هنري فورد الأمريكي الذي دعم هتلر | عبقري السيارات
ولد هنري فورد في يوم ثلاثين يونيو من عام 1863 في مقاطعة وين في ولاية ميشيغان الأمريكية ،عاش طفولته في مزرعة عائلته في مقاطعة وين بالقرب من ديربورن في ولاية ميشيغان ، وعندما بلغ 13 عاما من عمره قدم له والده ساعة جيب ، فبدأ الصبي الفضولي بتفكيكها وإعادة تجميعها على الفور ، وبسبب عدم رضاه عن العمل في المزرعة غادر هنري في سن 16 من أجل أن يتلقى التدريب المهني ليصبح ميكانيكي في شركة لبناء السفن في ديترويت وهي مدينة في ولاية ميشيغان ، وفي السنوات التالية تعلم هنري كيفية تشغيل وصيانة المحركات البخارية، ودرس كذلك عملية تسجيل كل المعاملات المالية بشكل مفصل ويومي لشركة أو شخص ما.
زواج فورد
في عام 1888 تزوج هنري فورد كلارا براينت وأصبح للزوجين ابن.
بداية صعود هنري فورد
في عام 1890 عين فورد كمهندس في شركة ديترويت إديسون ، وفي عام 1893 تمت ترقيته إلى كبير المهندسين بفضل مهاراته ، طوال الوقت وضع فورد خططه لما يسمى ال هورس كريج ، وهو الاسم المبكر للسيارة ، في عام 1892 صمم هنري فورد أول العربات التي تعمل بالبنزين ، وكان لها محرك رباعي الاسطوانات ، بعد ذلك بحوالي سنتين أي في 1894 بنى سيارته النموذجية الأولى فورد كواد رويس كولا ، وفي نفس العام حضر اجتماعا للمدراء التنفيذيين وقابل توماس إديسون وقدم له خطته للسيارات ، وقد شجعه اديسون على بناء نموذج ثان أفضل من النموذج الأول.
أما أفضل وأهم اختراعات وإنجازات هنري فورد فهي انشاء شركة فورد ، وبحلول عام 1898 حصل فورد على أول براءة اختراع عن الكربون ستار ، وفي عام 1899 استطاع تطوير النموذج الثالث من سيارة شركة إديسون للإضاءة وذلك من خلال الأموال التي جمعها من المستثمرين ، وبعد عدة تجارب على بناء السيارات أنتج فورد وشركته نموذج سيارات دي في عام 1903 .
فورد عملاق السيارات
في سنة 1908 أنتجت الشركة نوع جديد من السيارات اسمه سيارة فورد موديل تي واستمرت في إنتاجها حتى عام 1927 ، وهي أول سيارة تكون في متناول معظم الأميركيين ، كانت هذه السيارة معروفة بمكانتها وبراعتها ، وهذا ما جعلها تحقق نجاحا تجاريا بسرعة وخلال عدة سنوات حققت شركة فورد مكاسب كبيرة ، فقد كانت سيارته سهلة القيادة ورخيصة الصيانة وخاصة بعد اختراع الشركة خط التجميع ، حيث كان حوالي نصف السيارات بأميركا من موديل تي في عام 1918 ، قدم هنري فورد وابنه سيارة أخرى ناجحة وهي موديل إي ، ونمت شركة فورد للسيارات بعد ذلك لتصبح شركة صناعية عملاقة.
ومن أهم إنجازات فورد الأخرى خط التجميع أي أن يقوم كل عامل بتصنيع جزء واحد فقط من المنتج ، وبعد الانتهاء من تصنيع كل الأجزاء يتم تجميعها مع بعضها لتشكيل المنتج النهائي.
طما حصل فورد على عضوية الشرف في قاعة الطيران الوطنية وعلى وسام إليوت كريستن وعلى جوائز أخرى ، باعت شركة فورد ملايين السيارات وأصبحت شركة رائدة مشهورة عالميا ، إلا أنها فقدت مع الوقت هيمنتها على السوق ، غير أن تأثيرها دائم على التطور التكنولوجي ، وينسب الفضل إليها في المساعدة في بناء الاقتصاد الأمريكي خلال السنوات المبكرة الضعيفة للبلاد.
فلسفة هنري فورد الفاشية وعمله الخيري
كان هنري من دعاة السلام وقد عارض قيام الحرب العالمية الأولى حتى أنه مول سفينة سلام إلى أوروبا ، وبعد الحرب العالمية الأولى في عام 1936 أسس فورد وعائلته مؤسسة فورد لتقديم منح للبحث والتعليم والتطوير بشكل مستمر ، لكن هنري فورد كان من المعادين للس 11امية على الرغم من ميوله للخير ، حتى أنه دعم صحيفة أسبوعية تسمى جيل بورن اندبندنت عززت اراءه المتعلقة بكراهيته ، إلا أن الصحيفة أغلقت في عام 1927 بسبب الدعاوى القضائية المتعلقة بالمواد المعادية للس 11امية التي كانت تنشرها . نشر فورد عددا من المنشورات المعادية للس 11امية أيضا ، بما في ذلك كتيبا عام 1921 بعنوان الي 8ودي الدولي أهم مشكلة في العالم ، وقد منح جائزة أوسكار أوف جيرمان إيغل من قبل أدولف هتلر في عام 1938 ، وهي أهم الجوائز التي منحها النازيون للأجانب.
متحف هنري فورد
كان هنري جامعا للقطع الثقافية الشعبية في الولايات المتحدة بالإضافة إلى أنه كان مهتما بشكل كبير بالابتكارات التكنولوجية وأيضا بحياة الناس العاديين ، ولذلك تم افتتاح متحف هنري فورد في ديربورن بولاية ميشيغان في عام 1933 ، الذي يعرض آلاف الأشياء التي جمعها فورد والعديد من الأشياء الإضافية الحديثة مثل الساعات وغيرها.
وفاة هنري فورد
بعدما توفي ابن هنري سنة 1946 قرر فورد أن يتولى منصب رئاسة الشركة ، وهذا المنصب كان قد أعطاه لابنه الذي مات متأثرا بمرض السرطان ، تولى هنري الرئاسة رغم أنه كان يقترب من سن 80 عاما ولم يكن وضعه الصحي يؤهله لرئاسة الشركة ، استمر هنري بإدارة الشركة حتى عام 1945 حيث تنازل عن الرئاسة لصالح حفيده الذي يحمل اسمه.
توفي فورد في عام 1947 بسبب نزيف دماغي في برلين في مزرعته في مدينة ديربورن عن عمر يناهز 83 عاما ؛ وأقيمت مراسم الجنازة في كنيسة القديس بولس في ديترويت ، ودفن في مقبرة فورد في نفس المدينة.
كان رجلا صناعيا أحدث ثورة في عالم السيارات ، فمن منا لم يسمع باسم هنري فورد عدة مرات على الأقل؟ في الحقيقة حتى الأشخاص الذين لا يهتمون بالسيارات سمعوا برائد الأعمال والمهندس والمخترع والكاتب والسياسي والصحفي والصناعي وناشط السلام هنري فورد.