ما لا تعرفه عن صدام الحسين ولن يخبرك به أحد | بطل أم ديكتاتور
نبدة عن حياة صدام الحسين المجيد
ولد صدام في 28 من أبريل سنة 1937م في قرية العوجة بالقرب من تكريت ، من أب فلاح بسيط (حسين المجيد) وأم فقيرة وهي صبحى طلفاح ، كبر صدام حسين المجيد في عائلة فقيرة ويذكر البعض أنه من نسل علي رضي الله عنه ، مات والد صدام قبل ولادته ، ليرعاه جده فيما بعد ، لكن توفته المنية هو الأخر عندما كان صدام في سانته الثانية . ليرعاه خاله خير الله طلفاح ، لكن وبعد فترة تزوجت أمه من إبراهيم الحسن والذي أنجبت منه ثلاثة أبناء أخرين ، وهما برزان وطبان وسبعاوي ، لكن زوج أم صدام كان يعامله بقسوة ، وبسبب الظروف السيئة التي كان صدام يعانيها اضطر إلى العمل في سن مبكر ، ليعود إلى خاله خير الله طلفاح فيما بعد والذي رعاه وأدخله إلى المدرسة ، عكس زوج أمه الذي أراد أن يكون فلاحا كأبيه .
الحياة السياسية
بعد محاولة صدام الحسين دخول المدرسة العسكرية سنة 1955م تم رفض طلبه ، ليدخل إلى المجال السياسي سنة 1956م بعد انضمامه لحزب البعث ، الذي كان يتضمن الأفكار القومية العربية ؛ حيث تأثر صدام الحسين بخاله الذي كان يرى النظام الملكي بنظرة مخزية ، وتأثر أيضا بأفكار عبد الناصر القومية . وفي ثورة يونيو 1958م قبض على صدام ، تحت تهمة قتل مسؤول خلال المظاهرات وحكم عليه بستة أشهر .
بعد القبضة الحديدية التي قام بها عبد الكريم قاسم ، قرر حزب البعث التخلص منه ، فقام بجمع مجموعة من الشبان الشجعان وكان من بينهم صدام الحسين ، لاغتيال الديكتاتور ، لكن ولسوء الحظ فشلت محاولة الشبان ، بعدما أصابوا عبد الكريم قاسم برصاصتين غير قاتلتين سنة 1959م . وهناك أصيب صدام الحسين خلال محاولة الاغتيال ، ليهرب إلى سوريا لثلاثة أشهر لتلقي العلاج ، وبعدها انتقل إلى مصر سنة 1960م .
حياة صدام الحسين في مصر
بعد انتقال صدام الى مصر دخل إلى كلية الحقوق سنة 1961م ، وبعدها بسنة تزوج ببنت خاله ساجدة خير الله طلفاح ، في هذه الأثناء حكمت عليه المحكمة في العراق بالإعدام غيابيا . وفي 8 من فبراير سنة 1963 تمكنت المحاولة الناجحة ل أحمد حسن البكر بإسقاط النظام الديكتاتوري ، وبذلك أختير عبد السلام عارف رئيسا لجمهورية العراق ، وهنا عاد صدام الحسين من مصر إلى العراق من جديد .
عودة صدام السيئة والتي تحولت إلى نجاح
بعد عودة صدام إلى العراق ، تولى منصب لجنة الاستخبارات الخاصة ، لكن فرحته لم تدم طويلا ، لتحدث خلافات بين قادة حزب البعث ، لينتهي المطاف بصدام في السجن ، وهنا تعرض لجميع أنواع التعذيب ؛ هرب صدام من السجن ، وقام بتأسيس جهاز أمني داخل الحزب سماه جهاز حنين ، ومن حسن حظ صدام سقطت طائرة عبد السلام عارف ، ليتولى بعده أخوه عبد الرحمن عارف ، والذي كان ضعيفا بالمقارنة مع عبد السلام ، وهنا تمكن حزب البعث بتخطيط دقيق من صدام لاسقاط نظام عبد الرحمن عارف ، ومن هنا تولى أحمد البكر السلطة في العراق ، ووضع صدام في نيابته رغم سنه المبكر (31سنة) .
وليضمن صدام استقرار العراق قام بحكم البلاد بقبضة حديدية ، ووضع من بين أهدافه تحسين معيشة العراقيين ، وكان له الدور الأكبر في تأميم النفط العراق ، وهنا ازدهر الاقتصاد العراقي ، وشهدت الدولة انتقالا نوعيا ، وفرض التعليم الجبري ، وصدر قانون السجن ثلاث سنوات لكل متقاعس عن حضور دروس محو الأمية ، لكن في سنة 1974م قامت ايران بدعم الأكراد في العراق ، وهذا ما خلق اضطرابات داخل البلاد ، ليقوم صدام بالاتفاق مع ايران في الجزائر سنة 1975م ، وتنازل على شرق شط العرب ، وقام بطرد الخميني من العراق ، وهذا ما أعاد الاستقرار للبلاد من جديد بعد صد ثورة الأكراد .
صدام والعرب
قام صدام الحسين بتقديم مساعدة عسكرية ضخمة في حرب أكتوبر سنة 1973م ، بحيث قدم صربا عسكريا قويا لمصر ، كانت تستغله في كل الحلات الحرجة والعمليات الصعبة ، كما أرسل 18000 عسكري لسوريا و 4000 دبابة ، كما قام بحماية الجنود المغاربة ، بعدما تخلى عنهم حافظ الأسد بدون حماية جوية . بالاضافة إلى ذلك قام بوضع جزر الخليج بين أهدافه في الحرب العراقية الايرانية لاسترجاعها ، زيادة على ذلك قدم مساعدة عسكرية كبيرة لموريتانيا في حربها مع السينغال ، بعدما تخلى عنها الجميع ، وقام بقصف ايسرائيل ب 43 صاروخ سكود ، وكانت قضية فلسطين من بين أهم القضايا التي كان يدافع عنها .
صدام رئيس دولة العراق
بعد محاولات حافظ الأسد إلى توحيد العراق وسوريا في دولة واحدة ، يكون رئيسها حافظ ونائبه أحمد البكر ، قام صدام بالضغط على البكر للتنازل عن السلطة ، وبهذا تنازل أحمد البكر عن السلطة ، وقدمها لصدام الحسين سنة 1979م ، ومن هنا بدأت العداوة بين صدام الحسين وحافظ الأسد ، وقد حاول الأسد اسقاط نظام صدام ، لكن فشلت محاولته وانفضح أمره ، وأعدم 22 فردا من الذين حاولوا اسقاط النظام ، وعزل 430 شخص من الجيش العراقي ، وكان هذا على الهواء مباشرة .
بنى صدام 12 جامعة داخل العراق ، وقام بتطوير المعدات العسكرية ، كما قام ببناء البنية التحتية للعراق ، وقام بوضع البرنامج النووي ، لكن قام الاحتلال الاسرائيلي بقصفه سنة 1982م ، عندما كان العراق منشغلا في الحرب مع ايران .
محاولة اغتيال صدام الحسين
ذهب صدام ليزور مدينة الدجيل سنة 1982م ، لكن تعرض لمحاولة اغتيال فاشلة من طرف حزب الدعوة الاسلامية ، الذي كان يحاول الانتقام لزعيمه محمد باقر الصدر ، وهناك قتل وأصيب أعضاء من الحماية الخاصة بصدام ، وقتل من الطرف المقابل ثمانية أعضاء ؛ هذا أدى في النهاية إلى حملة عسكرية قادها صدام في الدجيل ، وانتهت بتهجير مواطنيها ، وحكم 148 شخص بالإعدام وبينهم أطفال ، واعتقل المئات من أهل المدينة .
سميرة الشابندر ونور الدين الصافي
أشيعت اشاعة تنص على أن صدام أجبر نور الدين الصافي على انفصاله بسميرة ، لكن صرح نور الدين بأن صدام لم يجبره على شيء ، بل وقعت بينه وبين زوجته خلافات انتهت بانفصالهم ، وقد قاد هذه الحملة مجموعة من المعارضين والكارهين لصدام . ليتزوج صدام من سميرة سنة 1986م وهي شيعية ذات أصول أرستقراطية ، ولم تنجب منه أي أطفال ، رغم أن الكثير من الشائعات تطلق بأنها ولدت طفلا منه ، وقامت بخيانته يوم سقوط بغداد مقابل 25 مليون دولار ، لكن تبقى هذه مجرد شائعات .
أطول حرب في القرن العشرين
في سنة 1978م قامت الثورة الايرانية ضد الشاه ، والتي أدت إلى اسقاط الشاه أحمد بهلوي ، وأعادت الخميني من باريس إلى إيران في فبراير سنة 1979م ، وبعودة الخميني توعد بنشر ثورته في كل الدول العربية ، هذا بالطبع كان تهديدا واضحا للعراق وغيرها من الدول العربية ، وبسبب الخلافات السابقة بين صدام والخميني ، خاصة بعدما قام صدام بطرده من العراق ، وبمحاولة اغتيال نائب رئيس الوزراء العراقي من طرف ايران ، قام صدام بنقض اتفاقية الجزائر واعلن استرجاع شط العرب بالكامل .
هنا بدأت الحرب بطلقات الرصاص على الحدود ، متهمتا كل دولة الأخرى بالبدء ، هنا قامت الدول العربية والولايات المتحدة الأمريكية بدعم العراق ، لمواجهة الخطر الايراني ، وهذا أدى إلى حرب طاحنة دامت ثمان سنوات بدأت من سنة 1980م إلى 1988م ، مخلفة دمارا كبيرا وضحايا تقدر بالملايين ، بدون غالب ولا مغلوب ، وقد استعمل سلاح الكيماوي في هذه الحرب ، خاصة ضد الأكراد المتعاونين مع الإيرانيين ، وقد وصلت ضحايا هذه الضربة إلى 18000 شخص .
طعنة العرب لصدام
خرج العراق من حرب الخليج الأولى منهكا اقتصاديا ، لكن قوته العسكرية هائلة ، بحيث احتل المرتبة الرابع عالميا ، متجاوزا العديد من الدول الكبرى ، بالطبع هذا يهدد اسرائيل التي كانت عدوة صدام اللدودة ، وبسبب ديون العراق عقد صدام قمة خليجية تهدف إلى تخفيض الديون على العراق ، وتخفيض انتاج البترول لكي ترتفع قيمته في السوق ، بالطبع لأن العراق لم يحارب من أجل نفسه فقط بل حارب من أجل جميع الدول الخليجية ، التي كانت تهددها ايران بنشر ثورتها في جميع دول الخليج .
يقول ايريك لوزان في كتابه حرب الخليج ، أن الكويت زادت انتاجها من البترول بعد انتهاء حرب الخليج الأولى أكثر من الكمية التي حددتها منظمة أوبيك ، وبهذا اتهم صدام الكويت بالخيانة ، بعدما انخفض ثمن برميل البترول إلى 11 دولار ؛ واضافة إلى ذلك اتهم صدام الكويت بسرقة نفط الرميلة ، وهنا بدأ الخلاف العراقي الكويتي ، وما زاد تشجع صدام في غزو الكويت ، هو التلميحات الأمريكية في عدم التدخل في شأن العرب ، حيث أخبرته سفيرة الولايات المتحدة أن أمريكا لن تتدخل في النزاع العربي ، وانتهى الأمر بغزو العراق للكويت في 12 أغسطس 1990م .
هنا قامت الولايات المتحدة بجمع 38 دولة لتحارب صدام ، بعدما استدعتها دول الخليج على رأسها البحرين والسعودية ، كما ساعد الأسد ومبارك في الحرب على العراق ، واستقبلت السعودية الجيش الأمريكي على أراضيها ، وقدمت ملايين الدولارات للاتحاد السوفياتي الذي كان مفلسا حينئذ . وبهذا انتهت الحرب بخسارة العراق ، وخيانة العرب له .
قتل صدام الحسين لأزواج بناته
قام صدام بتعين حسين كامل حارسه الشخصي ، وبعدها مشرفا على الحرص الجموهري ، ووصولا إلى المشرف العام للتصنيع العسكري ، كما قام بتزويجه ابنته رغد ، وبهذا زاد طموحه إلى حكم البلاد كاملة ، متجاوزا الخير الذي قدمه له صدام الحسين .
وفي سنة 1995م أقنع حسين كامل زوجته رغد وأخوه صدام كامل المتزوج رنا صدام الحسين ابنة صدام الثانية ، بالذهاب إلى الأردن للإستجمام ، وبعد وصوله إلى الأردن أعلن انشقاقه هو وأخوه عن نظام صدام الحسين ، وأعلن رغبته في امتلاك سلطة العراق ، لكن ومع مرور الوقت رفضته المعارضة العراقية وكذلك الغرب ، وهنا تبخرت أحلام الرجل . وعاد إلى العراق مع بنات صدام وأخوه ، طامحين في العفو من صدام ، لكن بعد دخول الحدود وجدو قصي وأمه صابحة بانتظارهم ، فاستقبلوا بناتهم ورفضو مصافحة الخونة ، وهنا اتجه الخونة إلى بغداد طامحين في العفو ، وابنتا صدام ذهبو مع أمهم وأخوهم في طائرة مروحية .
عاتبهم قصي بشدة وكان رضهم أنهم لم يكونوا يعلمون طموح الخونة وتم اجبارهم على الموافقة لما يقوله لهم أزواجهم ، وهنا قامت بنات صدام بتطليق أزواجهم ، بعد وصولهم لبغداد بيوم ، وبعد أيام قام صدام بقتل حسين كامل وشقيقه صدام كامل ، وبعد مدة أعلن أقارب الشقيقين أنهم يستحقون ما فعل بهم .
صدام الجلاد
لا يمكننا أن نذكر صدام دون أن نذكر ما قام به من ديكتاتورية ، بالطبع لا انسان يسلم من الخطأ ، فصدام قام بالعديد من الجرائم خاصة ضد الأكراد الذين قصفوا بالكيماوي في حلبجة وهذا الأمر فيه نقاش فهناك من يتهم ايران بالقصف وليس نظام صدام ، وكذلك حملة الأنفال التي تعتبر ابادة جماعية ضد الأكراد ، بالإضافة إلى قضية الدجيل والتي أعدم وسجن وهجر العديد من الناس الذين لا ذنب لهم سوى كونهم من البلدة . كما كان من الخطأ غزو الكويت الذي أتى فيما بعد بالويلات عليه وعلى العراق ، ولا ننسى الحرب الايرانية العراقية التي أودت بالملايين ، فالحروب لا تأتي إلا بالمآسي ، وهذا ما لم يتعلمه صدام الحسين ، تبريره على ذلك كان “أن العراق لا يليق به إلا حكم رجل قاص” وتشبه بذلك قولة ميكيافيلي كن ثعلبا وأسدا ؛ فلنرى العراق اليوم وما يعانيه من تشتت وطائفية .
الانتفاضة الشعبية على صدام
بعد خسارة حرب الخليج الثانية ، قام الحرس الثوري الإيراني بإشعال ثورة داخل العراق ، لكن وبعد أيام معدودة تمكن صدام من اخمادها .
نهاية صدام الحسين
بعد خروج العراق منهكا من حرب الخليج الثانية ، فرضت عليه عقوبات مجحفة من طرف مجلس الأمن ، هذا الحضر أدى إلى انهيار قوة العراق عسكريا ، واقتصاديا ، فقد وصل الحضر إلى عدم استوراد الأكل أو الدواء ، وهي من أهم شروط الحياة ، كما كانت بريطانيا وأمريكا تضرب مواقع عسكرية عراقية ، من الفينة والأخرى تمهيدا لغزوها .
بعد ذلك اخترعت الولايات المتحدة الأمريكية كذبة ظاهرة ، وهي أن العراق يملك أسلحة الدمار الشامل وأنه يدعم الجماعات الإرهابية ، رغم أن نظام صدام الحسين عرف بمعاداته للتطرف ، لتقوم الولايات المتحدة في 20 من مارس سنة 2003 ، بمهاجمة العراق المنهك والمنكوب ، وليسقط العراق بيد الأمريكان في 9 من أبريل سنة 2003 .
هنا اختفى صدام الحسين عن الأنظار ، وفي 22 من أبريل سنة 2003 قتلت الولايات المتحدة الامريكية أبناء صدام قصي وعدي في الموصل ، وبعدها شنت الولايات المتحدة الأمريكية عملية الفجر الأحمر لتقبض على صدام الحسين ، في مزرعة بالقرب من تكريت بعد خيانة مرافقه له . وبهذا حكم على صدام بالإعدام شنقا حتى الموت ، في محكمة عراقية غير مستقلة ، وفي 30 ديسمبر سنة 2006 أعدم صدام الحسين في يوم عيد الأضحى المبارك ، بعدما أدى الشهادتين ، بدون خوف ولا ارتجاف ، قائلا هذه للرجال .