فرانسيسكو فرانكو وطني أم ديكتاتور | ملخص تاريخ إسبانيا الحديث

 فرانسيسكو فرانكو ينتمي لأسرة خدمت لستة أجيال متتالية في البحرية الإسبانية من بدايات القرن 18 فهو ينتمي لعائلة هاموند ذات الأصول الأندلسية ، تقدم رجالها للعمل كضباط في الأسطول الإسباني فأبوه نيكولاس فرانكو كان ضابطا في فيلق الإدارة في البحرية الإسبانية في نهايات القرن التاسع عشر ، وهذا هو الوقت الذي أنجب فيه ابنه فرانسيسكو لكن نيكولاس كان رجل أناني وغريب الأطوار ، واتسمت علاقة بابنه بالفتور ، بينما أمه ماريا كانت امرأة محترمة ومتدينة على المذهب الكاثوليكي الروماني ، لذلك كان فرانسيسكو قريبا لها من والده الذي تركهم في أخر المطاف تابعا زلاته حيث غادر إلى مدريد ملتحقا بإحدى عشيقاته ، وفي ذلك الوقت كان عمر فرانسيسكو 14 عاما فقط ، ومن ذلك الوقت قطعت العلاقة بين الأب والإبن بشكل شبه كامل .

 فرانسيسكو فرانكو منذ طفولته كان شخصية جادة ومنضبطة ، وكان من المتوقع طبعا أن ينضم للأسطول الإسباني مثل أسلافه من عائلة فرانك ، لكن فيما يبدو أنه كان يريد أن يتخلص من إرث أبيه لذلك قرر الانضمام للأكاديمية الإسبانية للمشات وبالضبط في قسم مشفى التوليد في عمر 14 سنة يعني في نفس السنة التي تخلى والده فيها عن أمه ، والحقيقة أن اختيار الجيش كان اختيار منطقي أكتر لأن الأسطول الإسباني الرهيب وقتها لم يتبقى منه سوى الذكريات ، بعدما فقد معظم قوته في الحرب الإسبانية الأمريكية في سنة 1898م .

أقل ما يمكننا قوله أن اسبانيا قبل فرانكو شيء واسبانية بعده شيء أخر .

حالة اسبانيا مع ولادة فرانكو

تخرج فرانسيسكو فرانكو من أكاديمية المشاة سنة 1910م برتبة ملازم ثاني وكان عمره 17 سنة فقط ، ولكن إسبانيا في ذلك الوقت كانت تعيش أزمة مستمرة منذ قرنين من الزمن عكس ما عاشته في القرن السادس عشر من قوة العظمى الأولى في أوروبا والعالم ومستعمراتها في الأمريكتين ، خصوصا في المكسيك وبيرو حيث كانت البلاد تنتج الذهب والفضة بمئات لأطنان ، لكن في القرن السابع عشر دخلت الإمبراطورية الإسبانية في مرحلة اضمحلال وتراجعت عائداتها من مستعمراتها ، وفي القرن الثمانية عشر أصبحت إسبانيا قوة من الدرجة الثانية ذات اقتصاد متعثر ، إضافة إلى وقوع سياسات الإمبراطورية تحت سطوة الكنيسة الكاثوليكية الرومانية وتحت قيادة ملكية ضعيفة ، وفي مطلع القرن التاسع عشر بدأت حركات التحرر في أمريكا اللاتينية وأمريكا الوسطى في تقليص مستعمرات إسبانيا .

 وفي نفس الوقت دخلت إسبانيا في فلك فرنسا النابليونية ، وهذا فتح الباب لحركة إصلاحية قادها جيل جديد من السياسيين الإسبان بهدف إصلاح الاقتصاد وإصلاح المجتمع ، وهذه الحركة الإصلاحية أدت لوضع دستور جديد لإسبانيا سنة 1812م ، لكن التوتر استمر داخل البلاد وتزايد الصراع بين الإصلاحيين والمحافظين حتى بدأت الحرب الأهلية الإسبانية الأولى والتي عرفت باسم الحرب الكلية الأولى ، واستمرت من 1830م إلى 1840م وكان سببها المباشر هو النزاع على الأحقية بالعرش ، وحصلت حرب أهلية ثانية وثالثة في ذات القرن في أربعينيات وسبعينيات القرن 19 وهذا النزاع أدى لعملية الاستقطاب بين المحافظين والليبراليين يعني أن فرانكو عندما ولد كانت إسبانيا تشهد صراعات داخلي حوالي قرن من الزمان ، بين الليبراليين ذوي الميول اليسارية الذين يسعون للحد من سلطة الملكية والإرث والكنيسة الكاثوليكية وبين المحافظين اليمينيين الذين يريدون المحافظة على البنية التقليدية للمجتمع الإسباني ، هذه القوى السياسية دخلوا القرن العشرين وبينهم ما بينهم من نزاع وشد وجذب .

بداية الصعود للقمة

عندما تخرج فرانسيسكو فرانكو من أكاديمية مشافي توليد في 1910 ، كانت مشاكل إسبانيا العسكرية موجودة أو محصورة في شمال أفريقيا تحديدا المغرب والتي كانت آخر مستعمرات الإمبراطورية المتهالكة بعدما خسرت مستعمراتها في البحر الكاريبي والفلبين في أواخر القرن التاسع عشر ، فإسبانيا كان لها مستعمرات في المغرب لقرون وكبرت مصالحها في المنطقة ، بعدما وسعت مستعمرتها في الحرب الإسبانية المغربية سنة 1859 و 1860 ، وزاد توسعها ما بين 1893 و1909 بعد انتصاراتها على القبائل الأمازيغية في شمال المغرب ، وفي نوفمبر 1912 سيطرت إسبانيا على مساحة أكبر في المغرب بعد اتفاقية التقسيم التي اتفقت بها مع فرنسا ، والتي بموجبها حصلت اسبانيا على أراض على الساحل المغربي الشمالي وعلى أراض أخرى في الجنوب .

 وسيطرت فرنسا على الجزء الأغلى والأكثر ثراءا في وسط المغرب ، ورغم التوافق بينها وبين فرنسا ظلت إسبانيا مشغولة بنزاعها مع القبائل المغربية طوال العقد الثاني من القرن العشرين ، وهي المرحلة التي تطوع فيها فرانسيسكو فرانكو لتأدية خدمته في المغرب سنة ألف وتسعمائة واثني عشر ، وكان عمره وقتها تسعة عشر سنة فقط وبعد سنة واحدة من بداية خدمته ترقى فرانكو إلى رتبة ملازم أول في لواء من ألوية النخبة في المعسكرات المغربية ، عرف عن فرانسيسكو جديته وانضباطه ومهاراته القيادية رغم عمره الصغير ، إضافة إلى اهتمام بجنوده وحبهم له .

إصابة فرانكو وبداية الصعود

 وفي سنة ألف وتسعمائة وخمسة عشر رقي إلى رتبة نقيب ليصبح أصغر نقيب في الجيش الإسباني كله ، ولكن خلال أقل من سنة أصيب برصاصة في بطنه ، واضطر إلى الرجوع إلى إسبانيا وبقي فيها حتى إنشاء الفيلق الإسباني في الخارج الذي عين فرانكو نائبا لقائده ، وهذا السبب الذي أعاده مرة ثانية لشمال إفريقيا في مطلع عشرينيات القرن العشرين ، ولحسن طالعه اندلعت حرب جديدة بين الإسبان وبين قبائل الأمازيغ في جبال الريف المغربية ، وهي الحرب التي استمرت خمس سنين بين ألف وتسعمائة وواحد وعشرين و ألف وتسعمائة ستة وعشرين ، وخلال هذه الحرب رقي فرانكو إلى قيادة الفيلق تحديدا سنة ألف وتسعمائة وثلاثة وعشرين ، وأيضا في نفس السنة استدعي فرانكو إلى مدريد ليجتمع مع الملك الإسباني الفونسو الثالث عشر ، وهذا الاجتماع يؤشر على الشهرة التي حضي بها فرانكو خلال خدمته العسكرية في المغرب ، وهذا وقت كانت تتصاعد فيه قوة الجيش في السياسة الإسباني .

زواج فرانكو

 سنة 1926 تزوج فرانكو من مريدي الكر من بولو والتي أنجبت له بنته الوحيدة .

تصاعد قوة الجيش

الملك ألفونسو الثالث عشر اعترف في سبتمبر ألف وتسعمئة وثلاثة وعشرين بالإنقلاب الذي قام به الجنرال ميجيل بريمو دي ريفيرا الذي ترأس الحكومة الإسبانية بعدها لمدة سبع سنين تحت شعار الوطن الدين الملك ، وفي شمال أفريقيا كان فرانسيسكو فرانكو سبب رئيسيا في انتصار إسبانيا في حرب الريف ، وبقيت سمعته وشهرته عظيمة في بلده كبطل قومي ، وفي فبراير ألف وتسعمائة وستة وعشرين رقي إلى رتبة البريجادير جنرال وعمره ثلاثة وثلاثين سنة بما يجعله أصغر جنرال في أي جيش أوروبي ، وسنة ثمانية وعشرين عين مديرا للأكاديمية العسكرية العامة في مدينة سرقسطة .

الحرب الأهلية الإسبانية

 اشتعلت الحرب الأهلية الإسبانية بسبب حدث حصل سنة ألف وتسعمائة وثلاثة ، وهو إجبار رئيس الحكومة الشيوعي على الاستقالة من طرف الجنرال ميجيل بريمو ريفيرا  على وقع أزمة اقتصادية شديدة في إسبانيا ، ونظرا لغضب السكان الإسبان تجاه سياساته أجريت الانتخابات البلدية في إسبانيا وفاز فيها الجمهوريين بأكثر من أربعين في المئة من الأصوات مقابل حوالي خمسة وعشرين في المئة للملكية ، بعد يوم من الانتخابات وفي ليلة أربعة عشر أبريل ألف وتسعمائة وواحد وثلاثين غادر الملك ألفونسو الثالث عشر البلاد دون أن يتنازل عن العرش ، وفي نفس اليوم أعلن رسميا عن قيام الجمهورية الإسبانية وانتهاء عصر الملكية وبداية حقبة جديدة في إسبانيا.

 طبعا القيادة الجديدة ابتدأت تقوم بتغييرات كثيرة في السياسة والاقتصاد ، وتدخلت في أدوار الكنيسة والجيش الذين كانوا أدوات الملك في الحكم ، ولأن فرانكو كان من الملكيين وكان مرتبط بحكم ألفونسو الثالث عشر أزاح الجمهوريين من قيادة الأكاديمية الحربية في سرقسطة وحل الأكاديمية نفسها ، فظل في الظل في السنوات الأولى لا للجمهورية الإسبانية التي شهدت اضطرابات كثيرة من ضمنها محاولات انقلاب واضطرابات إقليمية وداخلية.

في سنة ألف وتسعمئة وثلاثة وثلاثين أجريت انتخابات وفاز فيها الاتحاد الإسباني لليميني المستقل ، وهذا كان معناه عودة فرانكو للمناصب القيادية وترقيته الى رتبة ميجر جنرال سنة 1934 ، وفي أكتوبر من نفس العام عين قائدا لعملية قمع انتفاضة عمال المناجم في إقليم أستوريا الذين كانوا معارضين لعودة المحافظين للسلطة ، بينما فرانكو نفسه كان يرى انها انتفاضة شيوعيين يريدون القضاء على الحضارة في اسبانيا ، وبناء على نجاحه في هذه العملية عين فرانكو رئيسا للأركان العامة للجيش الاسباني ، وبعد سلسلة من الفضائح في منتصف الثلاثينيات تم حل البرلمان ودعي الى انتخابات جديدة في فبراير ألف وتسعمائة وستة وثلاثين.

للتفصيل أكثر في مشاركة المغاربة في الحرب الأهلية الاسبانية اضغط هنا

الانقلاب اليميني وبداية الحرب

 بدأ اليمينيين فورا بعد حل البرلمان يدبرون للانقلاب والعناصر اليمينية المدبرة تواصلت مع فرانكو بصفته عسكري شريف وليس له اي ولاءات حزبية ، كان الجو مشتعل بالخلافات والإستقطابات بين الكتلة اليسارية من الشيوعيين والاشتراكيين المتعصبين للجمهورية وبين الكتلة اليمينية التي تضم الملكيين والمحافظين والكاثوليك المتشددين ، وهذه الكتلة التي كانت مستحوذة على القدر الأكبر من الولاء بين القيادات العليا في الجيش وفي الإدارات العسكرية في مستعمرات اسبانية في شمال افريقيا ، ورغم قوة التحالف اليميني ، اليساريين هم من فازوا في انتخابات ألف وتسعمائة وستة وثلاثين ، وسرعان ما عين مانويل قائد اليسار الجمهوري رئيسا لحكومة يسارية جديدة .

 وأول شيء قامت به الحكومة هي نفي فرانكو الى جزر الكناري وتعيين قائد عسكري هناك طبعا بغرض إبعاده عن اسبانيا ، وبعد أسابيع من الاتصالات وافق فرانكو على الانضمام لهم في مشروع الإطاحة بـ اليساريين من الحكم الاتفاق كان ان ثلاثة اشخاص هم من سيقودون الانقلاب الجنرال خوسي سان خورخي الذي كان منفي في البرتغال والذي سيكون الرئيس الرمزي للانقلاب و إيميليو مون بدال سيكون قائد العملية في اسبانيا نفسه ، والجنرال فرانسيسكو فرانكو سيقود تمرد الجيوش الاستعمارية الاسبانية في شمال افريقيا .

للتفصيل أكثر في مشاركة المغاربة في الحرب الأهلية الاسبانية اضغط هنا

بداية الحرب

 بدأت الحرب الأهلية يوم سبعة عشر يونيو الف وتسعمائة وستة وثلاثين ، قبل يوم من موعدها المقرر والمتفق عليه لأن الجيش الإسباني في المغرب تمرد مبكرا ، وفي اليوم التالي خرج فرانكو من جزر الكناري الى شمال افريقيا بينما كانت القوات المتمردة تسيطر على مساحات واسعة من اسبانيا ، وبنهاية يوليو كان الانقلابين الذي أطلقوا على أنفسهم اسم القوميين سيطروا على مستعمرات شمال افريقيا وعلى مدن سرقسطة وإشبيلية وقرطبة وبلد الوليد وبن بلونه ، بينما القوات الحكومية وأنصارها أطلقوا على أنفسهم اسم الجمهوريين سيطروا على المدن الكبرى ومن ضمنها العاصمة مدريد وبرشلونة وبيل باو وفالنسيا ، ومع سيطرة كل جانب على جزء من البلد بدا ان الصراع في طريقه الى ان يبقى صراع طويل ومرير . الجمهوريين حصلوا على دعم الاتحاد السوفييتي ، بينما حصل القوميين على دعم النظام النازي في ألمانيا بقيادة أدولف هتلر والنظام الفاشي في ايطاليا بقيادة بنيتو موسوليني .

باقي الدول الكبرى أعلنت حيادها ظاهريا ، لكن فتحت الباب لتجنيد ميليشيات من مواطنيها مثل بريطانيا والولايات المتحدة وفرنسا ، وبهذا تحولت الحرب الأهلية الإسبانية الى حرب عالمية مصغرة وبـ الوكالة عن القوى العظمى ، وتحولت أيضا لميدان لتجربة الأسلحة الجديدة التي طورتها القوى بعد الحرب العالمية الأولى ، على سبيل المثال أول ظهور للدبابة الألمانية بانزر واحد في ميادين القتال كان في الحرب الأهلية الإسبانية ، وأول ظهور أيضا للدبابة السوفييتية بي تي خمسة كان أيضا في الحرب الأهلية الإسبانية .  

وتجارب الاشتباك بين دبابتين في إسبانيا أدى لتطوير جوهري لصناعة الدبابات في ألمانيا وفي الاتحاد السوفيتي ، وفي يونيو ألف وتسعمائة وسبعة وثلاثين أعلن فرانكو جنرالا عاما لجيش القوميين ثم قائدا أعلى للقوميين بعد مقتل كل من إميليو مولا وخوسيه سان خورخي في حادثتي طيران مختلفتين ، وفي نفس السنة أسس فرانكو الكتائب الإسبانية وهو حزب فاشي قومي معادي للشيوعية ومناصر للكنيسة الكاثوليكية الرومانية.

انتصار فرانسيسكو فرانكو

وبداية من صيف ألف وتسعمائة وسبعة وثلاثين أصبح فرانسيسكو فرانكو الزعيم الأوحد للقوميين واستمرت الحرب بشكل أكثر عنفا وضراوة ، وفي 28 مارس 1930 دخل القوميين مدريد ، وبعد يومين أصبحت إسبانيا كلها تحت سيطرتهم وبالتالي تحت سيطرة فرانسيسكو فرانكو ، بعدما انتهت الحرب فتح فرانكو أبواب الجحيم على بقايا الجمهوريين ، وأعدم منهم خلال الأسابيع الأولى من عهده ما لا يقل عن 30 ألف شخص ، إضافة إلى عشرات الآلاف من المعتقلين ومئات الآلاف الذين هربوا من إسبانيا إلى أمريكا اللاتينية وإلى فرنسا وغيرها ، وقد استمرت الأمور هكذا لسنوات خلال حكم فرانكو.

للتفصيل أكثر في مشاركة المغاربة في الحرب الأهلية الاسبانية اضغط هنا

فرانكو والحرب العالمية الثانية

 وعد فرانكو بإعادة بناء إسبانيا بعد نهاية الحرب الأهلية ، لكن بسبب اشتعال الحرب العالمية الثانية والتي أشعلها حليفاه هتلر و موسوليني ، أعلن فرانكو حياده في البداية تحجج بأن إسبانيا مستنزفة وليس لديها القدرة لتدخل حرب وهي خارجة من حرب أهلية طويلة ، لكن عندما القوات الألمانية حققت انتصارات ساحقة خصوصا غزو الدنمارك والنرويج وهولندا وبلجيكا وفرنسا خلال الأسابيع الأولى من صيف 1940 ، بدأ فرانكو يلمح لهتلر بأنه ممكن يدخل الحرب معه ، لكن المفاوضات لم تصل إلى نتيجة لأن فرانكو طلب في مقابل دخول الحرب حصول إسبانيا على إمدادات ومساعدات من ألمانيا وحصولها أيضا على السيادة على جبل طارق البريطاني وعلى مستعمرات فرنسا في شمال أفريقيا.

 وخلال سنوات الحرب العالمية الثانية اتبع فرانكو سياسة استغلالية جدا ولعب على كل الحبال ، سمح بتكوين ميليشيات إسبانية تقاتل إلى جانب الألمان ، لكن اشترط أنها تقاتل على الجبهة الشرقية ضد الاتحاد السوفيتي ليس ضد فرنسا التي كان خائفا من التورط في الحرب معها ومع حليفتها بريطانيا ، وفي نفس الوقت كان يحتفظ بتمركزات للقوات الإسبانية على الحدود مع فرنسا المحتلة خوفا من احتمال أن هتلر ممكن يغزو إسبانيا في أي وقت ، وبعد نهاية الحرب العالمية الثانية دخلت إسبانيا تحت حكم فرانكو في حالة من الاستقرار لم ترى مثله من القرن 18م .

فرانسيسكو فرانكو  يقود إسبانيا إلى الازدهار

فقد كانت قومية فرانكو داعمة بشدة لدور الكنيسة الكاثوليكية ، وهذه حجة نادرة الوجود ، فقد كان فرانكوا ديكتاتورا لكن بعد مرور السنين من حكمه بدأت الحرية ترجع ، وأصبحت الدولة أكثر انفتاحا وتراجعت عملية ملاحقة المعارضين وتحسن اقتصاد إسبانيا بعدما عاشت ما يقرب من نصف قرن على شفا الإفلاس ، وبداية من الخمسينيات حققت قفزة ضخمة بالمعايير لاقتصادية للنمو ، لدرجة أن السنوات الخمس عشرة الأخيرة من حكم الجنرال فرانكو سميت باسم المعجزة الإسبانية ، ولم يكن يسبقها في معدل النمو الاقتصادي سوى اليابان . إسبانيا عبرت من مرحلة الاقتصاد المتخلف لتصبح تاسع أضخم اقتصاد في العالم في عهد فرانكو .

تنازل فرانسيسكو فرانكو على الحكم

الشيء العجيب الذي قام به فرانكو هو أنه سعى لإعادة الملكية إلى إسبانيا ، ففي سنة 1969 عندما جاء شاب من الأسرة المالكة السابقة اسمه خوان كارلوس وعينه فرانكو خليفة له وأعلنوا أميرا ، وفي سنة 1973 استقال فرانكو من منصبه كزعيم لإسبانيا ورئيس وزرائها بعدما أجرى انتخابات حرة ليصبح أول وآخر طاغية في التاريخ يتخلى عن الحكم طواعية ، ويعيد الديمقراطية بعد 24 سنة من الحكم المنفرد.

فرانسيسكو فرانكو وريال مدريد

كان الملك ألفونسو الثالث عشر يشجع نادي مدريد فأطلق عليه لقب ريال مدريد أي النادي الملكي المدريدي ، وهذا كان سنة 1920 وبعد انتصار فرانسيسكو فرانكو في الحرب الأهلية تحول ريال مدريد إلى نادي الدولة ، وكانت له أفضلية بحيث يحصل على دعم ومساندة وفقا لما يؤكده معظم المؤرخين الرياضيين .

وفاة فرانسيسكو فرانكو

 رحل فرانسيسكو فرانكو عن العالم في سلام سنة 1975 .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى