جوزيف غوبلز وزير الدعاية والبروباغندا النازية | الرجل الذي أنهى حياة أبنائه
ولد جوزيف غوبلز في مدينة ريديت بألمانيا لأسرة كاثوليكية، عمل والده فريتز محاسبا في مصنع وكانت والدته هي كاترينا ماريا، لم يكن قادرا على خدمة الجيش الألماني في الحرب العالمية الأولى بسبب تشوه في ساقه والتحق بالمدرسة المسيحية، ثم في عام 1919 أكمل امتحان القبول الجامعي وحصل على القبول في المدرسة الداخلية في عام 1917 في أخوية الفرنسيسكان الألمانية في مدينة بيكر هايد الهولندية، عمل كجندي في مكتب وحدة المساعدة الوطنية في مدينة ريديت من حزيران يونيو إلى تشرين الأول أكتوبر 1917 أثناء عمله فقد الثقة في الكاثوليكية وقام بدراسة الأدب والفلسفة الألمانية في جامعة بون. ثم انتقل إلى جامعة فورتسبورغ وحصل على قبول في جامعة فرايبورغ، كما حصل على شهادة الدكتورة من جامعة هايدلبرغ عام 1921، وكانت رسالة الدكتورة التي قدمها عن الكاتب والمسرحي الرومانسي فيلهلم فون شولتز.
بعد الانتهاء من دراسته حاول أن يتابع مهنة الصحافة بعد أن أكمل تعليمه وكان يحلم بأن يصبح كاتبا مسرحيا، حيث كتب مايكل خلال هذا الوقت وهي رواية مشابهة للسيرة الذاتية، لكنه غير رأيه عندما قامت العديد من الصحف ودور النشر برفض كتاباته، وفيما بعد عمل كموظف في البنك، كما عمل أيضا بعدها كموظف في البورصة لفترة قصيرة.
دخول غوبلز للنازية
انضم الى الحزب النازي في نهاية عام 1924 وخلال ذلك الوقت كان الحزب يروج لمعاداة الس||||امية للكرامة الألمانية، وقد أعجب أدولف هتلر بأعماله في سبيل الاقتصاد الألماني، شغل منصب زعيم لمنطقة الحزب النازي في مدينة برلين في عام 1926وفي العام التالي أسس صحيفة أسبوعية كان من خلالها يمثل فلسفة الحزب وأسماها ذا أتاك، تم انتخابه في البرلمان الألماني في عام 1928 وقام أدولف هتلر بتقليده منصب مدير الدعاية في الحزب، وشغل منصب الوزير العام للدعاية في عام 1933، في حين كان هتلر المستشار استخدم منصبه الرسمي ليشرف على محتويات الصحف والمجلات والكتب والموسيقى والمسرحيات والأفلام والراديو والفنون الجميلة في البلاد من أجل ترسيخ فلسفة هتلر وإثارة الكراهية ضد الي—هود.
وفي شهر نيسان أبريل من نفس العام 1933 وبمبادرة من هتلر ضمن جزء من عمله، قام جوزيف باتخاذ إجراءات لمقاطعة الشركات الي—هودية، وقام بتنظيم حفل في برلين في دار الأوبرا لإتلاف الكتب غير الألمانية، وكنتيجة لهذا الحفل تم تدمير وإحراق عدد من الكتب القيمة التي قام بكتابتها شخصيات بارزة مثل ألبرت أينشتاين وهيلين كيلر وويلز؛ أصبح مدير غرفة الثقافة الرايخ في أيلول سبتمبر من عام 1933 وقد كانت هذه المؤسسة تستخدم للسيطرة على الحياة الثقافية في ذلك الوقت في ألمانيا، وكان لها دور في بطالة الفنانين الي—هود القسرية، بالإضافة إلى ذلك أقام قانون الصحافة في الرايخ بإقالة المحررين غير النازيين والي—هود من دور النشر الألمانية.
وزير الدعاية النازي
عندما بدأت الحرب العالمية الثانية في عام 1939 قام بإلهام الشعب الألماني ليدعم الحرب، ولهذا الغرض أدار قوة وسائل الإعلام بفعالية، وفي عام 1940 كان إطلاق فيلم “ذا جو” دعاية للحزب النازي وأثار الكراهية ضد الجماعات اليهودية لأنه صور اليهود كعلاقة طفيلية عديمة القيمة، وقام أيضا بإنتاج فيلم دعائي أخر للنازية في نفس العام سمي بي ‘جود سوس’ حاول فيه إظهار الي—هود بشكل سيء، كما قام في عام 1942 بتنظيم معرض لدعم النازية حاول فيه فضح عدم مصداقية الي—هود وقام بمهاجمة هيربرت بوما وهو زعيم مقاومة يه—ودي ألماني من أجل إفشال مسعاه.
ومن المثير للدهشة أن نلاحظ أن غوبلز أبقى أخبار الهجوم طي الكتمان وواصل سعيه لاستكمال الحملة لأجل الحرب، وفي عام 1944 وفي شهر أغسطس قام بتحريض الألمان وحثهم على دعم جهود الحرب الألمانية، وأصبح مستشارا لألمانيا في عام 1945 بعد انتحار هتلر.
غوبلز وزوجته يقضون على أبنائهم
وفي ثلاثين نيسان أبريل من نفس العام تزوج غوبلز في التاسع عشر من كانون الأول ديسمبر 1931 من ‘ماكس ريتشل’ ورزقا بستة أطفال، وبسبب إعجاب ماكس وتأثرها الشديد بشخصية القائد النازي أدولف هتلر، عمدت هذه المرأة لتسمية أبنائها الستة بأسماء بدأت بحرف إتش تشبيها بلقب هتلر الذي يبدأ بنفس الحرف.
كانت هيلغا أكبر بنات ماكس وجوزيف غوبلز حيث ولدت الأخيرة سنة 1932 وفي حدود سنة 1934 رزق هذان الزوجان ابنتهما الثانية هيلد غارد، وسنة 1937 ولدت الطفلة الثالثة هولدن، وبعدها بسنة واحدة رزقت مارتا غوبلز بابنتها الرابعة هيذر، وخلال الأشهر الأخيرة من عام 1940 ولدت هايدن خامس بنات عائلة غوبلز وأصغرهم إضافة لبناتهم الخمسة، رزق وزير الدعاية وزوجته بطفل واحد من جنس الذكور سنة 1935 سمي ب هيلموت، وقد كان أبناء جوزيف غوبلز الستة مقربين من القائد النازي أدولف هتلر والذي عرف بحبه الشديد للأطفال.
أثناء الأسابيع القليلة التي سبقت استسلام ألمانيا، اصطحب الزوجان غوبلز أبناءهم الستة نحو ملجأ الفوهرر ببرلين لمرافقة أدولف هتلر خلال أيامه الأخيرة، فضلا عن ذلك وضع جوزيف وماكس غوبلز خطة لقتل أبنائهما وإنهاء حياتهما خلال الفترة التي ستلي انتحار أدولف هتلر، حيث أكدت ماكس غوبلز والتي لقبت بالسيدة الأولى لألمانيا النازية للعديد من المقربين منها وعلى رأسهم وزير التصنيع الحربي ألبرت شبير، أنها لا ترغب في أن يعيش أطفالها في عالم يخلو من عمهم هتلر والنازية، مع احتدام المعارك حول برلين عرض الطبيب الألماني كارل جيه هارت على جوزيف غوبلز خطة لنقل أبنائه إلى مكان أمن خارج العاصمة، ولكن وزير الدعاية الألماني رفض ذلك مؤكدا على ضرورة بقائهم بالقرب من هتلر خلال هذه الأيام الصعبة.
جوزيف غوبلز
وطيلة فترة تواجدهم في ملجأ الفوهرر ببرلين كان أبناء غوبلز مقربين لدرجة كبيرة من أدولف هتلر، حيث لم يتردد القائد النازي في قضاء أوقات طويلة برفقتهم، على إثر حادثة انتحار أدولف هتلر وزوجته إيفا براون يوم الثلاثين من نيسان أبريل 1945، اتفق الزوجان غوبلز على إنهاء حياة أبنائهم الستة، وخلال ساعة متأخرة من نفس ذلك اليوم قدمت ماكس غوبلز بمساعدة الطبيبين هيلموت كول و لودفيغ بيرغر بتقديم مشروب مخدر من المورفين لأبنائها، بعد أن أوهمهم بأنه دواء مضاد للسعال، وعلى إثر خلوده للنوم أقدمت ماكس غوبلز أثناء الساعات الأولى لأول يوم من شهر أيار مايو 1945 على تسميم وقتل أطفالها الواحد تلو الأخر باستخدام كبسولات السيانيد.
نهاية غوبلز
في الفاتح مايو خلال النهار لم يتردد وزير الدعاية جوزيف غوبلز وزوجته في وضع حد لحياتهما بطريقة مشابهة لتلك التي انتحر بها أدولف هتلر خلال اليوم السابق، حيث أطلق جوزيف غوبلز النار على زوجته وأجهز من بعدها على نفسه برصاصة بعد أن أمر عددا من الحراس بحرق الجثتين، بعد يوم واحد من هذه الحادثة ذهل السوفييت عقب دخولهم إلى ملجأ الفوهرر، حيث عثر الجنود على الأطفال الستة جثثا هامدة بإحدى غرف النوم، كما اكتشفوا جثثا كل من جوزيف وماكس غوبلز المتفحمة بشكل جزئي.
وزير الدعاية السياسية في عهد أدولف هتلر وألمانيا النازية، وأحد أبرز أفراد الرايخ الثالث، لعب دورا مهما في ترويج الفكر النازي لدى الشعب الألماني بطريقة ذكية. جوزيف غوبلز يعتبر صانع أسطورة الفوهرر، واستخدم هذه الأسطورة لنقل مبادئ الحزب النازي ورسالته للشعب الألماني كدعم لحملته الإعلامية المكثفة للحرب العالمية الثانية، كما استخدم وسائل الإعلام لنشر رسالته عن النازية سواء راديو أو سينما أو مسيرات أو مواكب. كانت له السيطرة الكاملة على الحياة الثقافية لألمانيا وذلك بسبب أنشطة هذه المنظمة، حيث اعتاد الحزب النازي على اعتبار الفن الحديث غير أخلاقي، واتخذ تدابير للاستيلاء على الفن الحديث، وأدى تطبيقه الفعال لقانون الصحافة رايخ لطرد عدد من المحررين غير النازيين واليهود من الصحف والمجلات في ألمانيا.