كيف تشكلت الأرض وتطورت الحياة عليها؟ | من الانفجار العظيم إلى الإنسان
سيبدأ هذا الكون في المنطقة التي ستشهد انفجارا عظيما، حررت خلاله كمية رهيبة من الهدروجين بشكل أساسي، كان هذا الانفجار منذ حوالي 13.8 مليار سنة، هنا بدأت رحلة طويلة في تشكل الكون، حيث بدأ الهدروجين بالانضغاط بفعل الجاذبية، وبهذا شهد تحولا من غاز خفيف ( متمثل في الهدروجين ) إلى غاز ثقيل متمثل في الهليوم، وعلى اثره تشكلت النجوم ( الشموس )، هذه النجوم هي الأخرى بعد استنفاذ الغازات التي تغذيها بدأت تنفجر ( السوبير نوفا ) انفجارها خلف تحريرا لكمية رهيبة من المواد والغازات، مكونا بذلك سديما وغبارا يعطي أشكالا ملونة في الفضاء.
فمنذ حوالي 5 مليار سنة انفجر نجم مخلفا سديما، هذا السديم بدأت الشمس تجذب إليها أغلب العناصر والمواد التي خلفها، وبقيت العناصر المتبقية من السديم تتجاذب فيما بينها لتشكل كويرات غبارية، ومع مرور الوقت بدأ السديم يلتحم ويتبرد ليشكل عدة كواكب، كان من بينها هذه كواكب كوب الأرض الذي بدأ يزداد حجما بفعل التصادم مع الكويكبات الصغيرة التي تعترض طريقه المتمثل في الدوران حول الشمس، وقد تشكل القمر بفعل اصطدام كويكب صغير مع الأرض.
استمرت الأرض في التبرد إلى أن أصبحت كوبا صخريا، نشطت خلاله البراكين لمدة 4 مليار سنة تقريبا فيما يسمى ما قبل الكمبري، حيث سادت قارة واحدة وانعدمت الحياة، وكان الغلاف الجوي مليء بالغازات النبيلة ( الهليوم ، الهدروجين .. ) ، وقد اختفت هذه الغازات بعدما جرفتها الرياح الشمسية، وبعد تبرد الأرض بدأت عدة غازات في تتحرر من بينها ثنائي أكسيد الكربون وثنائي النيتروجين وذرات الماء، حيث ستشهد الأرض أمطارا غزيرة بفعل تحرر ذرات الماء، وستملأ المياه المناطق المنخفضة لتشكل بذلك المحيطات، وتعود ملوحة المحيطات كونها توجد فوق أرض مالحة وفيها عدة مواد مما يجعل البحار متفرقة وغير قابلة لتجمع ( يكفيك أن تشاهد اصطدام الموجات بين المحيط الأطلسي والبحر الأبيض المتوسط ).
ظهور الحياة على الأرض
بدأت أول معالم الحياة على الأرض في المحيطات حيث تحجب الأشعة تحت البنفسجية الضارة، ففي الزمن الأول وخاصة في الكمبري ظهرت وحيدة الخلية التي كانت تنتج ثنائي أكسيد الكربون اثر التخمر الذي يحدث بفعل تكسير هذه الخلية للطعام، وبعدها ظهرت متعددات الخلايا التي استمرت في انتاج ثنائي أكسيد الكربون، والذي سيملأ كمية كبيرة من الغلاف الجوي الذي مثل فيه حوالي 20%، وقد بدأت هذه النسبة تتقلص بعد ظهور البكتيريا والطلائعايات ومن بعدهم النباتات البحرية على رأسها المرجانيات والطحالب التي كانت تمتص ثنائي أكسيد الكربون وتفرز ثنائي الأكسجين اثر عملية انتاج اليخضور، هذه العملية شكلت نقطة تحول عظيمة في الحياة على الأرض، حيث تم استبدال ثنائي أكسيد الكربون بثنائي الأكسيجين ومن هنا بدأ يتشكل الغلاف الجوي.
تركزت النسبة الكبيرة من ثنائي أكسيد الكربون المستخلصة من الغلاف الجوي في الصخور الرسوبية؛ وقد عرفت الأرض انخفاضا حادا في درجات الحرارة في حقبة الأوردوفيسي، التي بدأت فيها القارة الوحيدة بتفكك، لتعرف درجات الحرارة ارتفاعا تدريجيا في حقبة السيلوري التي ستشهد ظهور حيوانات جديدة بأحجام أكبر في المحيطات، وفي حقبة الكروبوني بدأت معالم الحياة تظهر خارج المحيطات، وظهرت غابات كثيفة، لكن لم تستمر هذه الحقبة حيث أن في حقبة البيرمي ستحدث كارثة طبيعية ستقضي على حوالي 96% من الحياة البحرية و 75 في المئة من الحياة البرية.
ظهور الديناصورات
ظهر الديناصورات بعد حقبة التيرياس التي سميت بهذا الاسم اثر الطبقات الثلاثة التي كانت تشكل الطبقات الجيولوجية، فحقبة الجوراسي هي حقبة الديناصورات، وقد عرفت تفكك القرات بشكل واضح، وانتهت هذه الحقبة لتدخل حقبة الكريتاسي التي انقرضت فيها الديناصورات وهي الحقبة الطباشيرية التي عرفت توضع مهم للصخور الطباشيرية الهشة، ثم جاء الزمن الثالث التي ستظهر فيه الزواحف في الإيوسين، وأما حقبة الإلوفوسين فقد عرفت بالرواسب المهمة من الفحم والميوسين الذي ظهرت فيه الثديات الضخمة وظهور الصحاري ثم البيليوسين الذي التقت فيه القارة الأمريكية الجنوبية مع الشمالية، كما عرف انخفاضا في درجة الحرارة التي انحصرت في خط الاستواء.
الزمن الذي نعيش فيه
يعد الزمن الرابع هو أخر زمن وأقصرهم حيث يمتد من حوالي 2.6 مليون سنة، وقد عرف تحولات مناخية كبيرة حيث شهد فترات رطبة وأخرى جافة، وكذا فترات جليدية وأخرى بيوجليدية، كما ظهر الإنسان الذي قام باستغلال الأرض أشد استغلال، فهذا الزمن ينقسم إلى جزئيين البلايستوسين الذي شهد فترات جليدية وبيو جليدية وطمر للأودية تحت القشرة القارية، كما عرفت رفع تكتوني أدى إلى تعمق الأودية، وفي حقبة الهولوسين الذي بدأ من 10 آلاف سنة بدأ الجليد ينحصر وشهدت الأرض ارتفاع المحيطات مما أدى إلى انفصال الجزيرة البرطانية عن أوربا الغربية.