزين ….
العصر الحجري الحديث | التاريخ القديم
ويختلف تأطير هذه الحقبة من مكان لأخر حيث أن منطقة الشرق الأدنى والهلال الخصيب يؤطرونها منذ حوالي 10 سنة من الحاضر في حين أن منطقة شمال افريقيا يؤطرونها في حوالي القرن 8 و7 أي بعد قدون الفنيقين إلى شمال افريقيا وامتدت إلى ظهور الكتابة في سنة 3500 ق.م ، شهدت هذه الحقبة تحولات كبيرة حيث بدأ الانسان بالاستقرار داخل القرى كما لم يعد يعتمد بشكل رئيسي على الصيد والالتقاط بل بدأ بزراعة أكله وتربية المواشي مما أتاح له صناعة الملابس من خلال جلودها ، كما بدأ الانسان يوثق التاريخ بشكل غير مباشر من خلال الزخارف والقوش على الجدران والحجارة ، كما هو موجود في الأهرامات والنقوش في الكهوف والصخور ، فقد وجدت العديد من النقوش في الأطلس قرب الصحراء في المغرب والجزائر …
العصور التاريخية
وكما هو حال التاريخ الحجري الحديث فإن العصور التاريخية هي الأخرى يتم تحقيبها بشكل مختلف من منطقة لأخرى ، حيث أن الأوروبيين يغطونها من ظهور الكتابة سنة 3500 ق.م إلى 476 م اثر سقوط الامبراطورية الرومانية وأما الشرق الأوسط فإنهم يسقطونها منذ حوالي 4000 سنة ق.م إلى 622 م اثر هجرة النبي صلى الله عليه وسلم إلى المدينة ، وأما شمال افريقيا فإنهم يمثلون هذه الحقبة منذ حوالي 3500 ق.م إلى دخول الاسلام إلى شمال إفريقيا .
طريقة استحضار التاريخ
وعلى العموم فإن عملية التحقيب ما هي سوى اسقاطات تلمس التطور البشري منذ العصور الغابرة إلى حدود التاريخ الحديث والمعاصر ، إلا أنه مازلنا نرى ونعايش العديد من القبائل في جنوب الصحراء الكبرى كبعض القبائل في تنزانيا وكينية وبوركينافاسوا وفي الهند وأمريكا الجنوبية ما تزال هناك قبائل تعتمد على النمط البدائي في حياتها .
يعتمد المؤرخون في استحضار المادة التاريخية على ثلاثة معايير وذلك لدراسة سيرة ذاتية أو حضارة قديمة أو شخصية بارزة وهي كالتالي
الوثائق الأصلية : وهي المواد الأولية التي يعتمد عليها المؤرخ قد تكون عبارة عن نقوش الجران أو الصخور أو كتابات لمعاصري تلك الحقبة أو القريبة من تلك الحقبة والتي قد تكون عبارة عن خطابات شخصية أو مذكرات وقد تكون عبارة عن تماثيل أو بنايات أو نقوش القبور ….
المصادر : وهي المادة التاريخية التي تستمد مصداقيتها من المادة الأولية ، وقد تكون عبارة عن كتابات قديمة ككتابات هيرودوت والكتابات في التي كتبت في الفترة الاسلامية ككتابات البكري … وقد تكون عبارة عن حوليات أو تراجم أو الكتب الأدبية القديمة ….
المراجع : وهي الكتابات التي كتبت في الفترة الحديثة أو المعاصرة وتكون عبارة عن رسائل جامعية أو مقالات علمية أو كتب كتبها أصحابها في الفترة المعاصرة ….