ابن خلدون المؤرخ والأب الروحي لعلم الإجتماع | العلماء المسلمين

ولد عبد الرحمان بن محمد بن عبد الرحمان بن خلدون في تونس سنة 1332م ، نشأ ابن خلدون في بيئة علمية مرموقة ،  وقد درس في جامعة الزيتونة ، في 16 من عمره مات الكثير من عائلته بسبب الطاعون ، كان عبد الرحمان كثير التنقل حيث غادر إلى بلاد الأندلس وخاصة غرناطة واشبيلية ، كما كان يتنقل في بلاد المغرب الكبير ، في العشرين من عمره ذهب إلى الجزائر وتزوج هناك ، ثم غادر إلى المغرب ليعمل كمؤرخ في عهد الملك أبو عنان المريني ،  وقد شغل العديد من المناصب كسفير وقاضي ومدرس .

 وقد ساعده تنقله الكثير في اكتساب المعارف الكثيرة ، في الخمسين من عمره وبالأخص سنة 1396م بعد مجهود دام 10 سنوات نشر كتابه الشهير “العبر وديوان المبتدأ والخبر في أيام العرب والعجم والبربر من عاصرهم ذوي السلطان الأكبر” ، واستقر في أخر حياته بمصر فقد كان يقدم المحاضرات والتقى بالسلطان ظاهر البرقوق ، وقد أرادت عائلته الالتحاق به في مصر لكن غرقت السفينة قبل الوصول ، هذه الفاجعة أثرت في ابن خلدون بشكل كبير .

الأمور التي أثرت في ابن خلدون

يجب أن ندرك أن أفكار ابن خلدون جاءت بسبب الاضطرابات التي شهدها في زمانه ، وخاصة مع ما شهدته بلدان المسلمين من تيمورلنك من فرط العنف وقبله المغول ومن دمار بغداد عاصمة العلم في ذلك الزمن .

 ففي فترة حياة ابن خلدون كانت بلاد المسلمين ممزقة بين عدة ممالك صغيرة ، في نفس الوقت القوى الأوروبية بدأت تتوغل في شمال أفريقيا من أجل التجارة ، حتى أن العديد من الحكام كانوا دمى في أيدي النفوذ الأوروبي وهؤلاء الحكام المسلمون لم يمانعوا التحالف مع الأوروبيين ضد أخوتهم المسلمين ، ابن خلدون أراد أن يفهم ما يحصل للمسلمين وسبب انكسارهم أمام الكفار ، البعض يخونون إخوتهم ويستعملون الدين كغطاء لمصالحه م، كان هذا الفراغ الروحيا صدمة كبيرة ، كيف يمكن أن تضعف شوكة المسلمين بهذا الشكل ؟ كيف نفهم المنطق الإلهي في هذا ؟ ليس هذا فقط فقد شهدت البشرية إحدى أسوأ الكوارث الطبيعية الطاعون ، والذي أهلك ما يقرب من ثلث البشرية في العالم المعروف ، ومات المؤمن وغير المؤمن الموت عشوائي الموت لا يعتمد على عقيدة الفرد .

التساؤلات التي أنارت عقله

اهتم ابن خلدون بحياة البدو من العرب والبربر والترك وقارنهم بحياة التمدن ، أكثر ما يعرف عنه كتاب المقدمة كما ذكرت والذي هو ملخص لكتاب العبر أو تاريخ ابن خلدون والذي جاء في سبعة مجلدات ، اهتم عبد الرحمان بالبحث في التاريخ وحاول إيجاد المنطق فيه أو القانون الذي يسيره ، وقد جاءت في ذهنه العديد من التساؤلات  :

 ( لماذا تصعد أمم ومن ثم تسقط ؟ ما الذي يدفع بهذا التغيير ؟ هل هناك جانب أخلاقي أو بمعنى آخر هل الأخلاق هي محرك التاريخ؟ هل سقطت السلالة الفلانية لأنها سيئة أو أنها منحطة خلقيا؟ لكن كذلك هناك ممن يقتصرون على تفسير كل شيء بأنها مشيئة الله أو تدخله بشكل حرفي نبي يأتون لقوم إذا اتبعوه نجوا ومتى ما عصوا نبيهم حل عليهم غضب الله أي أن رخاء الأمة معتمد على رضى الله . أم هل نفسر التاريخ من الناحية الاجتماعية والاقتصادية ؟ وأن الحروب والصراعات هي فقط من أجل الحصول على الموارد الطبيعية لتلك الأرض؟ ) .

أفكار ابن خلدون

كان ابن خلدون يرى أن الدولة تتشكل من خلال العصبية والتي كان أساسها في زمانه هي القبيلة ، وقد وجد مفارقة بين أهل المدينة والبدو ، فالبدو تكون لهم وحدة وانسجام اثر التزاوج والمصاهرة وكذا التقارب والعيش في نطاق مجالي واحد ، وهذا ما يجعل أهل البدو يملكون عصبية قوية بالمقارنة مع أهل المدينة ، مما جعله يستنتج أن مكون الدولة يبدأ من البادية اثرة تقوي العصبية ، كما كان عبد الرحمان يرى أن الدول تفقد عصبتها بعد مرور الوقت اثر تباين المصالح بين الحاكم والقبيلة التي أوصلته لسدة الحكم ، وعلى ذلك يصبح حكم الحاكم قد دس فيه النعش الأخير الذي لا يحتاج سوى الوقت لكي يسقط ، وذلك من خلال ظهور قبيلة أخرى لها عصبية قوية ، وقد أقر أن الحاكم يحتاج للقوة ليسيطر على رعيته .

للتوسع أكثر في أفكار ابن خلدون اضغط هنا لكي تنتقل للمقال الذي سيغنيك بأفكار ابن خلدون ، وذلك لكي لا نطيل المقال فيصبح ثقيلا .

الوفاة

وفي سنة 1406م توفي ابن خلدون وهو في عمر 75 سنة .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى