الملك فيصل بن عبد العزيز قطع النفط عن أمريكا من أجل فلسطين وقتلوه

سنة  1953 أصدر الملك عبد العزيز آل سعود قرارا بتأسيس مجلس الوزراء السعودي ، وعين ابنه الأمير سعود الذي كان ولي العهد رئيسا لمجلس الوزراء وابنه الأمير فيصل نائب رئيس مجلس الوزراء ، وفي مدينة الطائف عام 1953 يموت الملك عبد العزيز آل سعود وتتم مبايعة ابنه الأمير سعود بن عبد العزيز على أن يكون هو ملك السعودية ، وجعل الملك سعود أخوه فيصل وليا للعهد بدأ الملك سعود يبعد أمراء آل سعود عن السلطة ويقرب أبنائه منها ، هذا أغضب أمراء آل سعود وطلبوا من الملك سعود أن يتنازل عن كل صلاحياته للأمير فيصل ابن عبد العزيز آل سعود ، وفعلا عام 1958 اضطر الملك سعود أن يصدر مرسوم ملكي يتنازل فيه عن كل صلاحياته للأمير فيصل ابن عبد العزيز آل سعود .

لكن رجعت الخلافات مرة ثانية في الرياض بعد ما حاول الملك سعود أن يستعيد صلاحياته مرة ثانية ، ورفض أن يوقع الميزانية الجديدة للدولة وبذلك قام الأمير فيصل ابن عبد العزيز بتقديم استقالته ، وتولى الملك سعود سلطة م جديد وأصبح رئيس مجلس الوزراء ، لكن في اليمن حدثت ثورة أسقطت النظام وتم إعلان قيام الجمهورية اليمنية ، وهرب ملك اليمن الإمام حمد البدر إلى السعودية.

وفي السعودية سنة 1964 أصدر مفتي المملكة العربية السعودية محمد ابن إبراهيم آل الشيخ فتوى بعزل الملك سعود ، بعد ما رفض أن يتنازل عن. سلطاته للأمير فيصل ابن عبد العزيز آل سعود ، وهكذا تولى الأمير فيصل عرش السعودية ، وعين أخوه خالد ابن عبدالعزيز وليا للعهد .

الحرب ضد الثورة اليمنية

من أجل قيادة المقاومة ضد الجمهوريين من هنا ذهب جمال عبد الناصر لأعلن دعمه للثوار والجمهورية اليمنية الجديدة ، فطلب الملك سعود من الأمير فيصل ابن عبد العزيز أن يرجع مرة ثانية لكي يواجه هذه المشكلة ، بسبب خبرته السياسية الكبيرة ، وقد رأى آل سعود أن الثورة اليمنية إذا انتصرت فستتحول نحو السعودية لذلك  دعمت ملك اليمن بملايين الدولارات ، في حين مصر بقيادة عبد الناصر دعمت الجمهوريين ب 70 ألف جندي .

 واستمرت الحرب في اليمن بين الجمهوريين الذين يدعمون جمال عبد. الناصر و الملكيين الذين يدعمهم الملك فيصل لحد سنة 1967 بعدما هجم الاحتلال الإسرائيلي على مصر وسوريا واحتل الجولان وسيناء وكل فلسطين ، عقدت قمة عربية في الخرطوم حضرها كل الرؤساء العرب وأعلن الملك فيصل ابن عبد العزيز دعمه مصر وسوريا وفلسطين في الحرب ضد الاحتلال الإسرائيلي ، وتم الاتفاق ما بين مصر والسعودية على حل المشكلة التي في اليمن بأن تقوم مصر بسحب قواتها من اليمن ، وانتهت الحرب سنة 1970 بانتصار الجمهوريين .

واعترفت السعودية بقيادة الملك فيصل ابن عبد العزيز بالجمهورية اليمنية .

مساعدات السعودية لإخوتها

 وقدم الملك فيصل ابن عبدالعزيز مساعدات لمصر وسوريا والأردن بثمانين مليون جنيه استرليني لكي يستعيدوا قوتهم مرة ثانية بعد النكسة وفلسطين ، في سنة 1969 قام مستوطن صهيوني باشعال النار في المسجد الأقصى ، ودخل الملك فيصل بن عبد العزيز وملك المغرب الملك الحسن الثاني على الخط ، واقترحوا إنشاء منظمة المؤتمر الإسلامي والتي سيكون الهدف منها حماية مصالح المسلمين والدفاع عن المسلمين بشكل عام وعن القضية الفلسطينية بشكل خاص ، وفعلا تم تأسيس منظمة المؤتمر الإسلامي ومقره مدينة جدة .

 أعلن الملك فيصل ابن عبد العزيز دعمه الكامل لأي تحرك ضد إسرائيل ، وقد حصلت حرب أكتوبر عام 1973 بعدما هاجمت القوات المصرية والسورية المواقع العسكرية الاسرائيلية ، وقام الملك فيصل ببعث  عشرين ألف جندي لسوريا ولواء. مشاة للأردن ، وأصدر الملك فيصل قرار بخفض إنتاج النفط بنسبة عشرة في المئة ، ومنع تصدير البترول بشكل كامل عن للولايات المتحدة الأمريكية وهولندا بسبب دعمهم لإسرائيل .

كارثة الطاقة | فيصل بن عبد العزيز

هذا القرار تسبب في أزمة كبيرة داخل الولايات المتحدة الأمريكية ودخل وزير الخارجية الأمريكي كيسنجر بعدما سافر للسعودية يستنجد الملك فيصل بن عبد العزيز ، ويطلب منه أن يتراجع عن قرار وقف تصدير البترول عن الولايات المتحدة الأمريكية ، لكن الملك فيصل بن عبد العزيز رفض ، هناك رواية تقول أن قرار الملك فيصل بوقف تصدير البترول للولايات المتحدة الأمريكية كان مجرد مسرحية ما بين الملك فيصل ابن عبد العزيز والولايات المتحدة الأمريكية من أجل أن يتم رفع سعر برميل البترول ويتم ربط سعر برميل البترول بالدولار .

 وقد أقر بهذه الرواية الكي جي بي أي المخابرات السوفياتية ، كما روى الكاتب اليهودي إدوارد لتوك أن الولايات المتحدة الأمريكية أيام حرب أكتوبر كانت تنوي شن هجوم على السعودية ، لكي تسيطر على منابع النفط وطبعا ليس معقولا أن الولايات المتحدة الأمريكية تفكر في شن هجوم على السعودية ، إذا كان حقا قرار وقف تصدير البترول مسرحية ، نفس الكلام تقريبا الذي كشفته الوثائق البريطانية والذي قالت أن الولايات المتحدة الأمريكية فكرت أيام حرب أكتوبر ، أنها تسيطر على منابع النفط في الشرق الأوسط بالقوة بعد قرار الدول العربية والملك فيصل بن عبد العزيز بوقف تصدير البترول.

 بعد الحرب

بعد الحرب زار الملك فيصل ابن عبد العزيز مصر وهناك استقبلته مصر بحفاوة ، تحت شعار “أهلا ببطل معركة النفط” وصدر قرار بتسمية شارع من أكبر شوارع مصر على اسم الملك فيصل وهو شارع فيصل في محافظة الجيزة وغنى عبد الحليم للملك فيصل .

أهم إنجازات الملك فيصل بن عبد العزيز

ومن أهم إنجازات الملك فيصل ابن عبد العزيز أنه كان له دور كبير ، في تحرير العبيد ومنع الرق والعبودية بشكل كامل في السعودية ، وحصل تطور كبير داخل السعودية في عهد الملك فيصل ابن عبد العزيز في المجال الصناعي والمجال الزراعي فبنى السدود وحفر الآبار ، كما حصل تطور كبير في التعليم فبنى عدد كبير من المدارس وبنى جامعة محمد ابن سعود الإسلامية في الرياض وبنى جامعة الملك فيصل في الأحساء ، وبه بعثت البعثات التعليمية للخارج واهتم بتعليم المرأة واهتم بالقطاع الصحي فبنى مستشفى الملك فيصل في الرياض وزاد في عهده عدد المستوصفات بنسبة ستين في المئة.

 وزاد عدد المراكز الصحية بنسبة مئتين في المئة ، وأمر بتوسعة المسجد الحرام في مكة وبإعادة فتح مصنع كسوة الكعبة ، وسلح الجيش السعودي بأحدث الأسلحة وقتها ، وبنى كلية الملك فيصل الجوية في الرياض وتأسس بعهده البنك الإسلامي وكان يهتم الملك فيصل بتقديم الخدمات ، فأسس خط سكة حديد يربط ما بين الرياض والدمام ، وتم تحسين وسائل الاتصال مثل الهاتف والبريد .

 كما في عهده بدأ أول بث للتلفزيوني في السعودية ودخول التليفزيون للسعودية ، اعترض عليه الأمير خالد ابن مساعد ابن عبد العزيز آل سعود ، وهناك رواية تقول أنه خرج في مظاهرة في الرياض وحاول أن يقتحم مبنى التلفزيون فقتلته الشرطة ، لكن يوجد رواية ثانية تقول أنه كان معترض على دخول التليفزيون فأرادت قوات الشرطة أن تقبض عليه وهناك قتل .

مقتل الملك فيصل بن عبد العزيز

في الرياض يوم عشرين مارس سنة 1975 كان الملك فيصل يستقبل بعض المسؤولين وكان منهم الوفد الكويتي الذي فيه وزير النفط الكويتي عبد المطلب الكاظمي ، ودخل الأمير فيصل ابن مساعد بن عبد العزيز آل سعود ، ولما أخبر الملك فيصل على لقاء ثاني سلم على الضيوف ، وذهب الأمير فيصل ابن مساعد ، ضرب الملك فيصل بثلاث رصاصات ضربة في رأسه أردته قتيلا ، وكان في عمره 69 سنة ، وقد حكم السعودية أحد عشر سنة.

عندنا أكثر من رواية. الرواية الأولى تقول إن الأمير فيصل ابن مساعد كان مختلا عقليا ، لكن رواية ليست صحيحة والرواية الثانية تقول إن الأمير فيصل ابن مساعد أتى للملك فيصل ابن عبد العزيز بتحريض من الولايات المتحدة الأمريكية ، بسبب قرار الملك فيصل بوقف تصدير البترول للولايات المتحدة الأمريكية في حرب أكتوبر عام ألف وتسعمائة ثلاثة وسبعين ، أما الرواية الثالثة تقول إن الأمير فيصل ابن مساعد أتى للملك فيصل ابن عبد العزيز ، لكي يثأر لمقتل أخوه خالد ابن مساعد والذي قلنا أنه كان معترض على دخول التليفزيون وقتل في عهد الملك فيصل ابن عبد العزيز .

الرواية الرابعة تقول أن الأمير فيصل ابن مساعد قتل الملك فيصل  ابن عبد العزيز ، لكي ينتقم من سقوط دولة أخواله آل رشيد على يد آل سعود .

اعدام الجاني

في الرياض بعد اثنين وثمانين يوم من اغتيال الملك فيصل ابن عبد العزيز ، تم إعدام الأمير فيصل ابن مساعد بالسيف ، وأصبح خالد بن عبد العزيز هو ملك السعودية . وهكذا تقفل صفحة الملك فيصل ابن عبد العزيز وتبدأ صفحة تاريخية جديدة .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى