كيف تكون العادات الايجابية في حياتك ؟
ان الأشخاص الناجحون في هذا العالم ليسوا أشخصا يبذلون مجهودا خارقا ، ولن نقول أن لديهم ارادة تفوق ارادتك وانما هم أشخاص كونوا عادات تسير في طريق أهدافهم ، لذلك فإن أفضل طريق للنجاح هي تكوين عادات ايجابية نظرا لكون العادة لا تحتاج إلى مجهود كبير ولا إلى ارادة قوية فالعادة نقوم بها بشكل تلقائي ، لأن عقلنا الباطن قد برمج على القيام بها . والغريب في الأمر أن الكثيرين يتجاهلون بعض العادات السهلة والصغيرة ، والتي تظهر في الظاهر أنها بدون قيمة لكن في جوهرها ذات تأثير كبير ، تصور معي أنك تخدش حائطا بأداة حادة فبعد أسبوع ستحدث ثقبا صغير وبعد شهر سيكبر الثقب لكن بعد سنة سيسقط الجدار ، هكذا هو تأثير العادات الايجابية البسيطة التي ستأدي بك إلى النجاح .
لا نستطيع أن نضع وقتا محددا لتكوين أي عادة ، فالظروف تختلف من شخص لأخر وكذلك الميول والمحيط ، فهناك عادات سيراها البعض من السهل اكتسابها ويرها الأخر صعبة ، لكن على العموم يمر تكوين العادة من ثلاث مراحل :
المقاومة : تتجسد المقاومة في داخلك حيث ترفض نفسك ادخال عادات جديدة خاصة الايجابية والتي تكون المكافئة فيها ذات مدا بعيد ، عكس العادات السلبية التي تكون فيها المكافئة لحظية ، لذلك أول مرحلة هي مجاهدة النفس لإدخال العادة .
صعوبة أداء العادة : حيث يصعب أداء العادة بشكل مريح ، ولتغلب على هذه المرحلة عليك أن تدفع بكل ما لديك من ارادة وتحفيز داخلي .
مرحلة الليونة : في هذه المرحلة تكتسب العادة وتمارسها بشكل تلقائي .
نصائح تكوين العادات الايجابية
– تحديد الزمان الذي تريد تخصيص الوقت للقيام بالعادة الجديدة والمكان الذي ستؤدي فيه العادة وكمية المجهود الذي ستقوم به في هذه العادة ن وكمثال على ذلك إذا أردت أن تصبح الصلاة عادة من عاداتك سيكون الزمن هو موعد الأذان وعليك أن تحدد مكانا لتؤدي فيه الصلاة بشكل دائم وبخصوص الجهد ستبدأ في أول الأمر بالفرائض إلى أن تكتسبها وبعدها سوف تزيد السنن المؤكدة ثم بعد ذلك السنن المستحبة .
– ضع خطة واقعية لأهدافك تتناسب مع قدراتك وارادتك وهذا سيساعدك في تكوين عادات تتناسب مع أهدافك .
– حدد عادات بعينها وليس عادات عامة فيها العديد من العادات داخلها ، كالصحة السليمة فهي تحتاج إلى الأكل الصحي وممارسة الرياضة والنوم جيد …. وهذه عادات كثيرة يجب أن تتطرق لكل واحدة على حدى .
– أدخل العادات في يومك بشكل منتظم خطوة بخطوة ، ولا تحاول ادخال الكثير من العادات في مرة واحدة لأن ارادتك سوف تستهلك والضغط سيجعلك تكره كل عاداتك .
– كافئ نفسك بعد القيام بالعادة الجيدة وهذا سيكسر حاجز انتظار المكافئة لمدة طويلة والذي يخلق الملل في نفسك .
– سهل الطريق للوصول إلى العادات الايجابية ، مثلا إلى كنت تريد أن ممارسة الرياضة في الصباح عليك أن تقوم بتحضير الملابس الرياضية في الليل بالقرب منك ، والعكس صحيح بالنسبة للعادات السيئة عليك أن تصعب الوصول إليها .
– اكتسب عادات متشابهة من حيث المضمون ، وتساعد بعضها البعض فالصلاة مثلا تساعدك في التوقف عن ممارسة العادة السرية بشكل دائم وتساعد في نفس الوقت في الحفاظ عن نظافتك …..
– استعمال عاداتك القديمة كمساعد لتكوين العادات الجديدة .
– استمر في أداء العادة الجديدة دون أن تنتظر المكافئة بشكل آني ، فالاستمرارية وحدها من ستضمن لك المكافئة .
– ضع محفزات بصرية للقيام بالعادة فمثلا إذا كنت تريد ادخال عادة قراءة الكتب ضع الكتب في مكان تراهم فيه بشكل دائم وهذا سيذكرك أنه عليك القراءة .
– احذر من المماطلة في عدم ممارسة العادات في الأيام التي حددتها ، فهذا سيجعل عقلك يخلق أعذارا لعدم ممارسة العادة وبالتالي ستنهار ارادتك وسينهار معها هدفك .
– لا تنتظر النتائج أن تكون سريعة بل اهتم بالوصول إلى الهدف الجوهري ، لا يهم بأي سرعة تسير المهم أن تصل في أخر المطاف .
– في الأيام التي ترهق فيها لا تستهون الأمور وتماطل في أداء العادات ، بل عليك أن تؤديها بشكل مخفف ، مثلا إذا كنت تراجع دروسك لساعتين راجعهم بشكل مخفف ولمدة أقصر والأمر يشمل كل العادات بما فيهم الرياضة …..
– أبعد الأجهزة الالكترونية بكل أنواعها عنك في وقت النوم وعند الاستقاظ ، فهذا يشتت أهدافك ويضيع وقتك اللهم إلا اذا كنت تستعمل هذه الأجهزة في عملك .
– إذا لم تمارس العادة في يوم من الأيام المحددة ، عليك أن تعاقب نفسك بأداء العادة لمدة أطول خلال الأسبوع ، فهذا يبرمج العقل الباطن أن العادة ضرورة وليس شيئا يمكن الاستغناء عنه .
– قم بإدارة وقتك وضع قائمة أعمال كل يوم هذا سيجعلك تركز على مهام محددة ، وتتجنب في نفس الوقت التشتت وتعطي لكل عادة وقتها . ولا تنسى أن تضع قائمة للأيام التي مارست فيها العادات ، وهذا سيجعلك ترى كم من الوقت استغرقت في أداء العادة ، فالتكرار للعادة لمدة تتجاوز 66 يوم يجعلك تكتسبها .